بقلم محمد زهدي شاهين
عندما تقع أعين القراء على هذا العنوان قد يمتعض البعض منهم من هذا الشعار المرفوع الذي تم افراغه من محتواه حتى امسى واصبح فاقد المصداقية، وعندما نقول البعض منهم فقط، فإننا هنا نقوم بتجميل الصورة لا اكثر، وستصيبهم حسرة الخذلان وسيشعرون بالقهر، وسيستاؤون من الحالة التي آلت إليها الامور. فأين العرب والمسلمون اليوم من هذا الشعار، وهنا عن المواقف الرسمية نتحدث بالتأكيد، فشعوبنا العربية والإسلامية ما زلنا نراهن عليها. لكي نستطيع الاجابة على تلك التساؤلات التي تدور في خلد كل منا، لا بد لنا من وضع قاعدة للانطلاق منها واساس متين من اجل البناء عليه، وهذا يقودنا الى ارجاع واطلاق الوصف الصحيح على ما نحن عليه، وهو بأن ارض فلسطين هي ارض محتلة، وهذه هي المشكلة اساسا، وعلاج المشكلة يكمن في زوال وكنس هذا الاحتلال اذا، وهذا لا جدال فيه أو عليه. اعلم تماما بأنه عندما ينحرف المرء ملم واحد عن مساره في لحظة ما، فإنه لن يصل الى مبتغاه لكونه انحرف في الاتجاه. لهذا لا بد من الرجوع للجذر والاصل الصحيح للحكاية كما تقدم أنفاً.
اسمعتم بمقولة "امران احلاهما مر" بالتأكيد وقطعا قد سمعتم بذلك، فمر المر هو من قفز عن القضية الفلسطينية مطبعا مع هذا الكيان، متجاوزا ذلك الشعار المرفوع لكونه لم يعد أولوية لديه، واحلى المر هو فيمن لم يطبع خجلا على اغلب الظن ، ويتغنى بأن قضيتنا أولوية لديه، وكما تعرفون وتدركون تماما فالأولوية تكمن في زوال اصل العلة فاخلع السن واخلع وجعه، ولكن يا ترى من يستطيع قلع ذلك الضرس! وسنزيدكم من الشعر بيتا، اسمعتم بمثل الخنزيرة والعود....وذلك الحال ينطبق على من اقام علاقات مع هذا الجسم الدخيل، ولكن للأسف ما يزال يتغنى بأولوية ومركزية قضيتنا لديه. لهذا لا بد لنا من المضي نحو وحدتنا الوطنية، والرجوع للخلف قليلا كانحناءة القوس، لهذا لا بد من تبني خيار مرحلي وهو ما طرحته القيادة الفلسطينية، وهو خيار مرحلي مناسب حتى يتسنى لنا ترتيب اوراقنا الفلسطينية وبيتنا الداخلي ، لكي نعمل من اجل الوصول لغد مشرق تحت شمس الحرية والاستقلال.