البوابة 24

البوابة 24

الوحدة 8200.. كيف فشل "الطرف الثالث" في مراقبة هواتف غزة؟

الوحدة 8200
الوحدة 8200

أثار الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس السبت الماضي، حالة من الجدل الكبير حول مدى توقع الاستخبارات الإسرائيلية لما جرى، خاصة "الوحدة 8200" التي تعتبر أحد أقوى أذرع هيئة الاستخبارات وتقوم بتغذية المؤسسات الأمنية بالمعلومات اللازمة، اعتمادًا على جمعها من عمليات اختراق وتجسس، تعتمد بشكل أساسي على العمل السيبراني.

وقال عسكريون، إن حماس نجحت في خداع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، كما أن صدمة الهجمات من عدة مجالات بما في ذلك الصواريخ والتسلل والسقوط المظلّي، تسبب في خلق أقصى قدر من الفوضى.

ومن جهته، قال الكاتب البريطاني، بيتر بومونت، في تحليل نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، إنه في حال كان الأمر مفاجئا، فذلك لأن مراقبة إسرائيل للمجتمع الفلسطيني أمر متطور للغاية خاصةً في ظل مراقبة نشاط حماس على وجه الخصوص باعتبارها أحد أهم المهام للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

ما هي الوحدة 8200؟

يرى مراقبون أن الوحدة 8200 احد أهم ما تملكه الاستخبارات الإسرائيلية، ونظراً لتلك الأهمية تعد السرية عامل رئيسي في طبيعة العاملين بها، وبلغ الأمر حد عدم الإعلان عن هوية العاملين، وينطوي الأمر على قادتها الذين يتم تمويه وجوههم أثناء الفعاليات الرسمية أو التقاليد العسكرية.

اقرأ أيضاً:

وتم تصنيف هذه الوحدة على أنها "الطرف الثالث" في مراقبة الاتصالات الهاتفية لمن يتم وضعهم تحت المراقبة، وفي الموقف الراهن فإن العديد من أعضاء حركة حماس يشملهم عمل هذه الوحدة لمتابعة تحركاتهم واتصالاتهم.

وللتعرف على مدى أهمية تلك الوحدة، يجب الإشارة إلى أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خدم داخل وحدة النخبة "8200" في المخابرات الإسرائيلية.

ويصل قوام الوحدة إلى 8200 جندي يتحدثون العربية والفارسية؛ لانحدار بعضهم من عائلات قادمة من إيران، ومقرها الرئيسي في منطقة جليلوت، وبمساعدة أميركية باتت واحدة من أكبر قواعد التنصت عالمياً.

كما بدأ الكثير من كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا خاصة داخل تل أبيب، حياتهم المهنية في هذا المجال داخل وحدة استخبارات الجيش الإسرائيلي "8200"، والتي يطلق عليها اسم "وكالة الاستخبارات التقنية الأولى في العالم".

الانضمام إلى الوحدة 8200

يعد الانضمام إلى "8200" من الأمور الدقيقة والأكثر حساسية، حيث يقوم مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي بجمع المعلومات، وتحديثها بشكل مستمر، عن العناصر المتميزة في مجالات التقنية من الشباب والفتيات الإسرائيليين في مرحلة الثانوية، ويتضمن التدقيق ومراحل اختيار المرشحين للانضمام للوحدة اختبارات سنوية ونصف سنوية، في اللغات والعلوم والبرمجة والتفكير الإبداعي وسرعة البديهة.

واعترف مسؤولون إسرائيليون، بأت عمل تلك الوحدة في مجال تكنولوجيا المعلومات تحول من الدفاع إلى الهجوم، كما تنوعت أدوات التجسس والتجنيد؛ من بينها استخدام الرسائل النصية بهدف اختراق الهواتف المحمولة، وهو الأمر الذي تستخدمه أجهزة المخابرات في الدول المتقدمة.

اقرأ أيضاً:

وهناك علاقة وثيقة بين الوحدة 8200 وبعض الشركات التي تتولى عمليات تطوير البرمجيات وأجهزة المخابرات المتنوعة، إذ يقدم الجيش متخصصين عاليي المهارة، يكتسبون خبراتهم أثناء الخدمة العسكرية، وينتقلون بعد ذلك إلى تلك الشركات التي يديرها في أغلب الأحيان ضباط كبار سابقون.

وأثناء أزمة التعديلات القضائية في إسرائيل، أرسل نحو 300 ضابط من وحدة "8200" رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع وأعضاء الكنيست؛ لحثهم على وقف التشريع الذي يلغي "معيار المعقولية"، والذي يُمكّن الحكومةَ وأذرعَها المختلفة من إصدار قرارات من دون وجود رقابةٍ تكبحها أو تمنعها.

images (37).jpeg
 

انتقادات لدور الوحدة

وقال مراقبون، إن وحدة استخبارات الجيش الإسرائيلي "8200" قادرة على التوصل لكل التفاصيل الخاصة بحياة قادة حماس والفصائل الفلسطينية، إلا أنها أخفقت في معرفة تفاصيل تجهيزات كتائب القسام للهجوم الذي فاجأت به إسرائيل حكومة وشعبًا.

ويرى مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، أنه كان هناك "إخفاقًا من جانب الاستخبارات الإسرائيلية بكل أذرعها في تحديد التهديد الذي شهدته البلاد من قبل حركة حماس".

وأوضح "ألبيركي" في هذا الإطار، أنه "لا يوجد نظام مثالي بنسبة 100 بالمئة، والدليل على ذلك منظومة القبة الحديدية، حيث ستكون هناك دائما نسبة تصل إلى هدفها من الصواريخ التي تم إطلاقها ولم تُسقطها".

كما قال الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، إن إسرائيل "أمام حالة فشل عسكري واستخباراتي كبير، والتي نتج عنها حالة جديدة من الاشتباك العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينة".

وأكد أنه سيكون من تبعات هذا الهجوم استخراج السياقات الأمنية والاستخباراتية التى أخرجت أحداث الـ 7 من أكتوبر على الصورة التي لا نزال نراها إلى الآن.

روسيا اليوم