البوابة 24

البوابة 24

الكويت عنوان كبير

بقلم ميسون كحيل

في القمة التي عقدت بالقاهرة يوم السبت الماضي و رغم الظروف القاسية التي نعيشها والحرب المستمرة التي طالت البشر والشجر والحجر في قطاع غزة عملت على الاستماع لكلمات بعض الوفود المشاركة خاصة واننا نواجه مشكلة في الكهرباء. وفعلا استمعت لعدد من الكلمات لرؤساء الوفود ولكن بعد سماعي لكلمة رئيس وفد الكويت الشيخ مشعل الأحمد قلت الحمدلله ثم توقفت عن متابعة القمة
أما لماذا قلت الحمدلله لأن كلمته أصر وأعاد وكرر فيها ذكر الاحتلال الإسرائيلي على عكس غيره ممن تحدثوا وأشاروا إلى إسرائيل كدولة و دون ذكر لكلمة الإحتلال.!

وحقيقة منذ فترة وأنا أتابع ردود أفعال هذه الحرب القذرة و رغم التفاعل المنتشر في معظم دول العالم ورغم غياب بعض الساحات العربية من أي تفاعل شعبي إلا أن الكويت وشعبها العظيم كان لهم تفاعل مع القضية الفلسطينية و الحرب من نوع آخر بحيث شعرت و لمست انهم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، وفي توافق حكومي و شعبي منقطع النظير. 

ومن تابع و يتابع الموقف الكويتي منذ سنوات طويلة سيعلم دون أدنى شك أنها كانت الحاضنة للثورة الفلسطينية عند انطلاقتها والحضن الذي استقبل آلاف من الفلسطينيين على أرضها، و الحصن الذي حماهم و وفر لهم سبل الحياة الكريمة. ولم تبخل الكويت يوما عن دعمها و وقوفها جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 وفي هذه الأيام لفت نظري أيضاً استمرار الشعب الكويتي في التجمعات وإعلان غضبهم في الساحات تأييدا و دعما لهم في ما يتعرض له الفلسطينيين من حرب ابادة و تهجير وتدمير. كما شوهد أثناء اقامة المباريات الرياضية كيف تتزين الملاعب بالعلم الفلسطيني وكيف يضع اللاعبون الكوفية الفلسطينية على اكتافهم.

ولا ننسى أن الكويت من أكثر الدول التي تقف سداً منيعاً في وجه عدوى التطبيع المنتشرة حاليًا لتثبت رغم صغر مساحتها أنها الأكبر والأعظم حكومة و شعبًا وتعطي درسًا في المبادىء والمواقف الوطنية تجاه القضايا العربية بصدق و وفاء و إيمان وقد قالتها الشهيدة الشاعرة والكاتبة الفلسطينية قبل أيام قليلة من استشهادها تقديراً لمواقف الكويت ( إما الكويت تكبر فتصبح الوطن العربي أو أن يتقلص الوطن العربي فيصير كويتاً لأن الدول بمساحة قراراتها و مواقفها وليست بمساحة أراضيها) وقد قالت ذلك بسبب ما رأته من مواقف لا يفعلها إلا الكبار المؤمنون بقضايا الأمة.. فرحم الله هبة أبو ندى وحقا إن الكويت عنوان كبير.

كاتم الصوت: أعتذر للمرة المليون عن أي اساءة من أي فلسطيني طالت الكويت في زمن ما فقد أساؤوا لأنفسهم قبل الإساءة للكويت.

كلام في سرك: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ

رسالة: إلى دولة الكويت الشقيقة و شعبها العظيم شكرا لكم و اعلموا أن كل عنوان كبير مستهدف فلتكن أياديكم معا لا يفرقكم أحد اخوة وأبناء جنبا إلى جنب مهما تعددت الأصول والجذور فالأساس يجب أن يكون كما عهدناكم الكويت أولاً.

البوابة 24