البوابة 24

البوابة 24

أعراض فقدان الشغف.. والفرق بينه وبين الاكتئاب

فقدان الشغف
فقدان الشغف

"فقدان الشغف"، قد تستيقظ ذات صباح وتشعر أن كل ما حولك ليس له لون ولا طعم، وأن كل فعل تقوم به مجبر عليك وليس لديك رغبة أو حماس للقيام بأي شيء، ومن ناحية أخرى، ترغب في البقاء بالسرير والتحديق في الجدران طوال اليوم، فأنت تعاني من فقدان الشغف، فالشغف هو المحرك الأساسي لنا هو الذي يعطينا الرغبة والقدرة والحماس على مواجهة الحياة والإحساس بمتعتها وتخطي مشاكلها، لذا سنتعرف في هذا المقال على أعراض فقدان الشغف وأسبابه وطرق علاجه.

ما هو فقدان الشغف

الشغف هو الدافع الذي يمتلكه الإنسان والرغبة المستمرة التي تدفعه إلى القيام بشيء ما، فـ "الشغف" هو الذي يملأ الإنسان بالطاقة والحيوية، ويزيد من قوة الشخص وثقته في نفسه وقدرته على النجاح وتحقيق الأهداف، وفي مرحلة ما يفقد الإنسان كل هذه المشاعر ويعيش في حالة من فقدان الشغف.

1.JPG
 

وفي هذه الحالة، ينتاب الإنسان مشاعر الخيبة والتعب والإرهاق، ويشعر بأنه لا يستطيع الاستمرار في طريق تحقيق أحلامه أو حتى لا يستطيع الاستمرار بحياته اليومية، وهذه حالة من الملل وقلة الحماس وعدم القدرة على القيام يشعر لمس السعادة حتى في الأشياء التي كانت مصدراً لها في الماضي.

ويمكن القول أن هذه المرحلة من أخطر المراحل التي تصيب الإنسان، لأن ذلك يقوده إلى حالة من العدمية وعدم الإحساس بكل ما يحيط به، حتى بمرور الزمن، فهي حالة من الخسارة، وكأن أسوأ ما يمكن أن يحدث قد حدث بالفعل؛ لذلك لا فائدة من الاعتماد على صديق أو حبيب أو وظيفة، فكل ما تشعر أنك بحاجة إليه هو الجلوس وحيدًا وبعيدًا، كما لو أن أحدهم أطفأ النور بداخلك.

لا يوجد أحد بعيد عن الإصابة بهذه الحالة ولو مرة واحدة على الأقل في حياته، وتسمى في علم النفس بحالة "فقدان الشغف" أو "فقدان الدافعية".

اقرأ أيضًا:

أعراض فقدان الشغف

هناك العديد من  أعراض فقدان الشغف والتي تختلف من شخص لآخر، منها:

  • قلّة الحماس، يمكن أن تشعر بنقص الحماس أو الحافز لمتابعة ممارسة أو الوصول إلى الأشياء التي كانت تثير اهتمامك سابقًا، وتجد صعوبة في الاهتمام بالفرص أو التجارب الجديدة التي قد تأتي في طريقك.
  • الملل، قد تعاني من الشعور بحالة من الملل أو اللامبالاة، حتى عند ممارسة العديد من الأنشطة التي كانت تثير اهتمامك سابقًا.
  • التّسويف، ربما تجد نفسك تؤجل المهام أو المشاريع التي كانت تجلب لك المتعة في السابق، أو تشعر بأنك تكافح للانتهاء منها.
  • العصبية أو الإحباط، يمكن أن تشعر بالانزعاج أو اليأس بسهولة، أو قد تبدأ في القلق بشأن أشياء لم تكن تزعجك من قبل.
  • الشعور بغياب الإنجاز، ربما يجتاحك الشعور بالفراغ داخلك أو بعدم الرّضا عن نفسك، أو كأنّ شيئًا بالغ الأهمية ينقصك.
  • عدم التركيز، يمكن أن تشعر بعدم التأكد مما تريده أو إلى أين تتّجه، وتشعر بأنك تبذل مجهود كبير لإيجاد إحساس بالهدف أو المعنى الكامن في عدد من الأنشطة.
  • الانطواء، من أشهر أعراض "فقدان الشغف"، فقد تشعر برغبتك في الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أو العلاقات التي كانت مهمة بالنسبة لك، وتميل إلى قضاء المزيد من الوقت بمفردك.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تكون أيضًا تحذير لعدد من المشاكل النفسية أو الجسدية الأخرى، على رأسها الإرهاق أو الاكتئاب، لذلك لا ينبغي الاستهانة بها، وإذا استمرت و/أو أصبحت عائقًا أو مصدرًا للقلق، يجب استشارة أحد المتخصصين لتحديد ما إذا كانت في الواقع علامات تنذر بـ "فقدان الشغف" أو اضطراب آخر أكثر خطورة.

