البوابة 24

البوابة 24

حرب الأطفال!!

بقلم: ميسون كحيل

مشاهد تمزق القلوب، ننسى فيها أنفسنا والخطر من حولنا، وقد تغيب الآذان عن سماع الطائرات والمدافع وأصوات الصواريخ والقذائف في حالة فريدة من الاندماج بهذه الحرب التي لم تضع لوائح ممنوعة، و اعتبرت أن كل شيء مسموح حتى إستهداف المساجد و الكنائس والمستشفيات و المخابز اضافة إلى المنازل والأبراج وارسال رسالة للشعب والناس جميعاً أن لا أمل لهم في الأفق، و عقاب لهم يفهمه جيداً المنغمسون في الأفكار الحزبية والسياسة!

مشاهد توقف التفكير و يضل فيها الإنسان عن تحديد اتجاه سيره في محاولة لتوفير رشفة ماء أو قطعة خبز ليس للكبار بل من أجل الأطفال الذين أصبحت عيونهم تنطق بكلمات واضحة و مفهومة فيها الكثير من الخوف والرعب و طلب المساعدة.
مشاهد يشعر فيها الفلسطيني بالقهر و قلة الحيلة، و تدفعه نحو السؤال أين الله من كل ما يحدث لنا؟ و لماذا لا يتدخل  لإنقاذنا من ظلم الصهاينة؟ و أين هي طير الأبابيل؟  فرجاء لا تقولوا لنا هذا ابتلاء من الله وتجربة إيمانكم، و الطلب منا الصبر و المصابرة، و السؤال الذي يكرره الشعب هو ما في أحد غيرنا؟ أو أن الخلل في من هم مثلنا في العروبة والدين والإيمان؟ أو رعاة الأحزاب؟
مشاهد تقشعر لها الأبدان عندما نرى رأس إنسان دون جسد أو أعضاء من جسد إنسان آخر منتشرة في المكان فماذا عسانا أن نقول أو أن نشعر، و هل نكتفي بخطاب رئيس عربي يعلن عن دعمه لنا باستيحاء أو رئيس آخر رفض أن يشمل في خطابه ذكر بأن إسرائيل دولة إحتلال أو انتقاد أفعالها؟!
مشاهد أصبحت من حياتنا فالشعب الفلسطيني هو الوقود الذي يمارس فيه الإحتلال استمراريته وبقاءه و الحرب الحالية تميزت عن غيرها بأنها ضد المستقبل وضد الحياة لأن هدفها أصبح واضح، وهو أولاً الأطفال مما يؤكد أن الاحتلال لم ينس لا أطفال الآر بي جي في بيروت 1982 و لا أطفال الحجارة في فلسطين إبان الإنتفاضة، ولذلك كان لا بد من استهداف الأطفال في حرب قذرة اسمها حرب الأطفال!! 

كاتم الصوت: بعد كل هذا الدمار و آليات القتل والإستهداف لشعب عربي مسلم ما الذي تنتظره الأنظمة العربية المطبعة والدول التي لديها اتفاقيات سلام  لكي تقطع علاقاتها في دولة الإحتلال؟ بصراحة مش فاهمة!!

كلام في سرك: لن يكتفي الإحتلال بإطلاق سراح الآسرى و لن يوقف الحرب حتى لو تم اطلاق سراحهم جميعا. مطالبه سيرتفع سقفها.

رسالة: إلى البعيد عن الجمر والنار، يا أيها المشاهد من خلف الشاشات ارحموا أطفال شعب تريدون منهم أن يكونوا وقوداً لدعمكم الوهمي. أحتفظ بالأسماء

البوابة 24