البوابة 24

البوابة 24

أول امرأة تنجو من "الساق السوداء".. كل ما تريد معرفته عن البكتيريا القاتلة

بكتيريا الساق السوداء
بكتيريا الساق السوداء

باتت سيدة في أستراليا هي ثالث شخص يتم اكتشاف إصابته بعدوى بكتيرية تتسبب في مرض "الساق السوداء" المميت، الذي يصيب الماشية عادة.

ووفقاً لموقع "لايف سيانس" العلمي، فقد كانت المرأة الأسترالية هي الوحيدة التي نجت من المرض، حيث إن الشخصين الآخرين المصابين توفيا متأثرين بالعدوى البكتيرية.

ماذا حدث 

بينما كانت السيدة تقوم بأعمال البستنة في أستراليا من دون ارتداء القفازات، بدأت أعراض تظهر عليها بعد 48 ساعة، مثل الغثيان والتقيؤ، واستمرت الأعراض لمدة 3 أيام.

بعد ذلك أصبحت المرأة تعاني ألمًا في الجزء السلفي الأيمن من بطنها، وتدهور وضعها بشكل تدريجي.

وبعدما أدخلت إلى المستشفى، كشفت الاختبارات أن كليتيها وكبدها كانت تعاني فشلًا، بالإضافة إلى تزايد في حمض اللاكتيك الذي تفرزه العضلات اثناء التمارين المرتفعة الشدة ويعد مؤشراً على ما يعرف بالصدمة الإنتانية، وهي حالة مهددة للحياة يحدث خلالها انخفاض شديد لضغط الدم.

وبالرغم من عدم وجود أي إشارة على الالتهاب أو العدوى لدى المرأة، قام الأطباء بفحص بطنها بالأشعة المقطعية، ووصفوا لها مضادات حيوية كإجراء وقائي.

ومن الواضح أن المرأة أصيبت نتيجة خدوش على يديها تركتها قطة أليفة، إلا أن أحوالها تدهورت بعد 5 ساعات من الفحص، حيث أصبحت تشعر بتفاقم الألم بشكل رهيب في بطنها.

التهاب المصران الاعور 

بناء على ذلك، قرر الأطباء إجراء فحص مقطعي ثاني، وهذه المرة ظهر واضحا التهاب المصران الأعور الذي يوجد في نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، وتم إدخالها إلى وحدة العناية المركزة.

وبعد يومين ظهرت الحقيقة للأطباء، وهو وجود بكتيريا قاتلة من نوع "Clostridium chauvoei"، التي تعيش في التربة، و حال تناولها مع الطعام أو استنشاقها، تدخل هذه البكتيريا إلى مجرى الدم في الجسم ثم تتسرب إلى أنسجة العضلات.

ومع انخفاض مستويات الأكسجين في العضلات، في حالات مثل ممارسة الأنشطة البدنية، تبدأ الجراثيم في إنتاج السموم، والتب تدمر خلايا الدم، والإنزيمات التي تفسد الحمض النووي.

images - 2023-10-03T114723.197.jpeg
 

ووصف الأطباء للسيدة العلاج بالأكسجين عالي الضغط، وهو إجراء لمنع البكتيريا من النمو لكون الميكروبات تعيش في بيئة تخلو من الأكسجين، وهو ما يقلل من موت الأنسجة، وذلك بالإضافة إلى المضادات الحيوية. 

ومع هذا العلاج، بدأت كليتا المرأة وكبدها في العمل مرة أخرى، كما تراجع مستوى حمض اللاكتيك بما كان كافيا لخروجها من المستشفى.

عملية جراحية 

إلا أنه بعد أيام عاد الألم إلى بطن السيدة وترافق ذلك مع إسهال، وأجرى الأطباء فحصا مقطعيا جديداً كشف عن وجود ثقوب كبيرة في أمعائها الغليظة بسبب الالتهاب المعوي القولوني الناخر، وهو مرض مهدد للحياة، ويعالج بالمضادات الحيوية والاستئصال الجراحي.

وبناء على ذلك، قرر الأطباء إزالة الجانب الأيمن من الأمعاء الغليظة وأحدثوا فتحة بشكل جراحي في البطن، تسمح للفضلات بالخروج من الجسم.

وبعد أسبوعين ونصف الأسبوع، طرأ تحسن على صحة المرأة، وبعد 3 أشهر أزيلت الفتحة.

لماذا نجت المرأة؟

وكان شخصان آخران أصيبا بهذه العدوى وتوفيا على إثرها، وأكد الأطباء أن أحدهما كان يعاني ضعفا في الجهاز المناعي، بينما كان يعاني الآخر عدوى خطيرة في الأنسجة تسمى الغرغرينا الغازية.

ويتوقع الأطباء أن المرأة نجت لكونها عولجت في وقت مبكر بالعلاج الصحيح، وخضعت لعملية جراحية سريعة ولم تكن تعاني أعراضًا خطيرة.

سكاي نيوز