أغرب من الخيال.. طالع قصة اليهودي الوحيد الباقي في إريتريا

اليهودي الوحيد الباقي في إريتريا
اليهودي الوحيد الباقي في إريتريا

عقب حدوث حالة الشغب التي انتشرت في إسرائيل، السبت الماضي، على خليفة تظاهرة لمهاجرين إريتريين، ومطالب من "المفوضية السامية" للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، تل أبيب بضرورة عدم ترحيل المتهمين بالمشاركة في أعمال التخريب هذه، مما فتح قضية اللاجئين الإريتريين على مصراعيها.

يحرص الكثير من الإريتريين، منذ عقود، على الذهاب إلى إسرائيل، للفرار من الوضع الراهن في بلادهم، قاطعين رحلة مليئة بالمخاطر.

لذا باتت إريتريا فارغة تمامًا وكاملًا من "اليهود"، الذين سافروا إليها قبل سنوات طويلة خلت من اليمن.

يعيش وحده

ولكن المفاجأة كانت في وجود "يهودياً" واحداً لا يزال صامدا، يسكن وحده بلا عائلته وأقاربه في أسمرة.

فالرجل السبعيني، الذي يدعى "سامي كوهين"، كان يتواجد ضمن مجتمع صغير من اليهود كان عددهم حوالي 500 شخص في فترة الخمسينيات، إلا أن الهجرة والموت والثورة غيرت كل شيء، ليصبح "كوهين" وحيدًا، فهو آخر يهودي من سكان أسمرة.

ويشار إلى أن "كوهين"، قد أكد في مقابلة سابقة مع وكالة "فرانس برس" أنه يهتم بالكنيس والمقبرة في المدينة، ليس هناك أحد غيره يقوم بتلك المهمة.

كنا أشار "كوهين"، إلى أن زوجته غادرت مع بناتهما عندما وقعت الحرب بين إريتريا وإثيوبيا مرة ثانية في عام 1998، متابعًا: "كما تعلمون، كان لدي الكثير من من الأصدقاء والعائلات، لكنهم رحلوا جميعًا..".

من اليمن

والجدير بالإشارة أن اليهود الأوائل إلى إريتريا من اليمن خلال أواخر القرن الـ 19، بسبب للتوسع الاستعماري الإيطالي والفرص التجارية الجديدة.

وبمرور الوقت زاد عددهم، حيث انضم إليهم لاحقًا خلال الثلاثينيات أولئك الفارون من معاداة السامية في أوروبا، ولكن غادر البعض عند تأسيس دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إلا أن عندما نشبت أعمال الشغب والقتال خلال منتصف السبعينيات، أثناء نضال إريتريا من أجل استقلالها عن إثيوبيا، والذي أستمر 30 عاماً، ومنذ إعلان استقلال البلاد رسميا في 1993، يحكم إريتريا الرئيس "أسياس أفورقي" بيد من حديد.

وبالإضافة إلى ذلك تعد "إريتريا"من أكثر دول العالم عزلة والتي تحتل مركز متدني جدا في التصنيفات العالمية لحرية الصحافة وحقوق الإنسان والحريات المدنية، فضلاً عن التنمية الاقتصادية.

ووفقاً لما ذكر في إحصاءات تم إصدارها في حزيران/يونيو، وصل عدد طالبي اللجوء الإريتريين في إسرائيل إلى 17850 شخصاً، أتى معظمهم بشكل غير قانوني من شبه جزيرة سيناء المصرية قبل سنوات، واستقر عدد كبير منهم في أحياء فقيرة في مدينة تل أبيب الساحلية.

العربية