البوابة 24

البوابة 24

مصر التي في خاطري

بقلم: جلال نشوان

مصر التي في خاطري (أم الدنيا واغاثة الأشقاء )

تبذل مصر الشقيقة قصارى جهدها لتحقيق الأمن والاستقرار في محيطها الاستراتيجي، خاصة فلسطين وليبيا وكل الدول العربية... فلم تتأخر يوماً عن القضية الفلسطينية ولم تدخر جهداً في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، لذلك تضعها القيادة السياسية في مقدمة أجندتها السياسية.

والأمة العربية من المحيط إلى الخليج تفرح لفرح مصر وتتمنى لها الخير دائما، فمنذ ثورة ٢٣ يوليو المجيدة التي مثلت تتويجًا لنضال طويل، قاده الشعب المصري، دفاعًا عن حقه في وطن مرفوع الرأس فقد استطاعت تلك الثورة، أن تطهر الشعوب العربية من دنس الإستعمار الذي قهرها ونهب خيراتها ، حيث تغير وجه الحياة، بشكل جذري ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأسرها وكانت لها إسهامات ملهمة، في الحركة العالمية لتصفية الاستعمار، وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال، فوق معظم الدول العربية والأفريقية.

السادة الأفاضل: بإرادة صلبة لا تلين على تحقيق الغايات الكبرى، التي وضعتها أم الدنيا نصب أعينها والأهداف العليا، التي حملتها على عاتقها ، من أجل النهوض بالامة العربية ، وتغيير واقعها للأفضل ولتبقى الأمة العربية قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها، من الأجيال الحالية والقادمة وبالأمس القريب شاهدنا نجدة مصر الشقيقة للأشقاء في ليبيا والمغرب وهي تكفكف الجراح من هول الكارثة التي أصابت درنة والعديد من المدن المغربية فتحية تقدير واعتزاز،إلى هؤلاء الأبطال الذين تقدموا لإغاثة المنكوبين ورغم بشاعة المؤامرات التي تواجه مصر ورغم المتغيرات الدولية المتسارعة،ورغم شواغلها وحجم التحديات الجسام نجد مصر تقوم بواجبها القومي وبدورها الإقليمي على أكمل وجه حقا : التحديات كبيرة وخطيرة والمتغيرات تجتاح العالم، و التداعيات طالت العالم بأسره ومثلما واجهت مصر خلال السنوات الماضية، تحديات متنوعة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وبفضل الله تعالى اجتازت كافة المؤامرات والمشاريع القذرة وصمدت أمام تلك الأزمات العاتية، التي اجتاحت العالم على مدار الساعة تقوم فرق الانقاذ المصرية بمساعدة الأشقاء في ليبيا لأن مصر وليبيا علاقات ممتدة عبر التاريخ، علاقات تربط الشعبين بأواصر من المحبة والوفاء والتضامن، وهذا ظهر جليا فى تعاطى الموقف المصرى تجاه الأزمة الليبية منذ 2011، وحرص مصر على احتفاظ الدولة الليبية بكيانها الموحد كدولة وطنية، رغم الانقسام والاختلاف بين الأطراف الداخلية، وتدخل قوى فاعلة أجنبية فى تحديد مصير ليبيا، بل حرصت مصر على حماية ثروات ليبيا من الإهدار والتوظيف السلبي كوقود للصراع الدائر ، وبالفعل نجحت في التنسيق مع البعثة الأممية والمؤسسات الليبية في صياغة مسار تسوية اقتصادي بعيدا عن الصراعات السياسية والأمنية لتنقذ ليبيا من سيناريو كان معدا له لنهب ثرواتها ومقدراتها.

وازداد موقف مصر صلابة عندما كثفت كل مجهوداتها في حل الأزمة الليبية على أن تكون مساعي الحل نابعة من الأطراف والمؤسسات الليبية، فاستضافت مصر وفودًا ممثلة للقوى الاجتماعية والوطنية، كالقبائل والمجالس الاجتماعية الليبية، ومؤسسات كالبرلمان الليبي والجيش الوطني، فضلًا عن مساعيها الدائمة والمتواصلة لحشد التأييد الدولي نحو موقف إيجابي للحل، وأن يكون حلا عبر حوار ليبى ليبى.

وها هو موقف مصر تجاه الأشقاء فى ليبيا فى الأزمة الحالية بعد إعصار دانيال فى مدينة درنة، يعكس تضامنا كبيرا، فكانت الأفعال وليست الأقوال وقد تجلى ذلك بإعلان تضامن المصريين بإعلان الحداد ثلاثة أيام فى موقف يعكس أواصر المحبة والوفاء بين مصر وليبيا على صعيد الشعبين والبعد الإنسانى، ثم إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسى توجيهاته للقوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية جواُ وبحراً وبراً للأشقاء، من أطقم إغاثة ومعدات وفرق إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بل تحريك حاملة الطائرات الميسترال للعمل على مستشفى ميداني فى موقف أخلاقى وتضامن كامل مع الأشقاء حما الله أم الدنيا ، لتظل سنداً لفلسطين ولكل الأشقاء وستظل مصر التي في خاطري الحب والخير والعطاء الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24