تشكيل تحالف دولي.. من سيحكم قطاع غزة بعد الحرب؟

غزة
غزة

بالرغم من استمرار المعارك والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع منذ 7 أكتوبر المنصرم، عملت بعض الدول الأوروبية على البحث في خيارات ما بعد الحرب، وهوية من يدير القطاع.

وقبل يومين، ناقشت دول أوروبية خيار تدويل إدارة القطاع بعد الحرب، حيث اقترحت تشكيل تحالف دولي يدير غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، حيث اقترحت الوثيقة، التي أعدتها ألمانيا ووزعتها على عدة دول أوروبية، تولي تحالف دولي لتأمين غزة بعد الحرب، وتفكيك أنظمة الأنفاق وتهريب الأسلحة إلى القطاع وتجفيف منابع دعم حركة حماس ماليا وسياسياً.

رفض القيادات الفلسطينية 

وأعربت قيادات فلسطينية عن رفضها هذا المقترح جملة وتفصيلا، ومن بينها قيادات حركة فتح الذين تحدثوا إلى "العربية.نت" والحدث.نت" وأشاروا إلى أن الحل لابد أن يكون فلسطينيا خالصاً، ودون تدخل دولي، واصفين فكرة تشكيل تحالف دولي لإدارة القطاع، بأنه "أشبه باستبدال احتلال باحتلال جديد".

في حين قالت حركة حماس إن ما تردد عن وجود توافق إقليمي دولي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي مرفوض، فليس الشعب الفلسطيني من تفرض عليه الوصاية.

وتابعت الحركة في بيان لها، اليوم الخميس، إن محاولات التدخل لفرض واقع جديد يكون على مقاس بعض الدول وعلى مقاس الاحتلال في قطاع غزة مرفوض تماما، وسوف يتصدى لها الشعب الفلسطيني بكل قوة، لافتة إلى أن قرار ترتيب الوضع الفلسطيني هو قرار الشعب الفلسطيني، وهو وحده القادر على تحديد مصيره ومستقبله ومصالحه.

Qm02Y2yLXU_1698867624.jpg
 

منطق امريكي اوروبي 

وقال عبدالفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح بمفوضية التعبئة والتنظيم، إنهم كفلسطينيين "لن يقبلون إلا أن يكون الحكم فلسطينيا، فالشعب الفلسطيني يناضل ويضحي من أجل حريته وتقرير مصيره ومن ثم لا يُعقل أن يجد في النهاية بعد كل هذا النضال الطويل تحالفا دوليا وقوات أجنبية تحكم بلاده بعد خروج القوات الإسرائيلية من القطاع".

وأوضح دولة، أن العدوان الإسرائيلي على القطاع ومساعيه لاستهداف سيطرة حماس على غزة، "لن يكون مقابلها أن تقبل السلطة الوطنية الفلسطينية بأي حال أن تتسلم إدارة وحكم القطاع على دبابة إسرائيلية، أو توافق على منطق أميركي أوروبي مبني على إبادة شعب في سبيل تغيير من يحكم"، موضحا أنه لهذا السبب فإن السعي لتشكيل تحالف دولي لإدارة القطاع مرفوض من الشعب الفلسطيني كلية.

منظمة التحرير 

ومن جهته، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بـ"جامعة القدس"، والقيادي بحركة فتح، إن التحالف الدولي يذكر باحتلال العراق، وتولي الأميركي بول بريمر إدارته وكان احتلالا حقيقيا أضاع العراق وهو ما لن يقبل الفلسطينيون بتكراره في غزة.

وقال إن البديل الذي يمكنه أن يحكم غزة موجود ويحظي بشرعية دولية وفلسطينية وهو منظمة التحرير الفلسطينية، الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا، والمقبولة من كافة أطياف الشعب الفلسطيني، موضحا أن أي خلافات حول المنظمة هي خلافات بسيطة يمكن حلها والتجاوز عنها خلال الاجتماعات التي ترعاها مصر بين الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام والتي كان آخرها اجتماع العلمين.

وقال إن السلطة تقدم لغزة نحو مليار دولار سنويا من ميزانية الدولة الفلسطينية، وفي حالة الاتفاق على منظمة التحرير واندماج الجميع داخل إطاراتها، يمكن للسلطة تولي مسؤولياتها في غزة مثل ما هو الحال في الضفة، وإعادة توحيد الصف الفلسطيني والتوجه نحو انتخابات تمكن الفلسطينيين في الداخل والخارج في اختيار من يحكمهم من أبناء شعبهم.

العربية