البوابة 24

البوابة 24

تحذير من مخطط إسرائيلي لدفع مليون فلسطيني نحو سيناء.. كيف سترد مصر؟

تهجير الفلسطينيين
تهجير الفلسطينيين

وجه مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، أمس السبت، تحذير صادم، من أن الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، قد يدفع مليون نازح إلى الحدود المصرية.

وكتب "لازاريني" في منشور عبر حساب الرسمي لـ "الأونروا على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، " من المتوقع أن يرغب سكان غزة في الفرار إلى الجنوب، وإلى ما وراء الحدود".

وبعدها بساعات قليلة وتحديداً أثناء لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، على هامش أعمال "الدورة الـ ٢٨ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية لتغير المناخ" في دبي تم مناقشة تطورات الوضع في غزة، إذ أعلنت الرئاسة المصرية أنه تم التوافق حول خطورة الموقف الراهن، علاوة على ضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، وكذلك حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين.

رد مصري حاسم

images (2).jpeg
 

إلا أن السؤال الشائع في هذه الفترة ما هو رد مصر إذا أقدمت إسرائيل على دفع الفلسطينيين نحو النزوح إلى سيناء؟، لاسيما بعدما أصبح قطاع غزة، منطقة تفتقد مقومات الحياة وغير صالحة للسكن أو الإقامة، لا يزال مطروحاً.

وفي هذا الإطار، علق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ومدير إدارة إسرائيل الأسبق بالوزارة، السفير "جمال بيومي"، بلهجة حاسمة، هذا لن يحدث، ولن تجرؤ تل أبيب على تنفيذ هذا السيناريو.

وشدد "بيومي"، على أن ما تسعى إليه اسرائيل سيظل حلماً، ولن يجد صدى على أرض الواقع ، فمصر لن تقبل بذلك، ولا الفلسطينيين لديهم النية بمغادرة أراضيهم."

وأشار "بيومي"، إلى أنه من خلال عمله بالخارجية المصرية، ومديرا لإدارة إسرائيل بالوزارة، يمكنه القول بأن تل أبيب لن تستطيع تهجير أي فلسطيني واحد من أرضه، لعدة أسباب، منها أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم.

 بالإضافة إلى أنه لا توجد دولة مجاورة أو أي دولة أخرى في العالم تقبل توطين الفلسطينيين وتصفية القضية. 

وأردف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أنه لا يوجد في إسرائيل حالياً قيادة سياسية تتمتع بأغلبية تسمح لها بتوقيع اتفاق من هذا النوع، على غرار اسحق رابين أو اسحق شامير.

وشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، لا يملك أغلبية تؤيد أي مقترحات قد يتبناها أو يقترحها في هذا الأمر.

بعيد المنال

images (3).jpeg
 

وعلى صعيد آخر، لفت "بيومي"، إلى وجود انقسام بين حركتي فتح وحماس، ما يجعل الوصول لاتفاق بشأن التهجير أمرا صعباً وبعيد المنال.

علاوة على ذلك، أكد"بيومي"، أن "حدود مصر مؤمنة ولو فعلت إسرائيل هذا الشيء، فهذا يعني أنها تغامر بأمنها، لأن الجيش المصري لن يقبل ذلك".

إلا أنه نوه بأن الخوف يتمثل في أن يذهب الفلسطينيون إلى دول أخرى مثل دول أمريكا اللاتينية.

حواجز طبيعية وصناعية

وفي السياق ذاته، يعتقد سمير راغب، الخبير العسكري، أن فكرة منع النزوح إلى سيناء ممكنة عن طريق إقامة حواجز طبيعية وصناعية على الحدود وتسهيل وصول المساعدات الغذائية والإغاثية لغزة لمساعدة الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم.

وشدد "راغب"، على إن مصر لن تسمح بنزوح الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال، وستضطر للتدخل إذا لزم الأمر للتصدي إلى ذلك بأي صورة ممكنة حفاظا على أمنها وأراضيها وسيادتها، منوهاً بأن الموقف المصري واضح ومحدد بمنع التهجير.

السيناريو الأسوأ

إلا أنه يرى في الوقت نفسه أن على مصر الاستعداد للسيناريو الأسوأ وأن تكون جاهزة له، مشيرا إلى أن المخطط معد بأن يتم قصف الفلسطينيين حتى ينزحوا إلى سيناء.

وأردف "راغب"، أن هناك 3 بدائل يمكنها وقف هذا المخطط ، على حد تعبيره، "الأول يكمن في إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح لوقف الصراع، أو استقبال الفلسطينيين في مصر لحين وقف الحرب وإعادتهم بعد ذلك".

وتابع "راغب"، "والثالث إغلاق الحدود مع قطاع غزة وإجبار إسرائيل على تحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين".

العربية