البوابة 24

البوابة 24

حيّرت إسرائيل في 1973.. قصة الجندي النوبي صاحب شفرة حرب أكتوبر

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

قبل نصف قرن، وبالتحديد يوم 6 أكتوبر من عام 1973، اهتز العالم على وقع "المفاجأة العربية" التي طالما استبعدتها إسرائيل وفي وحلفاؤها، وهي ذكرى نصر أكتوبر المجيد، مليئة بالعديد من الأعمال البطولية، بعضها كشف وبعضها منسي، ومن أهم أسرار انتصار الجيش المصري في الحرب هو تفوق القوات المسلحة المصرية، الذي فاجأ الجيش الإسرائيلي في المعركة بشفرة غريبة لم يستطع أحد فهمها، ولا حتى بين جنود الجيش المصري أنفسهم.

وفي هذا الصدد، كشف صلاح زكي مراد، القيادي السابق بالنادي النوبي العام،  سر "شِفرة الحرب" الذي قال في بداية حديثه: "بالنسبة لي أكتوبر هو ذكرى انتصار الجيش والشعب المصري، والتي ظلت في وجداني منذ أن كنت طفلاً وعمري 6 سنوات"، حيث كان المصريون يعدون لقاءً وطنيًا لكل ضابط أو جندي يعود من الجبهة بعد انتصار أكتوبر 1973 المجيد.

سر شفرة الحرب وانجذاب السادات لها

وأشار "صلاح زكي"، إلى  أن "النوبة ككل جزء من أرض مصر، انضم أهلها لنصرة وطنهم، وبين أبطال النوبة في حرب أكتوبر كان أحد أهم أسباب نصر جيش مصر في الحرب، وذلك بفضل فكرة عبقرية للرقيب، أحمد إدريس، الذي نقل فكرته عن استخدام اللغة النوبية كرمز وشفرة للجيش المصري في المعركة إلى رئيس الأركان المصري".

وتابع "زكي": "نجح الرقيب أحمد إدريس بالفعل في مقابلة رئيس الأركان، والذي قام بنقل الفكرة للقائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، والذي أعجب بالفكرة ووافق عليها على الفور".

وأشار "زكي" إلى أن "السادات نفسه عانى من الاعتقال في سجون الاحتلال البريطاني، ورأى كيف استخدم المعتقلون النوبيون المصريون اللغة كرمز لنقل المعلومات داخل وخارج المعتقلات، دون أن يدرك المحتل البريطاني ما يقولون".

وتابع "زكي": "بما أن السادات له جذور سودانية أيضًا من جهة والدته، فقد وافق على فكرة الرقيب أحمد إدريس وكلف المشير أحمد إسماعيل وقادة الجيش بالبحث عن المجندين والضباط المصريين من منطقة النوبة بمختلف الأسلحة، وإنشاء كتيبة خاصة لهم ليعلمهم إدريس أساسيات اللغة، وكان عددهم يقارب 350 فردا".

سر استخدام اللغة النوبية كشفرة

2.JPG
 

وفي السياق ذاته، شدد "زكي"، على أن استخدام شفرة حرب أكتوبر ظل سرا، حتى كشفه الرقيب أحمد إدريس، في تكريمه كبطل من أبطال حرب أكتوبر في عام 2008، والذي مُنح في وقت لاحق، نجمة سيناء، وهي أعلى وسام للعسكرية المصرية.

من هو أحمد إدريس صاحب فكرة "شفرة حرب أكتوبر"

ولد "أحمد إدريس" في قرية توماس عام 1938، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952، وشارك بعد تطوعه في الجيش في عدد من الحروب، على رأسها حروب العدوان الثلاثي، وحرب اليمن، وحرب يونيو/ حزيران 1967، وحرب أكتوبر 1973.

متى توفى أحمد إدريس؟

توفي النقيب أحمد إدريس في 21 سبتمبر 2021 عن عمر يناهز 84 عامًا، والذي لعب أحد أبرز الأدوار في حرب 6 أكتوبر 1973 بين الجيشين المصري والإسرائيلي.

والجدير بالإشارة أن "إدريس" حصل على تكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالات نصر أكتوبر عام 2017، ومنحه وسام "النجمة العسكرية"، لما قدمه من خدمات للوطن.

ومن بين الكلمات النوبية التي تم استخدامها في الحرب كلمة "أوشريا"، وتعني "اضرب"، وجملة "ساع آوي" وتعني "الساعة الثانية".

سبب إنشاء خط بارليف

3.jpg
 

قامت إسرائيل بإنشاء "بارليف" على طول الضفة الشرقية لقناة السويس لتدمير أي قوات مصرية تحاول عبور قناة السويس إلى سيناء، إلا أنه عندما اندلعت حرب أكتوبر نجحت القوات المسلحة المصرية من اختراقها والوصول إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.

وكانت ثقة إسرائيل في قدرة خط بارليف لا مثيل لها، حيث طمحت أن يمنع أي هجوم مصري على قواتها في سيناء معتمدة على وجودها خلف الحاجز المائي، وقناة السويس، والسد الترابي على ضفة القناة.

ويتكون خط بارليف من تحصينات خرسانية تمتد على ساحل القناة وتضم أكثر من 30 نقطة حصينة، وتكون المسافة بين كل نقطتين في بعض المناطق المهمة صغيرة جدا.

ويتكون خط "بارليف" من تحصينات خرسانية على طول ضفة القناة، ويضم أكثر من 30 نقطة محصنة، وتكون المسافة بين كل نقطتين صغيرة جدًا في بعض المناطق المهمة، ويشار إلى أن الساتر الترابي كان أفضل النقاط الحصينة للدفاع عن الخط، ويمثّل عقبة طبيعية يصعب على القوات والمركبات عبورها.

إلا أن اللواء الراحل باقي زكي يوسف، وهو أحد الضباط المصريين، جاء بفكرة استخدام مضخات المياه القوية لفتح ثغرات في الساتر الترابي وهو ما قد نجح بالفعل.

سبوتنيك