حتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت التحقيقات الجنائية تتوقف إلى حد كبير على تقارير الشهود والاعترافات، والتي كان من السهل التلاعب بها، حيث كان افتقار الأدوات العلمية يدفع المحققين إلى التمتع بقدرات استنتاجية متقدمة في التفكير.
وفي الوقت الحالي، تحتاج التحقيقات إلى نهج عال من التقنية، يشارك فيه خبراء من تخصصات علمية مختلفة، وخاصة تحقيقات الطعن، حيث أن عمليات الطعن هي السبب الرئيسي للقتل في البلدان التي يمكن الوصول فيها إلى الأسلحة النارية مقيدًا، بما في ذلك أستراليا.
اقرأ أيضاً:
وفي حال عدم وجود كاميرات مراقبة، أو العثور على جثة الضحية بعد أيام أو أسابيع أو شهور من وقوع الحادث، وبمرور هذه المدة، ربما تكون الحشرات أو بعض الظواهر الطبيعية غيرت معالم الجثة ومسرح الجريمة، ةعندها فإن تحليل الأضرار التي لحقت بملابس الضحية قد يمنح المحققين نظرة حاسمة. ولكن ما الطريقة التي تتفاعل بها الملابس الموجودة على الجسم المتحلل مع العوامل البيئية والبيولوجية؟
دراسة حديثة
وأجريت دراسة بطعن جثث حيوانات ملفوفة بأقمشة، وتركت الجثث تتحلل في الطبيعة، حتى تبقى العظام فقط، وسلط البحث الضوء على طريقة تأثير الحشرات على نسيج الأقمشة التي تكسو الجثة المتحللة؟.
ولم يمض وقت طويل قبل أن تتحول الأقمشة بسبب البكتيريا والحشرات والعوامل البيئية الأخرى، فتغير شكلها وملمسها خلال أقل من أسبوع، وظهرت ثقوب جديدة في القماش، وكانت الحشرات نشطة بشكل خاص في منطقة الطعن، وكان الذباب أكثر شيوعًا.
وخلال 47 يومًا من التجربة، تم جمع بيانات حول تدهور النسيج خلال عملية التحلل، إنها اول مرة يتم فيها توثيق هذا التحلل بمثل هذه التفاصيل في تجربة مضبوطة.
اقرأ أيضاً:
وكشف البحث أن الأقمشة قد تحمل أدلة مهمة، ويتغير هذا الدليل مع تحلل الأجسام خلال تعرضها لعوامل الطيبعة، بحسب دراسة نشرت في مجلتي "ساينس أليرت" و"The Conversation" العلميتين.
ويساعد هذا البحث المحققين على تجنب إساءة تفسير الأدلة من الملابس، حيث يمكن أن تتشكل ثقوب على ملابس الضحية، تنتج عن التحلل والحشرات وليست ناتجة عن طعن الضحية، ومن ثم، يمكن معرفة أن أكثر مكان في الملابس تعرض للضرر من الحشرات على أنه مكان تجمع السوائل (أي مكان نزف الجثة)، وقد يساعد في إعادة فتح بعض القضايا المعلّقة والمجهولة.