البوابة 24

البوابة 24

تسريبات "ويكليكس" تكشف شخصية باسم عوض الله على مر التاريخ

باسم عوض الله
باسم عوض الله

عالم- البوابة 24


نشرت المنظمة الدولية "ويكليكس" عام 2011، تسريبات كانت تستهدف رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله في الأردن، حيث كشفت عن طبيعة علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية.


ووفقاً لوكالة "عمون" الإخبارية، فإن الذي يتصفح للوثائق الموجودة لدى "ويكليكس" يعلم تماماً بأن عوض الله هو من الأكثر الشخصيات التي تثير الفضول لدى متابعينها، فكان يبدو غالباً أنه هو الشخصية المرجعية لأمريكا، حيث أن هناك علاقة جيدة جداً تربط أمريكا بعوض الله، كما أن تقرير المنظمة قد رصد علاقة مرتبطة بين عوض الله وإدارة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، كما أن ذكره كان مختفياً في فترة ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.


وعلى الرغم من طموح عوض الله بتحقيقه منصب رئيس الوزراء إلا أنه فشل في ذلك، ووفقاً لذلك التقرير، فقد زرع حاشيةً له من الرجال المخلصة والموالية له في عدد من المناصب، إلى جانب ذلك فقد أثبت التقرير أنه في إحدى البرقيات التي تمَّ تسريبها قد وصف عوض الله حق العودة الخاص باللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة بـأنه أمر "رمزي".


كما ادَّعى عوض الله أن أغلب اللاجئين الفلسطينيين لا يريدون العودة، إلى جانب أن إسرائيل تسعى بتدير حزب الله في لبنان، إلا أنه هناك عدة فئات تدافع عن عوض الله ولا تقبل بتوجيه أي تهم إليه.


دفاع الأعداء


وقد خضع باسم عوض الله الرئيس السابق للديوان الملكي في الأردن، تحت أصابع اتهام وهجوم عديدة من قبل أطراف معادية لفلسطين، مما أدى إلى إثارة الغضب والاستياء للمناهضين للإصلاح، وتهدف هذه الجولات الهجومية إلى الإطاحة بعوض الله.


وارتبط هذه المرة اسم عوض الله بادعاءات أنه مشارك في عمليات تهدف إلى الاتجار بالبشر، رغم ضعف العلاقات بين الشركة المذكورة وعوض الله في هذه القضية، ولكنه لا زال يتعرض لحملات يتم شنها بشكل مستمر من قبل الشرق الأردني، تهدف إلى إمحاق شخصيته، وتشويه صورته وسياساته، ومع الأسف أن ازدياد الأنباء التي تحمل هذه الهجمات ستؤثر على موقعه وتعمل على إبعاده من منصبه.


شكوك حول ثروة عوض الله


وخلال متابعة التسريبات التي نشرتها "ويكليكس" فإن النائب ناريمان الروسان قد وجَّهت اتهاماتٍ بهذا الأمر لرئيس الديوان "عوض الله"، تلا ذلك اتهام علني  من قبل ناهض حتر الكاتب الذي تم اغتياله في العام 2016، والذي أثار الشكوك حول ثروة عوض الله، فقد طرح تساؤل أدلى لتلك الشكوك، حيث يحمل نص السؤال "إنه كان يتقاضى مبلغ 600 دينار أردني شهريا مقابل عمله في رئاسة الوزراء، فمن أين له كل هذه الثروة؟".


وقد أوضح عوض الله بموجب هذه الاتهامات أنه خلال لقائه مع السفير الأمريكي يوم 8 من شهر سبتمبر لعام 2008 لا يمتلك أي أعمال أو استثمارات مالية في الأردن منذ ما يزيد عن 10 سنوات، جاء ذلك خلال إحدى برقيات تخص الاتهامات الموجهة لعوض الله بشأن ثروته.


وقد تبيَّن أنه عوض الله وشقيقه كان بدأوا في طريق الاستثمار من خلال إنشاء محل للطعام في عام 1997، إلا أن المشروع باء بالفشل، ثمَّ فتح شقيقه مكتب للسياحة والسفريات في 8 سبتمبر، ووفقاً لوكالة "فرانس برس" فإن عوض الله في عام 1998 قد باع أسهمه في الشركة، وذلك بناءً على السجلات التجارية المعلنة.


تلويث وتشويه


وقد أوضحت السفارة الأمريكية في تحليلٍ لها بشأن الهجمات على عوض الله أن الادعاءات والهجمات المشنَّة على عوض الله ما هي إلا محاولة من قبل المحافظين لتشويه اسم عوض الله وتلويثه بالفضائح.


