أثيرت حالة من الحزن والجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، عقب تداول قصة "شاب فرنسي" يعيش مشردا في شوارع العديد من المحافظات المصرية، دون معرفة أي تفاصيل عنه بخلاف أنه يتحدث اللغة العربية بصعوبة.
وكانت بداية القصة، حين نشرت تدوينة من قبل صفحة "أطفال مفقودة"، وهي إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متخصصة في نشر صور الأطفال المفقودين والتواصل مع الجهات المسؤولة حتى إعادتهم لذويهم.
ووفقًا لـ "التدوينة"، فإن الشاب الذي عاش وسط المصريين كمشرد يبحث عن مأوى، وانتقل في العديد من المحافظات، ولم يعرف أحد اسمه أو معلومات عنه، لذا اختاروا له اسم وهو "حسن".
وعاش "حسن" كمشرد في محافظة بني سويف جنوب مصر، وتحديدا بجوار سور مدرسة في المدينة، إلا أن قامت امرأة تدعى "أم رضوان" تعمل بائعة خضار، برعايته، حيث كانت تعطيه 3 جنيهات كل يوم كمصروف له، وعقب وفاتها انتقلت مهمة الاعتناء به لامرأة أخرى تدعى "أم عمر"، والتي كانت تقدم له وجبة كل يوم.
صديق القطط
وتابعت "الصفحة"، فإن الشاب المشرد كان يتقاسم طعامه مع مجموعة من القطط التي كانت تشاركه فراشه في الشارع، واستمر على نفس الحال حتى انتقل للقاهرة.
وفي القاهرة، عاش"الشاب المشرد" في منطقة مساكن شيراتون شرق العاصمة لمدة عام، وهناك ارتبط اصبح صديقا لشاب يعمل مصففا للشعر وفد للقاهرة قادما من محافظة الشرقية، وكان يتقاسم معه وجباته، لكنه في نهاية اليوم يذهب للنوم على فراشه في الشارع.
وأشارت "الصفحة"، إلى أن سكان المنطقة أحبوا مع الشاب واعتبروه حسب تعبيرهم "بركة" على المنطقة، وتعاطفوا معه، ولا سيما بعدما تأكدوا من أنه فاقد للذاكرة ولا يعلم شيئا عن أسرته أو حياته.
وبالتدريج تم اكتشاف المعلومات بشأن الشاب، شيئًا فشيئًا، واتضح أنه فرنسي الجنسية من أصول مصريه يدعى "فرانسوا" وسافرت أسرته إلى فرنسا منذ سنوات طويلة.
فقد الذاكرة
والجدير بالإشارة أن "فرانسوا" عمل في العديد من الدول حول العالم، مثل سويسرا وإسبانيا لكنه كان يحب مصر التي كان يسمع عنها من أسرته.
وقبل أربعة سنوات، وأثناء زيارة له لدولة المغرب، اتصل بوالده يخبره برغبته في زيارة مصر والسفر إليها للاستمتاع بعطلته، لكن والده طلب منه ضرورة التأكد من وجود علاج خاص يحصل عليه للعلاج من مرض نفسي يصيبه، فيما أكدت المعلومات أنه وفي حالة عدم تعاطي الشاب لهذا الدواء تتغير حياته، حيث يتحول لشخص آخر بل ويفقد الذاكرة.
إلا أن "فرانسوا"، لم يستجيب لنصيحة والده، انتقل إلى بورسعيد مسقط رأس عائلته وتوقف عن تناول الدواء حتى فقد الذاكرة بشكل كامل، ونسي كل شيء عن نفسه وأسرته، واختفى ولم يعثر له على أثر.
وظل الحال كما هو، إلى أن وصلت قصته للصفحة ونشروا صورته، وبعدها توصلت أسرته له وروى أبناء عمومته قصته كاملة، علاوة على ذلك تواصلت "القنصلية الفرنسية" مع الشاب والتقت به وجعلته يتحدث هاتفيا مع والدته في فرنسا.
وبدورها، كشفت وزارة الداخلية المصرية أنها رصدت تداول منشور على إحدى الصفحات منصات "السوشيال ميديا"، يفيد بالبحث عن أحد الأشخاص وهو "من أصل مصري ويحمل جنسية إحدى الدول" مشرداً فى شوارع مدينة بورسعيد.
مرض نفسي
ونوهت "الداخلية"، أنه أتضح أن الشاب دخل إلى مصر منذ فترة لزيارة أهل والده بمدينة بورسعيد، ولم يتم التعرف على مكانه عقب ذلك، مؤكدة أن أجهزة الأمن استطاعت تحديد مكان تواجده بدائرة قسم شرطة النزهة بالقاهرة، وتبين أنه يعانى من "مرض نفسي" يعالج منه منذ العديد من السنوات.
واستطردت "الداخلية"، أنه تم التعاون مع الصفحة الخاصة التي نشرت حالته وأهل الشاب للحضور وإستلامه، وتم تسليمه لهم وأخذ التعهد اللازم بحسن رعايته، فيما تجري السفارة الفرنسية إجراءاتها في الوقت الحالي لإعادة الشاب إلى أحضان أسرته بفرنسا .