بقلم:منيب حمودة أبو فادي
قصة نبرقها للمفاوض العربي ...
حدث في تل السكن ...
في صيف عام 1962م
عبرت حمارة الحاجة أم وديع الحدود ...ودخلت الأراضي الفلسطينية المحتلة ... وقفت أم وديع عند الحدود ... بعد أن منعها جنود قوات الطوارئ الدولية من العبور لإستعادة الحمارة ...
عادت إلى سقيفتها في تل السكن حزينة يائسة !! يعلو وجهها ألف سؤال ؟؟ كيف تستعيد الحمارة ؟!؟ ولمن تقدم شكايتها ؟!
حمارة ضلت طريقها ؟!
فهل الأمر يستحق ؟!
وتمضي الأيام وبعد أربعة شهور تفاجأت أم وديع بالحمارة تجر عربة محملة بصناديق الرمان ****
و لعلع الخبر في تل السكن .. حمارة أم وديع رجعت بعربة ورمان !!؟؟
ثلاثة ساعات فقط فإذا بالشرطة وقوات الطوارئ الدولية ... تطالب بعودة الحمارة إلى إسرائيل ...
رفض أهالي تل السكن وأكدوا للشرطة أن الحمارة لأم وديع ...
وبدأت المفاوضات عن طريق قوات الطوارئ الدولية والراجل إياه !!؟؟...
الذين عادوا ليخبروا أهالي تل السكن أن إسرائيل تعترف بملكية الحمارة لأم وديع ... لكن الحمارة حامل من حمار إسرائيلي !!!؟؟
وتم التوقيع على اتفاقية يتم بموجبها إرجاع الحمارة إلى إسرائيل حتى تضع مولودها ( جحشها )
وبعد أشهر وضعت الحمارة جحشها ... وكعادة اليهود لم يلتزموا ونقضوا الإتفاق !!؟؟
ولم يعيدوا حمارة أم وديع ....
لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ...
ليتفاجأ أهل تل السكن بحمارة أم وديع تجر عربة محملة بالخضروات والفاكهة وبجانبها الجحش ****
وما هي إلا ساعات وعادت الشرطة وقوات الطوارئ الدولية لتطالب بالجحش !!
رفض أهل تل السكن عودة الجحش وترك أمه بإعتباره رضيع !؟!
وطالبوا بجمع شمل الحمار على عائلته !؟!
رفضت إسرائيل وأصرت على عودة الجحش ؛؛؛ وإلا ...
إلى هنا تداعت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والوفد الإسرائيلي لطاولة مفاوضات ...
قال ممثل الجامعة العربية : الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ...
فرد عليه الإسرائيلي : إن أنكر الأصوات لصوت الحمير !!
وتحدث المندوب الأمريكي وطالب بجمع شمل الحمارة والجحش إلى الأب اليهودي في إسرائيل !!! وبالمقابل تقدم العاصمة الخليجية إياها مائة دولار لأم وديع نصيب الحكومة منها عشرين !!
إعترض العرب والمسلمون وطالبوا بجمع شمل الأب على العائلة في تل السكن !؟
رفضت أم وديع الإقتراح وصرخت بدكم تجيبوا حمار يهودي في تل السكن :: رجعوا الجحش لأبوه ... الله يلعن أبوه !!؟؟