أسباب فقدان الشغف

2.JPG
 

أسباب "فقدان الشغف" عديدة وتختلف من شخص إلى آخر، ولذلك لا يمكن حصر الأمر في مجموعة أسباب معينة أو سبب واحد، فالوصول إلى هذه المرحلة غالبا ما يكون نتيجة لمجموعة كبيرة من العوامل والأسباب المتراكمة التي أدت في النهاية إلى هذه الحالة، ومن هذه الأسباب يمكننا تسليط الضوء على مايلي:

  • الفشل، عندما يفشل الإنسان في تحقيق هدف أو رغبة أكثر من مرة، ويبدأ بفقدان الثقة في نفسه، ويشعر بالإحباط ويخلق صورة لنفسه على أنه فاشل ولن يتمكن مهما حاول من تحقيق أحلامه وأهدافه، وهذا ما يدفعه إلى الانعزال والتوقف عن القيام بأي شيء.
  • رفع سقف توقعات الإنسان والفشل في تحقيق تلك التوقعات مهما تقدم الإنسان وتطور، وهذا بالطبع يسبب الشعور بخيبة الأمل وعدم الإنجاز، وهذا يؤدي إلى فقدان الشغف لمواصلة الطريق.
  • الملل، تحقيق الأهداف وتحقيق النتائج المُرضية لا يتم بسرعة؛ بل يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً متواصلاً ومستمر، ولكن بعض الناس يشعرون بالملل في منتصف الطريق؛ ويرجع ذلك إلى الصعوبات التي يواجهونها في المتابعة، والتغلب على الشعور بالعجز، مما يمنعهم من التقدم ومواصلة طريقهم.
  • عدم كسر الروتين وتكرار الأنشطة اليومية، من الأسباب المهمة لـ "فقدان الشغف"، فيشعر الإنسان أن حياته ليس لها معنى وأنه على علم مسبق بكل ما سيحدث له في المستقبل، يوم، وهذا ما يسبب الملل والكراهية للحياة التي يعيشها، فيفقد الرغبة في المتابعة.
  • عدم وجود أهداف، وهي حالة من التشتت يعاني منها الأشخاص الذين ليس لديهم هدف بسبب عدم قدرتهم على تحقيقه وهذا سيكون السبب الرئيسي للشعور بالإحباط وفقدان الشغف.
  • قلة التشجيع والحافز لتحقيق الشغف، فعندما يغيب هذا الدافع تصبح أهدافنا مجرد رغبات لا نستطيع تحقيقها.
  • الاستمرار في مقارنة حياتك بحياة الآخرين الذين تمكنوا من تحقيق أهدافهم يمنحك الشعور بأنك الوحيد الذي فشل في تحقيق هدفك، وهذا يؤثر بشكل كبير على ثقتك بنفسك ورغبتك في تحقيق أحلامك .
  • التعب والإرهاق وفقدان الطاقة، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها الإنسان تجعله يفقد الشغف.

الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب

الاكتئاب أو الاضطراب الاكتئابي، من أكثر الأمراض الطبية شيوعًا حول العالم، والتي تؤثر سلباً على تفكير الإنسان وكل تصرفاته، مما يسبب له مشاعر الحزن وفقدان الشغف أو حتى الرغبة في الحياة، وعدم الاهتمام بأي أنشطة كنت تمارسها أو تتمتع بها، هذا يمكن أن يؤدي إلى عدد من المشاكل العاطفية والجسدية.

قد يكون فقدان الشغف بالحياة هو أحد أعراض الاكتئاب ، لكن من المهم أيضًا ملاحظة أن فقدان الاهتمام لا يرتبط بالضرورة باضطراب عقلي أو بالاكتئاب حيث يمكن أن يكون أيضًا ناتجًا عن أشياء مثل الإرهاق أو مشاكل العلاقات أو الأنشطة المملة أو مجرد الشعور بأنك عالق في الروتين.

قد يكون "فقدان الشغف" بالحياة من أعراض الاكتئاب، إلا أنه  ليس بالضرورة أن يكون بسبب مرض عقلي أو اكتئاب، حيث يمكن أن يكون أيضًا بسبب أشياء مثل الإرهاق أو مشاكل العلاقات، علاوة على ممارسة الأنشطة المملة أو ببساطة الشعور بالتعثر.

على الرغم من أن الشخص المصاب بالاكتئاب يجب أن يتلقى العلاج، إلا أن "فقدان الشغف" لا يتطلب علاجًا طبيًا أو مضادات الاكتئاب إلا إذا كان نتيجة للاكتئاب أو الفصام وقد يتطلب علاجًا سلوكيًا معرفيًا، أما إذا حدث نتيجة الملل من تكرار الأعمال الروتينية، فقد يكون له علاجات أخرى.

وكالات