بقلم: منى الفارس
رحمك الله يا عقلي وثبتك على الرجاحة في الالتزام بالواقع الذي اعتدت عليه . لاني سرحت اليوم بتفكيري وتساءلت ماذا لو ان باستطاعتي ان استأجر طائرة تقلني وتقلع بي لاطوف بها في سمائك يا وطني وارى من خلالها القدس وحيفا ويافا وعكا وطبريا و راس الناقورة وابقى الف والف في سمائك الصافية يا وطني لا تلاحقني طائرات العدو وتقصف طائرتي اعدي بطائرتي كل العوائق والحواجز الاحتلالية لا أجد كائنات متعجرفة توقفني ويسألوني عن هويتي وهل املك تصريح بالموافقة ليسمح لي أن احلق وازور كل بقعة فيك يا وطني . بينما كانت الطائرة تحلق شعرت وان اصبوا اليها وكان روحي بدأت تحلق معها أردت أن اصرخ بصوت ملؤه الشجن والشوق يا سائق الطائرة قف وخذني معك اتوسل إليك لا تحرمني من حلم اتشوق لتحقيقه وبقيت على هذه الحالة المتعطشة أحمل بنظري لأعلى السماء ارافق مسيرة الطائرة الى ان اختفت بسرعتها عن نظري حينها طأطت رأسي من خيبتي لاني حلمت حلما كبيرا لن يتحقق يوما، خبأت ما حلمت به خوفا من اتهم بالجنون . بقيت على تلك الحاله إلى أن عادت الطائرة مجددا تحلق في سماء رام الله وعادت بعد أداء مهمتها تحلق مرة أخرى لاعاود الى حالة الجنون العشقي لوطني لاعاود النظر اليها نظرات التوسل خديني معك يا طائرة وحلقي بي لاحقق الحلم الشقي الذي يؤرق مضاجعي لسنوات، ساعديني وخذي بيدي لاتغلب وانتصر على تلك الحواجز الاحتلالية اللعينة واطوف من خلالك لاطفيء ظمأي بزيارة جميع مدنك يا وطني ومن جديد تحطم حلمي وابتعدت الطائرة ولم يسمعني قائد الطائرة او ربما سمعني ولم يستجب لاغاثتي. عدت لاطأطت الرأس وسرت بخطوات ثقيلة مخجلة نحو مركبتي لاستقلها وأعود الي بيتي لاملاء معدتي وعقلي بطعام يكبس على تفكيري ويخبلني ليمنع عقلي عن التفكير بحلم كبير لن يتحقق فهذا الذي حصل بالفعل اخترت علبة الفول المدمس لالتلهمها بشراهة لأنها هي وحدها الكفيلة لتوقظني من هذا الحلم وتطمس على عقلي فأتلبد واخلد الى سبات عميق.