البوابة 24

البوابة 24

خطة طريق سلام فياض لإنهاء الحرب على قطاع غزة خطأ في الحسابات والتقدير

بقلم المحامي علي ابوحبله

سلام فياض يحاول أن يعود ليتصدر الساحة السياسية الفلسطينية مسطرا في مقال له تم نشره على صحيفة فورين أفيرز يوضح رؤيته حول ما يتعين على حركة حماس والسلطة الفلسطينية القيام به. لم يتطرق سلام فياض في مقالته للدور الأمريكي ومشاركة إسرائيل في الحرب على غزه ومتجاهلا في الوقت نفسه أن أمريكا والغرب لا يمكن الوثوق يهما وبوعودهما ، وتجاهل في مقالته التنديد بالدور الأمريكي وبجرائم إسرائيل على الشعب الفلسطيني وممارستها سياسة التطهير العرقي والترحيل ألقسري ، ومنكر في الوقت نفسه حق الشعوب المشروع في مقاومة الاحتلال وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية يقول في مقالته " على مدى العقد الماضي، كان من الواضح أن “عملية السلام” بين الإسرائيليين والفلسطينيين تحولت منذ فترة طويلة إلى أكثر من مجرد تمرين ممتد على تأجيل الأمور إلى ما لا نهاية. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، أدى غياب العنف المستمر على نطاق واسع إلى إنتاج وَهم الاستقرار. ولكن حتى أولئك الذين لم يستسلموا للشعور بالرضا عن الذات أصيبوا بالصدمة إزاء اندلاع الحرب المدمرة التي اندلعت منذ هاجمت حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لقد شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية خسائر في الأرواح على نطاق مروع. وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذه هي الخسارة كانت الأكثر تدميراً بين المدنيين منذ 75 عاماً من وجودها. وقُتل من الفلسطينيين في الأيام الخمسة عشر الأولى من هذه الحرب عدد أكبر مما قُتل خلال الانتفاضة الثانية، التي استمرت أكثر من خمس سنوات، وكل جولات العنف منذ ذلك الحين مجتمعة. والأسوأ من ذلك أنه يبدو من المرجح أن يموت آلاف أخرى من المدنيين الفلسطينيين إذا واصلت إسرائيل هدفها المعلن (وإن كان بعيد المنال) المتمثل في القضاء على حماس. وسوف تترتب نفس النتيجة حتى على الهدف الأقل طموحاً المتمثل في القضاء على البنية التحتية لحماس. " " وفي ظل هذه الظروف، فإن الأولوية الأولى لابد أن تكون وقف الاندفاع نحو الهاوية. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على حماس أن تطلق سراح المدنيين الإسرائيليين الذين تحتجزهم دون قيد أو شرط. لقد كان إطلاق سراح بعض الأسرى مؤخراً خطوة إلى الأمام، ومن الواقعي أن نتوقع إطلاق سراح المزيد." وفي مقدمة المقال والمتمعن بنصوصه ومفرداته يجد أن سلام فياض ساوى بين الجلاد والضحية وتجاهل سلام فياض معاناة أهل غزه والحصار المفروض على غزه منذ أن تسلم رئاسة الوزراء وتجاهل معاناة الفلسطينيين في غزه وما سببته آلة الحرب الصهيونية عبر السنوات الماضية ، ونذكر سلام فياض أن غزه تعرضت لخمسة حروب من قبل إسرائيل في 2009 ، 2012 ، 2014 ، 2020 ، 2021 ، خلال تلك الحروب أين كان المجتمع الدولي وأين كانت أمريكا والغرب واين كان موقف حكومتك في تلك الفترة ، ولماذا خلال السنوات كلها تم تجاهل مطالب الفلسطينيين وعبر هذه الاعتداءات لم نسمع صوت من أحد يطالب بضرورة رفع الحصار ووضع حد لسياسة العدوان الإسرائيلي . يقول سلام فياض " أدى غياب العنف المستمر على نطاق واسع إلى