بقلم:_ منى الفارس
اليوم كنت في نقاش مع زميلي الذي يصف لي السياحة في تركيا وانا أصف له السياحة في الامارات واسترسلنا معا في الحديث واتفقنا على ان السياحه تسمى صناعة السياحة لدول التي لا تمتلك مقومات طبيعية للسياحة لانها تدر دخلا وفيرا على موازنة الدول. قلت له مثلا في دولة الإمارات العربية المتحدة هي صانعة للسياحة فوأجدت الحدائق والفنادق والكثير من الأماكن والمنتجعات ولقب الشيخ محمد بن راشد بليط البحر لانه حول وسط البحر ا لى جزيرة اسمها جزيرة النخيل . حقا انها كانت الكلفة عالية ولكنها أعادت عليهم أضعاف أضعاف تكلفتها من الارباح التي حققتها. ووصف لي زميلي طبيعة تركيا الخضراء والبخار فيها والاماكن الجميلة التي اوجدوها لجذب السياح وعن دور الاعلام البارز الذي كان له دورا مهما ( خاصة المسلسلات التركية) التي كان لها دورا موثرا وايجابيا في تعريف العالم بالمناطق الجميلة في تركيا وكانت هي الوسيلة الرئيسية لجذب السياح لها . هنا كان دوري في الكلام وفحوا الكلام كان ان فلسطين بطبيعتها الخلابة وتضاريسها المتنوعة وما تمتلكه من جبال وسهولة وينابيع وتنوع مناخي.
فلسطين لا تحتاج لصناعة السياحة لانها تمتلك جميع المقومات السياحية فلا تحتاج سوى لجهود ودعم من قبل وزارة السياحة في دعم المشاريع وتوجيه المستثمرين للاستثمار في تلك المناطق، فكم يوجد لدينا أماكن جميلة واثرية ولكنها للأسف مهملة. واذا وجدت لدينا مشاريع سياحية فهي مشاريع خاصة أنشأت بجهود ذاتية وميزانيات متواضعة واصحابها تكبدوا القروض البنكية من أجل إقامتها وشكلت عبئا" ماليا" يضغط على اكتافهم وهم يتعرضون لتلك الضغوطات المالية التي تشكل مخاطر على مشاريعهم وأحيانا تؤدي الى فشل تلك المشاريع واغلاقها، لعدم توفر الأموال ليتمكن اصحابها من تطويرها وتطوير الخدمات التي تقدم فيها والبعض منها لا يوجد عليها رقابة من قبل المؤسسات فتكون الخدمات فيها غير صحيه وغير امنة وبعض المناطق الجميلة في وطني تحولت لمكبات للنفايات حتى المياه العذبة والجارية تحولت لمكبات للصرف الصحي ومرعى للمواشي على جانبيها فتلوثها.، وذلك لعدم استغلالها بالشكل الايجابي ومثال على تلك المناطق منطقة مياه وادي الساجور في الباذان في محافظة نابلس، فهي مكب لمجاري مدينة نابلس وقربهايوجد مكب للنفايات، كما توجد كذلك نبعة عين كينا الطريق اليها محفر و لا تستطيع المركبات الوصول اليها ومياه الينابيع فيها غير صالحه للشرب لأن اصبحت مكب للمياه الصرف الصحي حيث تنبعث منها الروائح الكريهة وهي مكان لتجمع الحيوانات الأليفة والمفترسة التي هي الاخرى تقوم بدورها في التلويث بروثها، وكذلك في منطقة عينا سينا التي تحولت إلى منطقة للريان مياه الصرف الصحي والروائح الكريهة المنبعثة خير شاهد على ذلك . هنا افكر مليا ولا أعلم هل الرقابة ومعالجة هذه التجاوزات اختصاص من؟ هل من اختصاص وصلاحيات سلطة البيئة ام وزارة السياحة ام البلديات ام ام. ..؟ لا اعلم فالادوار مشتته والمسؤوليات تشتت معها . فكلا يتنصل من المسؤولية ويرميها على غيره . ايا كان المسؤول لو تضافرت الجهود من قبل تلك المؤسسات وسعوا الى تنظيف تلك الاماكن وإنشاء مشاريع سياحية فيها لكانت من أجمل المناطق السياحية .
