البوابة 24

البوابة 24

أضرار الهبات الساخنة عند النساء أكثر مما كنا نظن.. لماذا؟

الهبات الساخنة عند النساء
الهبات الساخنة عند النساء

يعاني العديد من الأشخاص من الشعور بالحرارة والتي يمكن أن تحدث من العدم، إلا أنه قد يكون شديدًا بالنسبة لعدد من النساء لدرجة أنهن يشعرن "بهبات ساخنة" على وجوههن، لاسيما عندما تقترب النساء من سن اليأس، وهي مرحلة يشير الأطباء إلى أن 75% من النساء ستعاني من هذه الحالة إذا عشن لفترة كافية، بحسب ما ذكره الأطباء.

خطورة الهبات الساخنة على النساء

00.JPG
 

وحتى لو كان انقطاع الطمث لا يزال على بعد سنوات أو عقود، فقد حان الوقت للانتباه لأن انقطاع الطمث يضر بصحتك في المستقبل.

وقد توصل "بحث" غير منشور، تم تقديمه يوم الأربعاء في الاجتماع السنوي لـ "جمعية انقطاع الطمث" في فيلادلفيا، إلى أن الهبات الساخنة الشديدة ترتبط بزيادة مستويات البروتين التفاعلي "C"، وهو مؤشر على الإصابة بأمراض القلب في المستقبل وعلامة حيوية في الدم يمكن أن تتنبأ بتشخيص مرض الزهايمر فيما بعد.

وفي هذا الإطار، أفادت الدكتورة "ستيفاني فوبيون"، مديرة العيادة المتخصصة لصحة المرأة في "مايو كلينيك" في فلوريدا الأمريكية، والمدير الطبي لـ "جمعية انقطاع الطمث": "هذه هي المرة الأولى التي يثبت فيها العلم أن الهبات الساخنة مرتبطة بالمؤشرات الحيوية في الدم لمرض الزهايمر".

وأردفت "فوبيون"، التي لم تشارك في الدراسات: "هذا دليل آخر يؤكد على أنّ الهبّات الساخنة والتعرق الليلي ليست عديمة الضرر كما اعتقدنا في الماضي".

خطر الإصابة بمرض الزهايمر

000.jpg
 

قامت حوالي 250 امرأة تتراوح أعمارهن بين 45 و67 عامًا لديهم أعراض انقطاع الطمث، بارتداء جهاز لقياس جودة نومهن بشكل موضوعي لمدة ثلاث ليال، وفي إحدى هذه الليالي، تم تزويد النساء بأجهزة مراقبة العرق لتسجيل الهبات الساخنة.

ثم أخذ الباحثون عينات دم من النساء المشاركات في الدراسة واختبروها لوجود علامة حيوية بروتينية خاصة بمرض الزهايمر تسمى "بيتا أميلويد 42/40".

ومن جهتها، كشفت الدكتورة "ريبيكا ثورستون"، مؤلفة الدراسة الرئيسية: "وجدنا أنّ التعرق الليلي مرتبط بمستويات بيتا أميلويد 42/40 الضارة، ما يؤكد أنّ الهبّات الساخنة التي تحدث خلال النوم قد تكون علامة على النساء المعرضات لخطر الإصابة بخرف داء الزهايمر".

وأشارت "مؤلفة الدراسة"، إلى أنّ المؤشر الحيوي لا يُحدد ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض الزهايمر السريري، بل يُحدد احتمال الإصابة بالمرض في المستقبل فقط.

وبعبارة أخرى، لا تشكل الهبات الساخنة في الليل هذا الخطر، وأوضحت "فوبيون": "إنها مجرد علامة على أن الناس معرضون لخطر متزايد. وبالمثل، لا نعرف ما إذا كان علاج التعرق الليلي سيقلل من هذه المخاطر".

أمراض القلب

وقد نظرت دراسة أخرى قدمها فريق "ثورستون" في المؤتمر إلى علامات الالتهاب المتعلقة بأمراض القلب.

توصلت أبحاث سابقة لـ "ثورستون" أن النساء اللاتي أبلغن عن إصابتهم بـ "الهبات الساخنة" المتكررة أو المستمرة أثناء انقطاع الطمث المبكر كان لديهن خطر متزايد بنسبة 50٪ إلى 80٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب.

ووفقًا لما ذكره "الخبراء"، فأن تستمر الهبات الساخنة المعتدلة إلى الشديدة المتكررة تتراوح في المتوسط بين 7 إلى 10 سنوات، في حين أن الهبات الساخنة الأقل تواتراً أو الشديدة يمكن أن تستمر لفترة أطول.

في هذه الدراسة الحديثة، استخدم الباحثون أجهزة استشعار العرق على 276 امرأة مشاركة في دراسة "MSHeart" لقياس تواتر وشدة الهبات الساخنة أثناء النهار والليل بشكل أكثر موضوعية.

وقارن "الباحثون" تكرار وشدة الهبات الساخنة مع قياسات الدم لبروتين "C" التفاعلي، وهو مؤشر على مستوى الالتهاب في الجسم ويستخدم لتحديد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى المصابون بالفعل أمراض القلب والأوعية الدموية.

وكشفت النتائج أنّ "الهبّات الساخنة" في النهار لها علاقة بمستويات أعلى من بروتين "C" التفاعلي، حتى بعد مراعاة أسباب عديدة أخرى مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومستوى التعليم، والعِرق وهرمون "استراديول".

وبدورها، ذكرت ماري كارسون، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وهي طالبة دكتوراه في قسم الصحة السريرية والبيولوجية في قسم علم النفس بجامعة بيتسبرغ، في بيان: "هذه هي الدراسة الأولى التي تدرس الهبات الساخنة المقاسة من الجهة الفسيولوجية الخاصة بالالتهاب، وتضيف الدراسة أدلة إلى العديد من الأبحاث، التي تشير إلى وجود مخاطر كامنة متعلقة بالأوعية الدموية".

ما العمل؟

والجدير بالإشارة أن أمراض القلب هي السبب الأساسي لوفاة العديد من النساء في جميع أنحاء العالم، حيث طالبت "فوبيون"، الأطباء بضرورة البدء في سؤال المريضات عن تجاربهن مع الهبّات الساخنة باعتبارها عامل خطر للإصابة بالأمراض فيما بعد.

كما استطردت "فوبيون": "النساء اللاتي قد يعانين من التعرق الليلي تحديدًا قد يحتجن إلى تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكلٍ عام".

وأضافت "فوبيون": "أمّا فيما يتعلق بما يجب فعله، فإن التوصيات ستكون متشابهة للتوصيات المتعلقة بصحة القلب والدماغ، أي الحصول على نوم أفضل، علاوة على اتباع نظام غذائي سليم، وبرنامج رياضي منتظم، وكذلك تقليل التوتر، والحفاظ على الصلات الاجتماعية، والقيام بشيء يحفز الدماغ".

سي إن إن