إنتاج وَهم الاستقرار. ولكن حتى أولئك الذين لم يستسلموا للشعور بالرضا عن الذات أصيبوا بالصدمة إزاء اندلاع الحرب المدمرة التي اندلعت منذ هاجمت حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول." بمفهوم الكلام وبمضمون المفردات والنصوص ينكر سلام فياض الحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وفق ما نصت عليه كافة القوانين والمواثيق الدولية وهذا ليس بجديد وطرحك لا يخرج عن مضمون خطة دايتون التي قمت بتنفيذها " وخارطة الطريق التي تطرحها تشمل تفكيك ونزع أسلحة جميع الأذرع الفلسطينية المقاومة على مدى ثلاث سنوات، ، وذلك في إطار تطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق، وهي نفس ما تم طرحه وسبق اقرارها من قبل اللجنة الرباعية، وتقضي هذه المرحلة بتفكيك ونزع أسلحة جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك كتائب شهداء الأٌقصى، وجميع الأذرع العسكرية لحركة "فتح"؛ وكذلك نشر قوات الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله التي اشرف عليها الجنرال دايتون وطرحك في مقالتك هذه لا تخرج عن النفس السياق والمفهوم الأمريكي والإسرائيلي على طريق تصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية إن الاندفاع نحو الهاوية هي بفعل الموقف الأمريكي الذي أعطى الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بشن حرب الاباده والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني وكنا نود لو تطرقت في مقالك للمماطلة الامريكيه وتهربها من استحقاقات السلام وأن دعمها لإسرائيل وتغاضيها عن الاستيطان واقتحامات المسجد الأقصى ومحاولات التقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى هي المسبب لمعركة طوفان الأقصى ويفترض في الدكتور سلام فياض الذي كان رئيس للوزراء لغاية 2013 وهو يدرك حقيقة الدعم الإسرائيلي لإسرائيل ويعلم علم اليقين أن أمريكا وإسرائيل غير معنية بالسلام ولا حتى بتحقيق رؤيا الدولتين رغم تنفيذ كافة الاستحقاقات من قبل المستوطنين حسب مشروع وخطة دايتون ويسترسل سلام فياض في مقالته " لا يزال هناك بعض الأمل في أن يؤدي إطلاق سراح المدنيين الإسرائيليين المحتجزين إلى توفير مساحة كافية للدبلوماسية العربية والدولية لإيجاد إجابة سريعة على سؤال ما سيحدث في “اليوم التالي”، أي من سيحكم بعد انتهاء العملية الإسرائيلية المستمرة. إحدى الأفكار التي يجب استبعادها من الاعتبار هي فرض أي ترتيب معين على الفلسطينيين بعد إجبارهم على الخضوع. ومن المستبعد أيضًا دون الكثير من المداولات فكرة أن السلطة الفلسطينية، في تشكيلتها الحالية، ستعود إلى ممارسة سلطتها على قطاع غزة. فمن ناحية، من المشكوك فيه أن تكون السلطة الفلسطينية بتشكيلها الحالي على استعداد لتحمل مسؤوليات حكم غزة بعد الهجوم الإسرائيلي القاتل والمدمر. وحتى لو سعت السلطة الفلسطينية إلى القيام بهذا الدور، فإنها لن تكون قادرة على القيام به، خاصة وأن شرعيتها المتضائلة بالفعل تتلاشى بسرعة تحت ضغط الحرب المستمرة." " لكن إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية بشكل صحيح قد توفر الخيار الأفضل “لليوم التالي” وما بعده، مما يوفر حلقة من أجل إنشاء جهد مملوك إقليمياً ومدعوماً دولياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضمن