البوابة 24

البوابة 24

العلماء يحددون قوة زلزال كارثي سيمزق القشرة الأرضية

تمزق القشرة الأرضية
تمزق القشرة الأرضية

أثيرت موجة من الذعر والخوف، عقب وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، أمس السبت، والذي أودى بحياة مئات الأشخاص، فضلًا عن الكثير من والإصابات ودفن عائلات بأكملها تحت الأنقاض، لذا ظهرت العديد من المخاوف من مصير مماثل قد يصيب أي جزء من الكرة الأرضية.

سيناريوهات الدمار المحتملة

وتساءل الجميع عن سيناريوهات "الدمار" المحتملة وما إذا كان من الممكن أن يحدث زلزال قد يتسبب في تدمير الأرض، وسط مخاوف وتساؤلات حول ما إذا كانت القشرة الأرضية قد تشققت بالفعل بشكل خطير.

1.JPG
 

ويشار إلى أن الكرة الأرضية بشكل عام، شهدت رقما قياسيا من الزلازل والهزات الارتدادية منذ بداية العام.

وآخر هذه الزلازل هو الذي ضرب المغرب فجر السبت، بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وتابعته مئات الهزات الارتدادية، وقالت "وزارة الداخلية" المغربية إن الزلزال، الذي كان مركزه منطقة إيغيل في إقليم الحوز، نتج عنه انهيار عدد من المباني في الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.

ووصفت وسائل إعلام محلية، الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، بأنه أقوى زلزال يضرب المملكة، وسمعت صرخات استغاثة من تحت الأنقاض في العديد من المدن المغربية.

أدى الزلزال المدمر إلى انهيار الكثير من المباني في قرى جبال الأطلس إلى مدينة مراكش التاريخية، وبحسب الصور والمشاهد التي نشرتها الصحافة المحلية منصات "التواصل الاجتماعي"، فإن الزلزال الذي وصف بالأكبر في تاريخ المملكة، تسبب في أضرار جسيمة في الممتلكات.

ووفقًا لما ذكره العلماء، فأن الزلازل تحدث بالقرب من حدود صفائح الغلاف الصخري والصدوع النشطة، وفي أغلب الأوقات تحدث أكثر من تلك التي تصلنا أنباؤها، ويبلغ عددها أكثر من 100 ألف في العام، إلا أن بعضها يصبح زلزال مدمر يهدد حياة البشر ويدمر المباني، وهي التي جاءت بعد حركات كبيرة لقشرة الأرض على عمق ضحل فيما لا يتجاوز عدد الزلازل الملحوظة أكثر من مئة أو أقل في العام.

كيفية حدوث الزلزال

2.JPG
 

ومن جهته، أوضح أستاذ قسم مراقبة وتطوير الموارد الجغرافية بمعهد البوليتكنيك بـ"جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية" الروسية، البروفيسور نيكولاي شيستاكوف، في وقت سابق، طريقة حدوث الزلازل بطريقة مبسطة بقوله: "لنتخيل أن الأرض عبارة عن شطيرة تتكون من طبقات متنوعة، الجزء العلوي منها قشرة الأرض، يتراوح سمكها من 10 إلى 100 كيلومتر، وهو صغير بالنسبة لنصف قطر الأرض، أي حوالي 6371 كيلومترا.

وتنقسم "قشرة الأرض"، إلى صفائح، وهذه الصفائح تستمر في الحركة بالنسبة لبعضها بعضا، هناك عدة أنواع من تفاعل الصفائح، في مكان ما تتصادم وفي مناطق تصادم تلك، تميل الجبال إلى الارتفاع، على سبيل المثال "جبال الهيمالايا".

وفي السياق ذاته، استطرد "الأكاديمي الروسي"، موضحًا سلوك الزلازل قائلًا: "في مكان ما تتباعد الصفائح.. وهناك مناطق اندساس، وفيها حين تصطدم الصفائح، تغوص إحداها تحت الأخرى، فتحدث الزلازل هناك طوال الوقت. وتتحرك بعض الصفائح بالتوازي مع بعضها بعضا. تحدث الزلازل على طول حدود الصفائح. بداخل الصفائح إذا حدثت الزلازل فهي غير مهمة ونادرة للغاية"، وفق ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.

كما لفت "الخبير"، إلى أن أعمق زلزال في التاريخ حصل في "عام 2013 في بحر أوخوتسك، بالقرب من الساحل الغربي لشبه جزيرة كامتشاتكا، على بعد 560 كم غرب بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، وكان مركزه على عمق أكثر من 600 كيلومتر.

أمل يبعث على التفاؤل

4.JPG
 

ولحسن الحظ، أن العلماء وجدوا أن الزلازل الضخمة، ولاسيما الزلازل العميقة، تبعث الطاقة بسبب احتكاك ألواح الغلاف الصخري، وبناءً على لحسابات علمية دقيقة أتضح أن مقدار الطاقة التي يمكن أن يؤدي إلى "تمزيق" الأرض، يمكن أن يكون الزلزال أقوى 53 ألف مرة من أعنف زلزال سجلته البشرية في تاريخها، مما يبعث التفاؤل، حيث يعني أننا مازلنا بعيدين عن الزلزال الذي قد يتسبب بدمار الأرض.

5 زلازل في التاريخ

أما عن أقوى 5 زلازل سجلتها البشرية حتى الآن فهي كما يلي:

  • زلزال كامتشاتكا وكان بقوة 9.0 درجات، وكان ذلك في نوفمبر 1952. نتيجة لهذا الزلزال، الذي حدث عند الحدود المتقاربة لصفيحتين في المحيط الهادي، تشكل إثر الزلزال تسونامي ضخم، دمر العديد من المناطق في جزر الكوريل وكامتشاتكا.
  • زلزال شرق اليابان بقوة 9.1 درجة، حدث في عام 2011 وتسبب في واحدة من أكثر موجات تسونامي تدميرا في تاريخ البشرية، وأودى بحياة 20 ألف شخص.
  • زلزال في ألاسكا بلغت قوته 9.2 درجة، ووقع في ربيع عام 1964. ولم تحدث خسائر بشرية لأن المنطقة لم تكن مكتظة بالسكان.
  • زلزال ضرب في المحيط الهندي في عام 2004 وبلغت قوته 9.3 درجة، وكان له تأثير مدمر على إندونيسيا. وتسبب التسونامي الناتج في وفاة ما يقرب من ربع مليون شخص.
  • الزلزال التشيلي الكبير في عام 1960، وبلغت قوته 9.5 درجة، ولم يكن سببا لأقوى الهزات الارتدادية المدمرة فحسب، بل تسبب أيضا في حدوث تسونامي هائل اجتاح ساحل المحيط الهادي بأكمله تقريبا.
العربية