تخلت عن الهواتف الذكية والكمبيوتر لمدة عامين.. كيف حضرت حماس لـ "طوفان الأقصى"؟

حماس.webp
حماس.webp

تحاول أجهزة المخابرات الأميركية والغربية والإسرائيلية باستمرار معرفة سبب الإخفاق الكبير الذي حدث في 7 أكتوبر جراء العملية الغير المسبوقة والتي شنتها حركة حماس في الداخل الإسرائيلي.

تخطيط حماس لطوفان الأقصى 

2023-10-12T093223Z_546216920_RC2XQ3ARA13E_RTRMADP_3_ISRAEL-PALESTINIANS-GAZA.jpg
 

وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر، فإن المعلومات الاستخبارية الأميركية والإسرائيلية كشفت عن تخطيط خلية صغيرة من نشطاء حماس للهجوم المفاجئ على إسرائيل، وكانت تتواصل من خلال شبكة من الهواتف الثابتة في شبكة الأنفاق تحت غزة على مدار عامين.

وفي هذا الصدد، أكدت "المصادر" لشبكة "سي إن إن" CNN إن خطوط الهاتف في الأنفاق مكنت للعناصر من التواصل مع بعضهم البعض بشكل سري، ما يعني أنه لا يمكن لمسؤولي المخابرات الإسرائيلية تعقبهم، لافتاً إلى إنه خلال عامين من التخطيط، استخدمت الخلية الصغيرة العاملة في الأنفاق خطوط الهاتف للتواصل والتخطيط للعملية، إلا أنها ظلت سرية حتى جاء وقت التنشيط واستدعاء المئات من مقاتلي حماس لتنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر.

لم يستخدموا الهواتف ولا أجهزة الكمبيوتر 

وأردفت "المصادر"، إنهم لم يستخدموا أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة لمدة عامين لتفادي اكتشافهم على يد المخابرات الإسرائيلية أو الأميركية.

واشار أحد المصادر، إلى أنه "لم يكن هناك العديد من المناقشات والتنسيق خارج المنطقة المباشرة".

وبحسب ما جاء في المعلومات الاستخبارية التي شاركتها إسرائيل مع المسؤولين الأميركيين، فإن "حماس" قد أخفت التخطيط للعملية عن طريق إجراءات استخباراتية قديمة الطراز، على سبيل المثال عقد الاجتماعات شخصيًا وتجنب الاتصالات الرقمية التي يمكن للإسرائيليين تتبع إشاراتها لصالح الهواتف الثابتة في الأنفاق.

سبب إخفاق المخابرات الأمريكية والإسرائيلية 

images - 2023-10-24T201408.214.jpeg
 

وتشير هذه "الرواية"، إلى رؤية جديدة بشأن السبب وراء إخفاق المخابرات الإسرائيلية والأميركية في كشف هجوم حماس المباغت، الذي شهد تدفق ما لا يقل عن 1500 مقاتل عبر الحدود إلى مستوطنات غلاف غزة في عملية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي.

والجدير بالإشارة، أن شبكة "سي إن إن"، قد أوضحت سابقا، أن سلسلة من التحذيرات الاستراتيجية من وكالات المخابرات الأميركية والإسرائيلية لم تدفع المسؤولين من أي من البلدين إلى توقع أحداث 7 أكتوبر.

ويؤكد "الجيش الإسرائيلي" أن الأنفاق التي اسستها حماس على مدار الـ 15 عامًا الماضية أو ما يقارب ذلك هي بمثابة "مترو غزة"، وتشكل متاهة واسعة تُستخدم لتخزين الصواريخ ومخابئ الذخيرة، علاوة على توفير وسيلة للمسلحين للتحرك دون أن يلاحظها أحد.

كما لفت "الجيش الإسرائيلي"، إلى أنها تتضمن على مراكز قيادة وسيطرة حيوية لحماس.

إسرائيل كانت على علم

ويشار إلى أن إسرائيل كانت على علم بأن المسلحين الفلسطينيين كانوا يستخدمون أنظمة اتصالات سلكية قبل عملية "طوفان الأقصى".

وخلال الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين في شمال الضفة الغربية هذا الصيف، اكتشف خطوط اتصال آمنة وكاميرات مراقبة ذات دائرة مغلقة لإعطاء إنذار مسبق لتحركات القوات الإسرائيلية، وفقًا لمسؤول إسرائيلي. 

وحينها، أفاد "الجيش الإسرائيلي"، إنه ضرب مركز قيادة العمليات المشتركة الذي تستخدمه الخلايا المسلحة في جنين، مشدداً على أنه كان يستخدم للمراقبة والاستطلاع المتقدم، وقال الجيش الإسرائيلي إن الموقع كان مركزا للتنسيق والتواصل بينهم.

العربية