البوابة 24

البوابة 24

لعبة الكراسي!

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

في نظرة سريعة على القوائم الانتخابية، وعددها 36 قائمة؛ سنجد أن القوائم المستقلة تحتل القسم الأكبر من عدد القوائم مقارنة بقوائم الفصائل والأحزاب والتيارات التي اتخذت بعضها من الاستقلالية تمويه معين. وقد بلغ عدد القوائم المستقلة 28، بينما القوائم الحزبية عددها 8! ولم أستوعب تعدد القوائم المستقلة طالما تدعي الاستقلالية!! ولماذا لم تحاول هذه القوائم أن تعمل على التنسيق فيما بينها للخروج بقائمة واحدة يمكن أن تكون فاعلة ومؤثرة إلا إذا كانوا يعلمون بعدم قدرتهم على الاتفاق؛ خاصة وأن الكل يرغب في مقاعد المجلس بعيداً عن الاستقلالية الحقيقية والرغبة في خدمة القضية والمجتمع والوطن. ولعل أكثر ما يلفت النظر في القوائم المستقلة؛ بعد إشارة عدم ثقتها بالأحزاب السياسية، هو ما حملته من أسماء لهذه القوائم التي عبرت عن العدالة والبناء والوفاء والعهد والفجر والنهضة، وتجمع الكل الفلسطيني، وفلسطين تجمعنا، وكرامتي والعودة والحراك وقادرون ونبض البلد وصوت الناس، وكفاءة والحرية والحلم! ولكن دون أن تحاول هذه القوائم بلملمة هذه المسميات والتمنيات والأمنيات معاً. فما الذي كان يمنع ال 28 قائمة التي تدعي الاستقلالية في اختيار الأفضل؟

ومن خلال هذه القوائم نعبر نحو القوائم الحزبية الثمانية؛ إذ نجد أن حركة حماس تغني وحدها ولديها العدد الكامل من الأوركسترا، وبعيدة عن أي مشاركات من خارج حركتها، وستعزف على طريقتها سيمفونية القدس تجمعنا على طريقة الحلم العربي! يأتي بعدها قائمة الجبهة الشعبية التي لم تتنازل عن حقها التاريخي الغائب في الاتفاق مع بقية اليسار الفلسطيني بكامله؛ ففضلت أن يكون لديها نبض حياة لوحدها أطلقت عليه نبض الشعب الذي لم يتبقى له نبض!! وسارت على نهجها رفيقتها القديمة، الجبهة الديمقراطية التي تطمح بالتغيير، ولن تراه خاصة وأنها فعلت كرفيقتها في عدم الاتفاق مع اليسار الذي شكل البقية منهم ائتلاف حزبي لم يعد يحمل إلا الاسم! !

ثم ما تسمى المبادرة التي قد لا ترى النور! أما فتح التي يستغل العديد من الناس اسمها وتاريخها؛ فقد ضربها زلزال أصاب بنيانها الأساسي وعلي الرغم أن زوبعة ما سابقاً أصابتها ولم تكترث، فما كان لها أن تصمت وأن تعمل على معالجة تأثيرات هذه الزوبعة التي ازدادت رياحها مع الوقت، لتشمل تياراً إصلاحياً ( وهمياً) لأن الإصلاح لا يتم من خارج البناء بل من داخله! ويبقى أن نؤكد بأن حركة فتح في قطاع غزة صامدة وثابتة وقادرة على العبور من منطقة التيارات المختلفة؛ بفضل حكمة ودور قيادة الحركة في قطاع غزة المتمثلة، بأبو ماهر حلس ورفاقه. أما وفي العودة إلى الزلزال الذي حدث مؤخراً والذي خرج عن المسار وحمل معه اسم الحرية فقريباً جداً ستدرك هذه القائمة أن الحرية الحقيقية موجودة فقط في القائمة رقم 36، لأنها القائمة التي حملت الأمانة منذ انطلاقة الثورة، وكانت ولا تزال البرج العالي الذي لا يستطيع أحد تسلقه في كل مكان وزمان إنها حركة فتح التي ستتمكن من الوصول دون الحاجة إلى لعبة الكراسي.

كاتم الصوت: عدد كبير من القوائم لن تستطيع عبور نقطة الحسم، وكثير من الأصوات ستذهب مع الرياح دون أن تدق ساعة التغيير.

كلام في سرك: ما بين طلب الانسحاب والاندماج ما بعد ظهور النتائج، تستمر المفاوضات.

رسالة: أيها المواطن صوتك كشرفك لا يباع ولا يساوم عليه. أحتفظ بالأسماء.

البوابة 24