البوابة 24

البوابة 24

"إخفاق إضافي أكبر".. الموساد "يورط" نفسه بوثائق سرية عن حرب أكتوبر (تفاصيل)

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

يتم الكشف عن المزيد من "الوثائق السرية"، بشأن حرب أكتوبر تزامنا مع الذكرى الـ 50 لاندلاعها، في محاولة من جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية لتبرئة نفسه من إخفاقاته والادعاء بأنه حذر عدة مرات من اندلاع الحرب، لكن وقلل الجيش من أهمية تحذيراته.

كتاب الموساد

وفي خطوة استثنائية، بادر "الموساد"، إلى تجديد حربه الداخلية مع إدارة الاستخبارات العسكرية للجيش "أمان"، ونشر كتاباً بعنوان "ذات يوم، حين يكون الحديث مسموحاً"، كتبه فريق من "الدائرة التاريخية".

وأجمع "المراقبون الإسرائيليون" على أن الكتاب، وهو الأول الذي يصدر باسم "الموساد"، لا يتناول الموضوع باعتباره دراسة علمية تاريخية تعتمد على مصادر سرية، ولكن هو مجرد "قصائد تمدح للجهاز، وتبالغ في إنجازاتها، وتبالغ في تقديرها لرئيس الموساد آنذاك"، تسفي زمير، وهي تخلو من النقد الذاتي وتتضمن على الكثير من التناقضات.

ووفقًا لما نشرته وكالة "الشرق الأوسط"، فأن الغرض الرئيسي منه هو الدفاع عن النفس ورفض اتهامات الجيش الذي يقول إن الموساد لم يقدم أي معلومات جدية من شأنها تغير مسار القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، في ذلك الوقت، التي أقنعت نفسها بأن العرب لن يقاتلوا إسرائيل".

وثائق لتحديد موعد حرب أكتوبر

1.JPG
 

ويتضمن الكتاب على العديد من الوثائق التي تشير إلى أن الموساد حصل على معلومات مهمة ودقيقة حول نية مصر وسوريا إعلان الحرب على إسرائيل، على رأسها تحديد موعد بدء هذه الحرب في 6 أكتوبر 1973.

وفي السياق ذاته، رفض "الموساد" ادعاءات "أمان" آنذاك بأن أشرف مروان، صهر الرئيس السابق جمال عبد الناصر ومساعد الرئيس أنور السادات، كان عميلاً مزدوجاً، علاوة على رفض ادعاء مصر بأنه "بطل قومي نجح في تقديم معلومات مهمة عن العدو"، وقال إن "الموساد الإسرائيلي" فحص هذه المعلومات وخلص إلى أنها تعمل في خدمة إسرائيل، فهي التي حددت يوم 6 أكتوبر باعتباره يوم بدء الحرب، وتبين أن معلوماته صحيحة.

تورط صهر جمال عبد الناصر

ومن البروتوكولات التي نشرها "الموساد"، تبين أن "مروان" اعتبر الحرب أمرا خطيرا على مصر وإسرائيل وسوريا، وأن غباء القادة هو المسؤول عن ذلك، وأنه من ناحية قدم معلومات لإسرائيل، ومن ناحية أخرى، واستخدم نفوذه في مصر لدفع القيادات في كل جانب لاتخاذ بعض الإجراءات.

والجدير بالإشارة إن "مروان" لم يكن المصدر الاستخباري الوحيد، إلا أنه قدم الكثير من المعلومات بشأن الجيشين المصري والسوري، لكن "لسوء حظ الجيش الإسرائيلي، فإن هذه المعلومات الاستخبارية العالية الجودة لم تمنع المفاجأة الاستراتيجية، ودفع ثمن هذه الحرب باهظاً بالدماء"، بحسب "الموساد".

الملاك المصري

2.JPG
 

وتقول المواد الأرشيفية التي نشرها "الموساد"، أن عمل أشرف مروان، الذي أطلق عليه الموساد لقب "الملاك"، بدأ في عام 1970.

وبحسب الضابط المسؤول عن التعامل معه، الملقب بـ"دوبي"، فإنه "كان يتمتع بقدرة غير عادية في الوصول إلى قمة الهرم القيادي المصري، وكان البريد يمر من خلال مكتب مروان قبل أن يصل إلى الرئيس (السادات)" فضلًا عن أنه كان مسؤولاً عن "نقل تعليمات رئيس الجمهورية إلى كافة الجهات الحكومية" و"تقديم المعلومات من جميع أجهزة المخابرات إلى رئيس الجمهورية".

 وإلى ذلك، كان "مروان" حاضراً في كل مؤتمرات رؤساء الدول العربية التي تم عقدها في القاهرة وفي كافة الاجتماعات التي يعقدها رئيس الوزراء المصري، وكان "معروف بعلاقاته شخصية في كل قطاعات الجيش المصري".

وفي سياق متصل، كشف "الموساد"، عن العديد من البروتوكولات، من بينها ذلك الذي وثق للاجتماع الذي عقد في مساء 5 أكتوبر 1973، في لندن، وأصر فيه "مروان" على أن يتم اللقاء مع تسفي زمير، رئيس الموساد، وليس مع ضابط أقل منه رتبة.

موعد حرب 6 أكتوبر

وبحسب ما جاء في "الوثيقة"، التي تضمنها البروتوكول: "اتصل (مروان) اليوم الساعة 9:30 مساءً هاتفياً... في المحادثة قال... سيصل غداً الجمعة، مساء 5 أكتوبر، لعقد اجتماع، سيقدم فيه معلومات... يقول إنها ذات أهمية كبيرة... ويلمح إلى أن المعلومات التي جاء ليوصلها بشأن... (هذا الجزء من الوثيقة لا يزال محظوراً) بحوزته.. هذه القائمة كما هو معروف هي رمز للإنذار".

ووفقًا لبروتوكول اللقاء في لندن طلب مروان أن يتحدث عن الحرب، وقال إن "هناك احتمالاً بنسبة 99 في المائة أن تبدأ الحرب غداً السبت"، فسأله رئيس الموساد: "لماذا غداً؟"، فأجاب مروان: "لأن هذا ما تقرر، وهو يصادف يوم عيد بالنسبة لكم".

وأوضح "مروان"، أن الحرب ستبدأ على الجبهتين السورية والمصرية في ذات الوقت، وفي البداية أكد أن الحرب ستبدأ "في المساء"، لكنه حدد في قت لاحق أنها ستبدأ في الساعة 16:00.

 ولاحقًا، أتضح أن هذا التوقيت كان أكثر دقة، حيث إن الحرب وقعت في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، إلا أن "الموساد" لم ينقل هذه المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي، بل تمسك بمقولة مروان الأولى "قبيل المساء".

وتعليقا على منشورات الموساد، طرح العديد من الخبراء العسكريين في الصحافة الإسرائيلية السؤال (الجمعة): "إذا سمع رئيس الموساد في لندن أن الحرب ستبدأ خلال ساعات قليلة، فلماذا لم يتصل من هناك ويأمر؟ الجيش للاستعداد لذلك؟ ولماذا انتظر حتى عودته إلى تل أبيب؟.. أليس هذا أيضًا فشلًا كبيرًا؟"

العربية