البوابة 24

البوابة 24

كواليس المباحثات بين القاهرة وواشنطن: ممر آمن وإدخال المساعدات إلى القطاع

معبر رفح البري من الجانب المصري
معبر رفح البري من الجانب المصري

كشفت مصادر مصرية مطلعة عن جهود مصر لوقف التصعيد في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، ووجود اتصالات مكثفة بين المسؤولين المصريين والأميركيبن لحلول عاجلة بشأن الوضع الإنساني في غزة.

 وأكد بيان من الرئاسة المصرية أن مصر تعمل بجد لاحتواء الوضع في غزة. وقد أشار مصدر مصري رفيع المستوى إلى أن المشاورات تتركز حالياً على الجوانب الإنسانية فقط، موضحا أن الجانب الأمريكي ناقشت إمكانية ترتيب ممر آمن للأجانب وحاملي الجنسية الأميركية للوصول إلى معبر رفح ومنها إلى القاهرة.

بالمقابل، أوضح المصدر نفسه أن القاهرة دعت المسؤولين في واشنطن إلى ضرورة ممارسة ضغط على تل أبيب لضمان دخول المساعدات العاجلة، مثل الأدوية والوقود، إلى الأراضي المحتلة. وأشار المصدر إلى أن مسؤولي القاهرة قدموا تقديرات ميدانية للجهات الأميركية تظهر حجم الكارثة المحتملة في حال عدم السماح بمرور تلك المساعدات الضرورية. وأكد أن هناك ترتيبات تجري بين مصر وقطر وتركيا لتمويل حزم مساعدات عاجلة عبر معبر رفح في حال التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي.

وأوضحت الحركة، في رسائلها للقاهرة، بحسب المصدر، بأن ما يجري على المستوى الإنساني والمعيشي من استهداف للمباني السكنية والبنية التحتية والمستشفيات يفوق تحمل المواطنين في القطاع وهو ما قد يؤدي انفجار تلقائي غير مخطط.

وبحسب المصدر، تسعى مصر عبر ترتيب وتنسيق الجهود الدولية والعربية من أجل إقناع الإدارة الإميركية بتعديل مواقفها والضغط على إسرائيل من أجل السماح بمرور المساعدات.

وأشار المصدر إلى أن الترتيبات على معبر رفح جاهزة تماما لمرور المساعدات في أي لحظة حال ما تم الاتفاق مع المسؤولين في واشنطن وتل أبيب.

في المقابل، قال مصدر آخر، إنه على الرغم من أن "القاهرة لديها غصة كون أن حركة حماس والمقاومة نفذوا تلك العملية بدون أية إشارات مع القاهرة إلا أن الغضب المصري في المقابل من حكومة الاحتلال يمكن وصفه بالكبير وتحديدا منذ يوم أمس الثلاثاء، بعد تهديدات إسرائيلية باستهداف شاحنات مساعدات مصرية إلى غزة في محاولة لمنع انفجار يقود لدفع المواطنين لاقتحام حدودها مرة أخرى".

ووفقاً للمصدر نفسه، فقد اعتبرت مصر الموقف الإسرائيلي الأخير بمثابة تجاوز للعلاقات المصرية الإسرائيلية.

وأوضح المصدر أن هناك غضبا إسرائيليا تجاه القاهرة، كاشفاً أن القاهرة تعرضت لضغوط كبيرة خلال اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى من جانب تل أبيب وواشنطن لإصدار بيان إدانة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية إزاء العملية، وهو ما أكد الجانب المصري صعوبته، بل واستحالته، بحسب المصدر.

وأشار المصدر أن القاهرة بررت موقفها بأن إصدار مثل تلك البيان من شأنها أن يقطع الطريق عليها للعب دور الوسيط مجدداً، فيما رأت تل أبيب أنها في تلك المعركة لن تكون في حاجة للوساطة المصرية.

وكشف المصدر أن تل أبيب في إطار رسائلها العكسية رفضت الرد على مطلب مصري للتنسيق من أجل إخراج المعدات والأطقم الهندسية المصرية العاملة في غزة، لافتاً إلى أن الجانب الإسرائيلي رفض تقديم تعهد بعدم استهداف عملية الإخلاء مبرراً ذلك بمخاوف من إمكانية تمكن أي من قيادات حماس بالمرور عبر تلك القوافل.

السلطة تمارس ضغوط من أجل فتح معبر رفح
قالت مصادر دبلوماسية فلسطينية لـ"العربي الجديد" إن السلطة الفلسطينية تمارس ضغوطا على مصر من أجل إعادة فتح معبر رفح وضمان أمن المعبر للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وذكرت المصادر أن السلطة تعمل حالياً على ترتيب قوافل مساعدات طبية وغذائية ووقود إلى قطاع غزة، وأنها تريد إدخالها من مصر عقب رفض الاحتلال إدخالها لغزة عبر معابره.

وأوضحت المصادر أن القاهرة وعدت بمحاولة تنسيق دخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة، لكنها تذرعت بالموقف الاسرائيلي الرافض وأنها لا ترغب في توتر العلاقة مع تل أبيب.

العربي الجديد