إطار يعالج بمصداقية نقاط الضعف الهيكلية التي أفسدت عملية السلام على مدى العقود الثلاثة الماضية. " يفترض في مقالته أملاءات ستملى على الفلسطينيين ويراهن على دور عربي ويطالب بإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية بشكل صحيح ويراهن على جهد إقليمي مدعوم دوليا لإنهاء الاحتلال " وهنا لا بد أن نذكر سلام فياض أن منظومة أوسلو وأي نتاج أمريكي بعد السابع من تشرين الثاني 2023 بات مرفوض من قبل الشارع الفلسطيني وأن أي تشكيل سياسي لا يتوافق مع الإرادة الشعبية الفلسطينية مرفوض والوصاية التي تم فرضها على الشعب الفلسطيني وفق شروط الرباعية الدولية وقامت حكومتك بتنفيذها لم تعد تصلح اليوم ودعك من أحلام الماضي ولتنظر للأمام في ظل المتغيرات الداخلية الفلسطينية والتضحيات الجسام التي يقدمها الشعب الفلسطيني ونعيد لنذكر سلام فياض ووعوده إثناء تولية رئاسة الحكومة " أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن الدولة الفلسطينية المستقلة ستبصر النور منتصف العام المقبل. وشدد على أنها ستكون دولة حقيقية ذات سيادة، وكانت التساؤلات آنذاك على ماذا اعتمد فياض في تأكيده، وما هي فرص نجاحه ووفقا لآراء عدة خبراء." تصريحاته هذه كانت في تشرين أول 2010 " سلام فياض شخصية إشكالية لا تحظى بإجماع فلسطيني " وإذا كانت أوروبا ترى في هذا السياسي "أمل الشعب الفلسطيني"، حسب قول الصحافي والمحلل السياسي الألماني ألبرشت ميتسغر، فإن الفلسطينيين أنفسهم منقسمون بشأنه. ويرى ميتسغر، في حوار مع دويتشه فيله، بأن هناك أسبابا عدة تدفع أوروبا لدعم فياض " فهو "أكاديمي لا يؤمن بالعنف"، وليست لديه "خلفية فصائلية مسلحة"؛ هذا بالإضافة إلى أنّ "الأوروبيين يعتبرونه شخصا نظيف الكف غير فاسد". لكن هذه الصفات، وهذا الدعم الغربي لم يشفعا له؛ بل العكس هو الصحيح. إذ ترى فيه حركة حماس، رجل الغرب المغتصب للسلطة والذي ينفذ "أجندة" أمريكية. وذلك في إشارة سابقه له في التعاون الأمني بين حكومته وبين الولايات المتحدة بشخص الجنرال الأمريكي كيث دايتون، الذي تولى الإشراف على تدريب قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية. ولم تقتصر الانتقادات الفلسطينية لفياض على حركة حماس وحدها في تلك ألحقبه وما زالت ، بل تشارك فيها الفصائل الأخرى أيضا، ومن ضمنها حركة فتح. فالحركة تنظر بعين الريبة والشك إلى سلوك رئيس الوزراء ومشاريعه. وحتى مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، الذي أكد فياض في وقت سابق أنه سيبصر النور منتصف عام ألفين وأحد عشر، لم يسلم من انتقادات شخصيات هامة في الحركة. والانتقادات كانت في محلها فها نحن في القرن الواحد والعشرين وعام 2023 يقارب نهايته وما زلنا نعيش وهم تحقيق رؤيا الدولتين لا زال سلام فياض محور خلافات فلسطينيه وان كان محور اهتمام أمريكي وغربي وأطروحاته في مقالته تتوافق والرؤيا الامريكيه الغربية لكن رؤيته وخطته لإنهاء الحرب وفق مضمون مقالته سابقه لأوانها لان النتائج لهذه الحرب لم تتبلور بعد وان أمريكا والغرب تعي وتدرك تداعياتها على المنطقة وعلى مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مستقبلا وأن كل ذلك رهن بخواتيم ما ستسفر عنه الحرب ، ويبدوا أن سلام فياض استبق النتائج فأخطأ الحسابات والتقدير

البوابة 24