هل تتشابه حلول الماضي مع اليوم؟.. تاريخ هدن "فاشلة" بين حماس وإسرائيل منذ 2008

الحرب في غزة.jpeg
الحرب في غزة.jpeg

هل تتشابه حلول الماضي مع اليوم، هذا ما يعود إلى الأذهان مع إعلان دخول هدنة غزة بين إسرائيل وحركة حماس يوم الجمعة حيّز التنفيذ، حيث ترجع الذاكرة إلى تاريخ حال من الاتفاقات والهدن بين الطرفين.

فهل تصمد الهدنة الجديدة التي انتظرها العالم 47 يوماً .. أم أنها ستنهار كسابقاتها؟

385890.jpeg
 

على مدار تاريخ من النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، لم تشهد الحروب هدناً أو وقفاً لإطلاق النار إلا بعد احتدام القتال.

ففي عام 2008، نتج عن الهدنة وقف إطلاق النار بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت مدتها 6 أشهر بوساطة مصرية، ودخلت حيز التنفيذ يوم 19 يوليو.

وشملت الهدنة وقتها وقف إطلاق النار المتبادل، علاوة على تخفيف الحصار العسكري والاقتصادي على غزة، وكذلك فتح كافة المعابر الحدودية.

ولكن سرعان ما انهارت هذه الهدنة في الشهر التالي، بعدما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن هجوما برياً موسعاً على القطاع الساحلي.

أما في عام 2012، عقب استمرار القصف الإسرائيلي العنيف لمدة 8 أيام على غزة، تدخل وسطاء مثل أمريكا ومصر خط المفاوضات، فتم الاتفاق على هدنة لوقف العنف لفترة طويلة، فضلاً عن منع تهريب السلاح إلى القطاع، ومذلك تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر.

إلا أن هذه الهدنة فشلت أيضاً بعد أن اتهمت إسرائيل مصر، التي كانت وسيطاً حينها، بالانحياز إلى حركة حماس.

بينما في عام 2014، وبعد أن استمرت الحرب لمدة 50 يوماً وأسفرت عن أكثر من 2000 شهيد في غزة، تم الاتفاق على هدنة بوقف إطلاق النار وفتح المعابر لنقل المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإعمار، لكنها تعثرت أيضاً بعد استمرار المعارك في قطاع غزة، وتبادل إسرائيل وحماس المسؤولية عن ذلك.

حصار ولا كهرباء أو ماء

images (13).jpeg
 

وعلى الرغم من مزايا تلك الهدن القليلة، لكنها لطالما أكدت أنها مجرد ضماد مؤقت.

أما الآن، فلا يبدو أن الأمور تختلف عن الماضي، لاسيما وأن إسرائيل كانت أكدت بعد عملية "طوفان الأقصى"، منذ 7 أكتوبر الماضي، أن هدفها هو إنهاء حماس عسكريا وسياسيا.

وإلى ذلك، منعت تل أبيب الواردات إلى غزة منذ بداية الحرب التي شنتها على القطاع المحاصر، وشددت حصارها حيث قطعت الكهرباء ونفد الوقود والماء والغذاء، إلا القليل من المساعدات التي تدخل من خلال معبر رفح المصري.

والجدير بالذكر أن الهدنة الإنسانية قد دخلت حيّز التنفيذ، صباح اليوم الجمعة، ومن المقرر أن يتبعها تبادل أسرى بين الطرفين وإدخال مساعدات، فتدخل بذلك التاريخ أيضاً كأول هدنة يتم الاتفاق عليها بعد أكثر من 47 يوماً من القتال العنيف وآلاف الضحايا، وسط آمال عالمية بأن تنجح وتتحول لوقف إطلاق نار دائم تنتهي به معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.

العربية