البوابة 24

البوابة 24

حرب غزة.. ماذا بعد "مناورة الاحتلال" الأخيرة؟

غزة
غزة

أعلن "وآف غالانت"، وزير الدفاع الإسرائيلي، عن خطة بلاده في الحرب على غزة، لافت إلى أنها قد تدوم لمدة شهر أو شهرين أو ثلاثة، والتي ستنتهي بتدمير حماس واختفاءها من الوجود.

وشدد "وزير الدفاع"، خلال تصريحاته، على أن الحرب البرية الإسرائيلية المنتظرة في غزة من المقرر أن تكون المناورة الأخيرة، و"بعدها، تختفي حماس من الوجود".

تصريحات غالانت بشأن غزو غزة

ويتبين من تصريحات "غالانت"، أن إسرائيل تعمل على تأمين حرب في جبهة واحدة هي قطاع غزة، وإمكانية إغلاق أي احتمال لتمديد الحرب وفتح جبهة ثانية مع حزب الله في جنوب لبنان، ولذلك يحاول جيش الاحتلال في الوقت الحالي استنزاف قدرات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، علاوة على إجبار سكان غزة بأسلوب الأرض المحروقة، على اللجوء إلى الجنوب.

371238.jpeg
 

كما لفت "وزير إسرائيلي"، في تصريحه إلى أنه من المقرر أن تدخل القوات البرية إلى قطاع غزة، بعد أن تستكمل القوات الجوية تسوية الأرض أمامها، وبعد أن تنهي القوات الجوية من مهمتها وتقصف قنابلها وصواريخها، سيأتي الدور على نيران القوات البرية والمشاة، ما يعني أنه ليس هناك أي مواعيد محددة للحرب الجوية على غزة، ولا موعد أيضا للحرب البرية المنتظرة.

والجدير بالإشارة أن محاولة إسرائيل الاستفراد بحماس تأتي بمساعدة أمريكا، وحصر القتال في جبهة واحدة، من خلال طريقة مغايرة موجهة بالأساس إلى الخارج، بحسب ما ذكره "جوناثان كونريكوس"، المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، في مقابلة مع راديو "إي بي سي" الأسترالي.

شرط لتجنب الغزو البري على غزة

كما كشف "المتحدث العسكري" الإسرائيل، أن حماس لو أنها كانت أطلقت سراح كافة الأسرى واستسلمت من دون قيد أو شرط، لكانت العملية البرية في غزة قد ألغيت، قائلاً: "لو كانت حماس قد خرجت من مخابئها، حيث تختبئ خلف المدنيين الإسرائيليين، كما يفعلون الآن لو أنها أعادت رهائننا، جميعهم وعددهم 212، واستسلموا من دون قيد أو شرط، لكانت الحرب قد انتهت.. إذا لم يفعلوا ذلك، فربما يتعين علينا المضي والقيام بذلك".

بالرغم من تحدث "المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي" الأسرى الـ 212، في معادلة حرب "السيوف الحديدية" المعلنة ضد غزة، ولكن الهدف الأساسي هو التخلص من حماس بشكل نهائي، بشرط استسلام حماس من دون حرب، عمليا مجرد فكرة "مناورة" مستحيلة، وهي بحد ذاتها لا تحقق الهدف التي تتمسك به إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، وهو تدمير حركة حماس نهائيا، علاوة على السيطرة على القطاع وانتزاعه منها.

الحل الأخير 

هذا هو الحل الأخير الذي تحدث عنه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بإعلان أن "السيوف الحديدية"، هدفها القضاء على حماس ووضع "حل" مشكلة قطاع غزة بشكل نهائي.

ويشار إلى أن "الحرب الجوية" التي تشنها إسرائيل تقوم بدك منذ أكثر من أسبوعين القطاع، وهو منطقة صغيرة تبلغ طولها 40 كيلو مترا، ويتراوح عرضها ما بين 6 إلى 12 كيلو مترا.

وإلى ذلك تحاول إسرائيل بذلك السيطرة والقضاء على أي مقاومة، ودفع الفلسطينيين في غزة إلى إخلاء مناطقهم الشمالية، وخفض احتمالات حدوث مفاجآت في الحرب البرية، من الممكن أن تفسد الخطط الإسرائيلية.

وفيما ينظر كل العالم إلى غزة، منتظرين بدء الغزو البري الإسرائيلي للقطاع، حيث يستمر الجدل بشأن مدى قدرة إسرائيل على احتلال القطاع والتخلص من حماس والسيطرة عليه لفترة طويلة، فضلاً عن تحمل مسؤولية سكانه والذي يصل عددهم 2.3 مليون نسمة.

قصف جوي لتدمير غزة

قلة من الخبراء يعتقدون أن إسرائيل ستدمر غزة بالقصف الجوي طويل الأمد، وستعمل على محوها من الأرض، بواسطة الذخائر الجوية الحديثة من دون عملية برية.

بالمقابل، يعتقد أغلب الخبراء العسكريين أن إسرائيل لن تقضي على حماس بتدمير قطاع غزة بشكل تام، ومنع إعادة بنائه لاحقا، بل ستدخل إليه قواتها البرية من أجل تدمير "قيادة حماس" و"مقاتليها" و"بنيتها التحتية العسكرية".

والجدير بالذكر أن ما يحير الباحثين والمحللين السياسيين والخبراء هو ماذا ستفعل إسرائيل بالقطاع بعد السيطرة عليه؟ ويبدو أن الإسرائيليين لا يعيرون هذا الأمر أي اهتمام، على الأقل في العلن.

روسيا اليوم