البوابة 24

البوابة 24

"طوفان الأقصى" والإخفاق الإسرائيلي الكبير.. من يتحمل مسؤولية الفشل!

عملية طوفان الأقصى
عملية طوفان الأقصى

الإخفاق الإسرائيلي الكبير والحساب السياسي المؤجل

 

"فشل وصدمة كبيرة"، وهذا هو الوصف الأبرز في كل تقديرات وسائل الإعلام العبرية، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، صباح السبت الماضي 7أكتوبر الجاري، على مستوطنات وقواعد جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة وبدء معركة "طوفان الأقصى".

وكان هذا الحادث غير مسبوق في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحطم العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تقوم على الردع والإنذار المبكر ونقل القتال إلى أراضي "العدو" والحل السريع، تم كسر وخرق كل هذه القواعد.
 

ورغم المعطيات والمعلومات التي توافرت على ما يبدو لدى المخابرات العسكرية حول تحضيرات وتدريبات "حماس"، والتي بدأت وسائل الإعلام العبرية تلمح إليها في اليوم الثالث للحرب، وفسرتها على أنها مجرد تدريبات روتينية وأن الحركة لن تجرؤ أو غير معنية بالمواجهة العسكرية، ويقول جيش الاحتلال إن حركة "حماس" نجحت في عملية التمويه التي كانت تعمل عليها مؤخرا.

وأكد "جيش الاحتلال"، إن النظرة العامة لوحدات الاستخبارات هي أن حماس لا تبحث عن صدام، بل كل ما تريده هو تحسين الوضع الاقتصادي، وأن الحركة مقيدة بشكل خطير بقدرات الجيش الإسرائيلي، لكن تبين أن هذه فكرة مشوهة وغير صحيحة، تماماً كما كان الحال قبل حرب أكتوبر 1973.

لا إنذار مبكر لدى الجيش الإسرائيلي

cq5dam.thumbnail.cropped.750.422.jpeg
 

وبالتالي، لم يكن هناك إنذار مبكر من الجيش الإسرائيلي، كما فشلت جميع أجهزة ومعدات الإنذار المبكر على حدود غزة والجدار، الذي بلغت كلفته نحو 11 مليار شيكل (1 دولار يساوي 3.9 شيكل)، في تقديم معلومات حول ذلك ومنع الهجوم، مما يشير إلى أن نظرية الإنذار المبكر والردع الإسرائيلية لم تتمكن من منع هجوم حماس.

وربما كان التطور الأبرز هو نجاح الحركة حيث قاتلت لساعات طويلة في عمق المستوطنات الإسرائيلية في الجنوب. أما العامل الإضافي المتمثل في السعي إلى شن حملات عسكرية قصيرة الأمد حتى لا يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي عبء الحروب ولا تتعطل الحياة اليومية في إسرائيل، فهذا عامل لا يزال مجهولا وله علاقة بقدرة حماس على الصمود في وجه الهجوم الإسرائيلي المتوقع.

كما أظهر هجوم حماس عجز العقيدة السياسية الإسرائيلية عن تقسيم الشعب الفلسطيني، وإضعاف السلطة الفلسطينية، والزعم بأن الحفاظ على الانقسام و"دولة حماس" في قطاع غزة يفيد إسرائيل، وأن إسرائيل تتمتع بحرية في  ماذا يريد في الضفة الغربية.

تحذير المؤسسة العسكرية لنتنياهو

وكانت المؤسسة العسكرية والأمنية، قد حذرت في أوائل أغسطس الماضي، رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، من عواقب التصدع السياسي على استعداد الجيش لأي حرب قادمة، وعبّرت عن قلق بالغ حيال ظاهرة رفض التطوع، وزعمت أنها أصبحت تمس بالعصب الأساسي لقدرات الجيش والتدريبات.

 حرب أسوأ من حرب 73  

images (34).jpeg
 

ومن جانبه، كتب "أوري بار يوسف"، الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في أوائل أغسطس الماضي أنه إذا اندلعت الحرب في أي وقت قريب، فسوف نرغب في "حرب يوم الغفران" (الاسم الإسرائيلي لحرب 1973)، لأنها ستصبح أكبر حرب ستخوضها إسرائيل منذ عام 1973 وأكثر تعقيدًا.

كما حذرت وكالة المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، في تقييمها السنوي الأخير، من احتمال اندلاع حرب في العام المقبل، كما حذرت "نتنياهو"، عدة مرات في الأشهر الأخيرة، من أن إيران وحزب الله على وجه الخصوص "يكتشفان فرصة تاريخية لتغيير الوضع الاستراتيجي في المنطقة بعد أزمة كبيرة في إسرائيل، لم يشهدوا مثلها من قبل.

ولكن قوبلت كل هذه التحذيرات، بالرفض والتجاهل من قبل الحكومة ورئيسها، الذين أصروا على التواصل في خطة "تقييد القضاء".

وبعد صدمة عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" والنتائج الكارثية من وجهة النظر الإسرائيلية، سرعان ما توالت الاتهامات الواضحة والمباشرة، التي حملت "نتنياهو" شخصياً وحكومته مسؤولية الفشل الكبير وربطته بنتائج خطة الحكومة للحد من القضاء على المجتمع والجيش.

حالة طوارئ

المجتمع الإسرائيلي الآن في حالة طوارئ، والجميع يطالب باتخاذ خطوات "جنونية" وإجرامية ضد غزة لتلقينها درسا والانتقام، وهو ما تفعله فعلا حكومة وجيش الاحتلال دون أي أسئلة أو ضوابط، حول سياسات إسرائيل تجاه قطاع غزة ونتائج الحصار اللاإنساني على قطاع غزة أو بشأن القضية الفلسطينية.

والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي أحد يتحدث عن حلول سياسية أو حتى الحاجة إليها، وكأنه على الفلسطينيين الاكتفاء بالغذاء والمياه والكهرباء والعيش بظروف غير إنسانية.

العربي الجديد