البوابة 24

البوابة 24

غارات مستمرة وتدخل بري.. ماذا تستهدف إسرائيل في قطاع غزة؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

في ظل استمرار الهجوم الواسع الذي تشنه إسرائيل من غارات متواصلة على قطاع غزّة، والتجهيز لتدخل بري قريب، هناك العديد من التساؤلات بشأن مدى قدرة جيش الاحتلال في تنفيذ خطته لـ"تدمير قدرات حماس" ردًا على العملية المباغتة التي شنها عناصر الحركة على عدة مواقع في غلاف غزة، فجر السبت، واحتجاز عشرات الأسرى داخل القطاع.

وقال خبراء ومراقبون، إن أهداف إسرائيل في حربها الحالية متصاعدة بدرجة يصعب تحقيقها، بسبب مخاطر التدخل البري الذي ينذر بحرب واسعة المدى، بالإضافة إلى تدخل المجتمع الدولي في وقت من الأوقات تحت وطأة سقوط الكثير من المدنيين.

ويستمر التصعيد لليوم السادس بين إسرائيل وحماس، حيث كثفت قوات الاحتلال من القصف الجوي والمدفعي على القطاع، بينما تستهدف الحركة مطار بن غوريون برشقة صاروخية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد اعتبر أن رد دولة الاحتلال على الهجوم غير المسبوق والمباغت الذي شنته حماس "سيغير الشرق الأوسط"، حيث يمضي جيش الاحتلال في تنفيذ عملية عسكرية تشمل عدّة محاور منها بينها الضربات الصاروخية المكثفة، والحصار، والاجتياح البري لقطاع غزّة.

أهداف إسرائيلية

وأشار تحليل موسّع نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إلى أن إسرائيل لها الكثير من الأهداف التوسعيّة في حربها الحالية، إلا أنه قد يكون من الصعب تنفيذها على أرض الواقع.

اقرأ أيضاً:

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإطلاق العنان للعملية العسكرية، بعدما استدعى 300 ألف من الجنود الاحتياط وأشار إلى توغل بري وشيك، كما حذر سكان غزة وطالبهم بالخروج، حيث ام حشد القوات الإسرائيلية على الحدود مع القطاع، لتنفيذ المهام الرئيسية في "وضع حد نهائي للتهديد الذي تشكله حماس على إسرائيل".

وتساءلت المجلة الأميركية عما قد يعنيه الهدف الإسرائيلي على الواقع، وهل هي في وضع يُمكنها من القضاء على حماس، وهل هذا سيكون كافيا لإجبار قادة حماس على مغادرة غزة، أم أن حماس لا محالة لاعباً أساسياً دائم في القضية الفلسطينية؟.

أوراق ضغط

ومن الواضح أن دولة الاحتلال تواجه الكثير من العقبات لتنفيذ حملتها لتدمير قدرات حماس، حيث أن الحركة لديها أوراق ضغط تتمثل في الرهائن الإسرائيليين، ومن ثم سيتعرض نتنياهو لضغوط للتفاوض في نهاية المطاف على إطلاق سراحهم، على غرار واقعة تبادل الأسرى عام 2011، حيث أطلقت الحكومة الإسرائيلية سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.

ولطالما اعتقد جهاز الأمن الإسرائيلي أن القضاء على حماس سيتطلب أكثر بكثير من عملية عسكرية قصيرة المدى، إلا أن الضغط الواسع في إسرائيل ليس فقط للانتقام من حماس، ولكن لتحقيق نصر استراتيجي كبير، حسب خبراء أجانب.

ويرى العقيد المتقاعد عيران ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أن تل أبيب "لا تستطيع العيش تحت هذا التهديد" أكثر من ذلك، وطالب بـ "تدمير قدرات حماس".

ومع ذلك، فإن أي تدخل بري يهدف إلى تقليص دائم لحركة حماس، لا يستدعي الدخول فحسب، بل البقاء وإعادة احتلال القطاع، وهنا تواجه إسرائيل معضلة جديدة، فبدون وجود قوات على الأرض، لا يمكن مواجهة حماس، كما أن التواجد على الأرض لا يعني فقط إنفاق أموال طائلة لتحمل المسؤولية عن الفلسطينيين في مرحلة ما بعد الصراع، بل يعني خسارة الكثير من الأرواح على كلا الجانبين.

يمكن لدولة الاحتلال قصف المباني وغيرها من البنى التحتية في غزة التي تستخدمها حماس، مثل شبكة الأنفاق، إلا أن مثل هذه الإجراءات لن تكون كافية لردع حماس.

وقد أن يكون التوغل البري المحدود أحد الطرق للدخول بسرعة وتدمير المخزونات والمصانع التي يتم فيها بناء صواريخ كبيرة إلى متوسطة الحجم داخل قطاع غزة.

image.jpg
 

"رسالة جادة" من تل أبيب

وفي السياق ذاته، اعتبرت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان، أنه يمكن لإسرائيل اتخاذ الخطوات الأولى لاستعادة الردع في غزة عبر تدمير البنية التحتية بأكملها في حماس، وإخراج محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام العقل المدبر للعملية التي أطلقتها حماس، الأمر الذي من شأنه أن يبعث برسالة جادة بشأن نواياها.

إلا أنه مع ذلك ترجح "تسوكرمان" أنه "لن يتم الانتهاء من قدرات حماس ونشاطها حتى يتم تفكيك قيادتها وشبكاتها في الخارج وقطع المليارات من التمويل والمساعدات".

وفيما يتعلق بموقف تل أبيب من الرهائن، أوضحت أن "إنقاذهم سيكون فائدة كبيرة ولكنه لن يمنع العمليات العسكرية".

اقرأ أيضاً:

عقبات في الطريق

ولفتت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إلى أن العقبات التي تواجه تل أبيب هي تحديات الأمن الداخلي التي لم يتم فهمها بالكامل بعد، ومشقة العمليات البرية، واحتمال اندلاع حرب متعددة الجبهات والتي قد تستنزف الموارد وتؤثر على القبة الحديدية وغيرها من أنظمة ووسائل الدفاع الإسرائيلي.

كما أن الضغط الدولي سيكون عاملًا لوقف التصعيد وفق "تسوكرمان"، وهناك الأسئلة المتعلقة بأمن المعلومات المتعلقة بالتعاون الاستخباراتي مع الحلفاء بسبب المخاوف بشأن وصول أطراف ثالثة إلى المعلومات الأمنية الحساسة.

سكاي نيوز