البوابة 24

البوابة 24

فيديو "طفل غزة يذرف دموعاً من دم" يهز مواقع التواصل.. ما قصته؟ (شاهد)

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

أكدت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الأسبوع الماضي، أن قطاع غزة أصبح "المكان الأخطر في العالم للأطفال"، مشددة على إن هناك "أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوماً فقط".

وتعتبر حالة الأطفال في غزة "كارثية"، ويتضح ذلك من خلال العديد من المنشورات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه المنشورات، تم تداول فيديو يزعم أنه يصور طفلاً في غزة يبكي دموعًا من الدم، ومع أن الفيديو يثير القلق والرعب، إلا أنه في الواقع يعود لرضيع جزائري يعاني من حالة صحية نادرة تسمى "هيمولاكريا" أو الدموع الدموية.

وبحسب ما جاء في الفيديو المتداول، ظهر الرضيع الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر وهو يبكي وتتدفق دموعًا كأنها من دم، وقد كتب ناشرو الفيديو عليه عبارة "أطفال غزة يبكون دمًا"، مما يوحي بأن الفيديو تم تصويره مؤخرًا.

"المكان الأخطر في العالم للأطفال"

ويشار إلى أن تداول هذا الفيديو جاء في ظل فقدان 1200 طفل في غزّة، بعضهم غالباً لا يزال تحت الركام التي خلّفها القصف، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وفي هذا الإطار، شددت "كاثرين راسل"، المديرة التنفيذية لليونيسف، أمام مجلس الأمن الدولي في 22 نوفمبر عقب زيارتها جنوب قطاع غزة، على إن "أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوماً فقط، أي 115 طفلاً يومياً خلال أسابيع وأسابيع".

وأردفت "بحسب هذه الأرقام، يشكّل الأطفال 40% من القتلى في غزة. إنه أمر غير مسبوق. بكلام آخر، إن قطاع غزة هو المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".

وحذرت "راسل"، من أن "أطفال غزّة يعيشون حالاً من الخطورة القصوى جراء ظروف الحياة الكارثية التي يتعرضون لها ، ويبلغ عدد جميع اطقال القطاع نحو مليون طفل، هم جميعًا يواجهون انعدام أمن غذائي يمكن أن يتحوّل قريباً أزمة كارثية مرتبطة بسوء التغذية".

حالة صحيّة تصيب العيون

8fc85f26-bf7d-4dbc-a2bd-0b41c52afbf3.jpg
 

ولكن أن المزاعم بأن الفيديو يصوّر طفلاً يبكي دماً في غزة لا صحّة له.

فمن خلال البحث عن الفيديو غبر شبكات الانترنت تم الكشف عن حقيقته، حيث يعود الى منشوراً على صفحة طبيب جزائري في الخامس من نوفمبر 2023، وعلّق الطبيب على الفيديو قائلا "حالة نادرة لدموع من دم بسبب عدوى بكتيرية".

لذا قام صحافيو وكالة "فرانس برس" في الجزائر بالتواصل مع الطبيب الذي أكد أنه عاين هذه الحالة، وأوضح الدكتور "وليد بيروك" أن هذه الحالة التي تعرف بـ "الهيمولاكريا" أو دموع الدمّ، أصابت رضيعاً حديث الولادة لم يتعدّ عمره العشرة أيام وقد صوّرها في عيادته.

واستطرد "بيروك" أن هذه الحالات نادرة جداً، وهي الحالة الثالثة التي يعاينها خلال السنوات العشر الماضية.

ما هي الهيمولاكريا؟

ووفقاً لما ذكرته الطبيبة اللبنانية "هلا رامي"، خبير في طب وجراحة العين، فإن "الهيمولاكريا" أو الدموع الدمويّة هي اضطراب نادر، حالاته المعروفة قليلة جداً، ويصيب البالغين والصغار كما يمكن ملاحظته في الفيديو الذي يصوّر كما يبدو إحدى هذه الحالات.

ولفتت "الخبيرة"، إلى أن هناك عدة اسباب لهذه الحالة، من بينها التهاب في العين أو القنوات الدمعية، ورم خبيث أو حميد في العين أو القنوات الدمعيّة، علاوة على الإصابة بضربة قويّة على الوجه، اضطراب نفسي عاطفي، وكذلك اضطرابات في الدم. مؤكدة أن الأسباب قد تكون غير معروفة في بعض الأحيان.

وأردفت "الطبيبة اللبنانية"، إن هذه الحالات قد تكون "خطيرة في حال كان سببها مرض سرطان أو اضطرابات دم مثلاً" إلا أنه "في أغلب الأحيان تختفي الدموع الدمويّة وحدها إذ لا يكون سببها خطيراً".

العربية