أفاد مسؤول بمجلس الأمن القومي التونسي في اجتماع، مساء الجمعة، إن المهاجرين غير الشرعيين في تونس تلقوا ثلاثة مليارات دينار (حوالي مليار دولار) من التحويلات من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في النصف الأول من عام 2023.
وفي هذا الإطار، شدد قيس سعيد، الرئيس التونسي، الذي ترأس الاجتماع، إن هذا الرقم "صادم" ويؤكد على أن تونس "مستهدفة"، وفق ما ذكرته "رويترز".
انتشال 13 جثة
كشف "خفر السواحل" التونسي، الخميس، عن اكتشاف 13 جثة لمهاجرين غير شرعيين بعد غرق قاربهم بالقرب من محافظة صفاقس في منطقة وسط شرق البلاد، حيث وقعت اشتباكات بين مهاجرين وسكان محليين الأسبوع الماضي.
وتعتبر محافظة "صفاقس"، ثاني أكبر مدينة في تونس، وهي نقطة الانطلاق لعدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى السواحل الإيطالية.
قبل أسبوعين، وبعد الاشتباكات التي أودت بحياة مواطن تونسي في 3 يوليو الجاري، طُرد عشرات المهاجرين الأفارقة من "صفاقس" ونُقلوا إلى المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر، كما تبعد بعض السواحل التونسية أقل من 150 كلم عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية إن ما لا يقل عن 100 إلى 150 مهاجرا ما زالوا عالقين على الحدود الليبية، مساء الخميس، تقطعت بهم السبل في منطقة عسكرية بدون ماء أو مأوى أو طعام، وقد أصدروا، الأربعاء، نداء استغاثة في مقطع مصور حصلت عليه وكالة "فرانس برس"، قائلين إن من بينهم أطفال ونساء حوامل.
طرد المهاجرين
أصدرت منظمات غير حكومية تونسية، أمس الجمعة، نداءً رداً على الوضع "الكارثي" للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين طردوا من ولاية صفاقس، متجهين إلى "إيوائهم في المراكز على وجه السرعة".
وخرج مئات المتظاهرين، مساء الجمعة، إلى شوارع تونس استجابة لدعوة مجموعة مناهضة للفاشية للتعبير عن "تضامنهم مع المهاجرين غير الشرعيين" وهتفوا: "دولة بوليسية قمعية تطردكم وتقمعنا" و"تونس أفريقية لا للعنصرية" و"تسقط الفاشية".
وبحسب "المرصد التونسي" لحقوق الإنسان، تجمع ما لا يقل عن 450 مهاجرا في المنطقة العسكرية العازلة بين تونس وليبيا، وتحديدًا بالقرب من منطقة رأس جدير.
تهريب الأفارقة
تكثفت محاولات تهريب المهاجرين الأفارقة من تونس بعد تصريحات للرئيس التونسي، في 21 فبرايرالماضي، انتقد فيها الهجرة غير الشرعية.
اعتبارًا من يونيو من هذا العام، وصل 51,215 مهاجرًا بشكل غير قانوني عن طريق البحر إلى إيطاليا، أي أكثر من 150٪ عن العام الماضي، نصفهم تقريبًا من تونس والباقي من ليبيا، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
والجدير بالذكر أن تونس تواجه أزمة سياسية واقتصادية هائلة تدفع أيضا عددا كبيرا من التونسيين لمحاولة الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عن طريق البحر.