ووفقاً لوثائق "ويكليكس" فإن هذه الهجمات هدفها فرض حالة من التشويش والتشويه واللغط على شخص عوض الله، كما أن ضجة بيع أراضي الدولة هي جزء من ضمن هذا المخطط لسير السياق 


كما بيَّن التقرير أن: "سياسات باسم الاقتصادية الإصلاحية والليبرالية هي السبب، وعند إنهاء الملك لهذا اللغط بدأ المحافظون بالبحث عن قصص أخرى منها قصص الاتجار بالبشر".


وتابع: "المعنى الحقيقي انه لا يمكن لهؤلاء (الشرق أردنيين) الوثوق بشخص من أصول فلسطينية لتسيد الأمن القومي الأردني. وهذا انعكس على سياسة وتحركات الشرق أردنيين".


انتهاء عوض الله عند الأمريكان


هناك ادعاءات بإقبال باسم عوض الله على الطلاق من زوجته بعدما قام بإبراحها ضرباً، حيث لم يمر أكثر من 4 شهور على زواجه، وبدأ أن يتم التشكيك بوصول عوض الله إلى منصب رئاسة الوزراء وبعدما كانوا يرونه الرئيس المقبل للوزراء.


إنَّ فقدان باسم عوض الله كمحنك سياسي ومصلح أيضاً بسبب الفضيحة، ذلك سيعمل على تأثير ضار لشخصه الإصلاحية التقدمية له ولحلفائه أيضاً.


وحول الطلاق بين عوض الله وزوجته، والذي يرجع سببه إلى اعتدائه بالعنف الجسدي على زوجته في أواخر شهر يوليو، ووفقاً لما تداولته التقارير، فقد كان ضرباً شديداً جداً، بموجبه تم نقلها لفترة قصيرة إلى المشفى لإجراء بعض الفحوصات، ولا زال هناك آثار للضرب تعاني منها زوجة عوض الله، وأنكر عوض الله ما تم نسبه إليه من فعلته بزوجته.


ويسجل عوض الله تاريخا من العلاقات الرومانسية التي لم تكتمل إلى نهايتها، حيث أنه تقدم لخطبة فتاة عام 2007، ويتحدث عنها الكثيرون أنها كانت لفتاة ذات أصل فلسطيني وهي ابنة لموظف يعمل في شركة أرامكو السعودية، إلا أنها سرعان ما تمَّ التراجع عن الخطبة.


ستؤدي حادثة الضرب إلى معاناة عوض الله من ويلات عديدة في علاقاته وحياتها الشخصية، كما أنه مشاكل عوض الله الزوجية لم تنقلها وسائل الاعلام الرسمية والرئيسية، لكن رغم ذلك فقد أصبحت حديث الموائد السياسية في العاصمة عمَّان بالإضافة إلى مواقع الانترنت.


باسم عوض الله هو عنصر مهم وكبير في سياسة المملكة الأردنية الهاشمية، نظراً للدعم الذي يقدمه للإصلاح الاقتصادي والسياسي، والذي يعمل على خلق مخاوف بسبب أصوله الفلسطينية للشرق الأردنيين، بأن ذلك سيعمل على تحديد أولوياته السياسية، وذلك ينجم عن عرضته للإشاعات والسياسات الخاصة باغتيال الشخصية، فقد تقدَّم الآن عوض الله بدليل ملموس بشأن هذه الحادثة، حتى أن المؤيدين لعوض الله أصبحوا يعتبرونه مصدر سياسي مزعج.


وعانا العديد من المسؤوليين السابقين والحاليين من علاقتهم بعوض الله، على سبيل المثال، وزير الخارجية الأسبق صلاح البشير يأمل أن يعود إلى الحكومة، لكن انتمائه لعوض الله أدى إلى وجود عقبة لتحقيق ذلك.


تهديد بالاستقالة

 
كان عوض الله هو المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء نادر الذهبي، الذي هدد بالاستقالة من إدارة مكتب الملك، إذا لم يتم اختياره وتسليمه لقيادة الحكومة، وفي آخر لحظات تم قبول عوض الله لترقيته إلى رئاسة الديوان الملكي، الذي كان يديره سابقاً بجانب عمل إدارة مكتب الملك.


ولعب عوض الله دوراً كبيراً في التأثير بقرارات الملك حول اختيار الوزراء للحكومة، من ضمنهم وزير الخارجية صلاح الدين البشير، وقد حاول عوض الله أن يجمع بين وزارة المالية والتخطيط محاولاً لإقصاء وزيرة التخطيط سهير العلي التي تشكل منافساً حقيقياً له.

وكالات