ان المواطن البسيط الذي يقيم مشروع سياحي خاص ويترزق منه ويوفر من خلاله فرص عمل لعدد لا بأس به من الشباب له كل الشكر والتقدير ولكنه بأمس الحاجة إلى للوقوف الى جانبه ودعم مشروعه ماديا وارشاديا واعلاميا وليس فقط محاسبته وتدفيعه غرامات ورسومات وغير ذلك من الاعباء المالية التي تتطالب بها المؤسسات، وبعد تحصيلها ما تريد تدير له ظهرها و تبتعد عنه ولا تتعرف عليه وتتركه يركب الأمواج ويصارعها لوحده. الا يستحق هذا المواطن المؤازرة لدعم مشروعه وانجاحه. يقول أحدهم اننا تحت الاحتلال وان الاحتلال هو من يعرقل جهودنا في إقامة مشاريع سياحية ونجاحها وهو من يكون سببا في القضاء على السياحة في وطننا. ارد عليه ان الحسنة الوحيدة للاحتلال وهو من حسن حظكم انه أوجد لكم شماعة لتعلقوا عليها تقصيركم وسلبياتكم. ولو ان هذا هو الواقع لما وجدت المشاريع الخاصه من منتزهات وشاليهات ومطاعم وحدائق . اقول ان الشعب متعطش لتنفيس عنه من ضغوطات الحياه، وعيوننا في الناظر كيف تكون تلك المنتزهات والحدائق والشاليهات مزدحمة في أيام الإجازات والأعياد رغم الامكانيات المحدودة والخدمات المتواضعة التي تقدمها تلك المشاريع . ناهيك عن الاعداد الكبيرة من المواطنين الذين يسافرون في الإجازات لتركيا وغيرها من الدول. وما يتكبدوه من تكاليف مالية باهظة ومنهم من يذهب إلى الداخل المحتل بعد تكبده معاناة جسدية ومالية في الحصول على تصاريح من المحتل إضافة للتكاليف المالية العالية التي يتكبدها المواطنين خلال الرحلة التي لا يسمح بها الا لساعات محدودة في النهار لاحتياطات أمنية من قبل المحتل. هنا علينا التساءل وتوجيه الأسئلة للمسؤولين:_ هل صعب عليكم ان تحافظوا على تلك المناطق الخلابة وحمايتها من التلوث؟ وهل صعب عليكم إيجاد دعم مالي لاقامة مشاريع سياحية؟ وهل صعب عليكم القيام بدور الإرشاد والرقابة على الخدمات السياحية والمرافق الصحية في تلك الأماكن السياحية؟ وهل صعب على مؤسساتنا الاعلامية ان تقوم بعمل برامج وفيديوهات لتوعية المواطنين وتعريفهم بتلك المناطق السياحية في وطننا والتشجيع لزيارتها ؟؟؟؟؟ نعم إن تلك المسؤوليات والمهمات تحتاج لمجهودات من قبلكم ، ولكنها ليست من المستحيل عليكم تحقيقها والوصول للهدف المنشود تحقيقه، لو تكاتف الجهود للوصول لهذا الهدف الذي نتعطش لإنجازه. هنا عتبي الكبير على وزارة السياحة ووزارة البيئة والعتب على قد المحبة والأمل كما يقول المثل فتحملوا مني كبر حلمي اذا استكبرتموه. فانا مواطنه من حقي ان اتأمل واحلم لاني اعيش في اجمل بقاع العالم الا وهي فلسطين هي جامعة الاديان السماوية والحضارات ، وهي كانت وما زالت مطمعا للمحتل. فالاحرى بنا والاجدر ان نحمي الجزء الصغير الذي تبقى لنا افضل حماية ونستغله افضل استغلال.