"مترو غزة".. حماس حولت شوارع القطاع إلى متاهة مميتة للجنود الإسرائيليين

الحرب في غزة
الحرب في غزة

مع استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، ارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة حوالي الضعف مقارنة بالخسائر التي تكبدها عام 2014 وهو ما يعكس مدى براعة "حماس" في أسلوب حرب العصابات وترسانتها الكبيرة من الأسلحة.

متاهة مميتة

images (24).jpeg
 

ووفقاً لما ذكره "خبراء عسكريون" إسرائيليون، و"قائد إسرائيلي"، ومصدر من "حماس"، طريقة استخدام الحركة لمخزونها من الأسلحة وكيفية الاستفادة من معرفتها بالتضاريس وشبكة الأنفاق الكبيرة لتحويل شوارع غزة إلى متاهة "مميتة".

ويشار إلى أن "حماس"، تستخدم أسلحة مثل الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل اليدوية، علاوة على أسلحة مضادة للدبابات بعبوات متفجرة مزدوجة تنفجر على مرحلتين في تتابع سريع.

ومنذ بدء الحرب البرية الإسرائيلية في شهر أكتوبر، لقي حوالي 110 من الجنود الإسرائيليين مصرعهم، عندما توغلت الدبابات وجنود المشاة في المدن ومخيمات اللاجئين، وفقاً لما ذكرته أرقام إسرائيلية رسمية، كان ربع هذا العدد تقريبا من أطقم الدبابات.

ويقارن هذا العدد بنحو 66 جنديا قتلوا في صراع عام 2014 عندما شنت إسرائيل توغلا بريا محدودا دام لـ 3 أسابيع، إلا أن الهدف وقتها لم يكن القضاء على "حماس".

وفي هذا الإطار، كشف "يعقوب عميدرور"، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي ويعمل الآن في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، "لا يمكن مقارنة نطاق هذه الحرب بعام 2014 عندما كانت عمليات قواتنا لا تتخطى في الغالب كيلومترا واحدا في غزة".

وأردف "عميدرور"، أن الجيش "لم يجد بعد حلا جيدا للأنفاق" وهي شبكة توغلت بشكل كبير في العقد الماضي.

"ثمن باهظ"

images (22).jpeg
 

ووفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز"، نقلاً عن "أوفير فولك"، مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية، قوله: "لقد كان تحديا منذ اليوم الأول"، مشيرًا إلى أن الهجوم كان له "ثمن باهظ" في صفوف القوات الإسرائيلية.

وتابع "مستشار نتنياهو"، قائلا "نعلم أنه سيتعين علينا على الأرجح دفع ثمن إضافي لإكمال المهمة".

من جانبه، كشف مصدر من حماس تحدث لـ"رويترز" من داخل غزة، إلا أنه رفض ذكر اسمه، بأن المقاتلين يقتربون قدر الإمكان لنصب كمائن مستفيدين من خبرتهم بالميدان والأرض التي يعرفونها كما لا يعرفها أحد غيرهم.

واستطرد "المصدر": "هناك فجوة بين ما نملكه من وسائل قوة وبين ترسانتهم، نحن لا نضحك على أنفسنا".

ولم تعلن "حماس" عن عدد الشهداء في صفوف مقاتليها، وقال "الجيش الإسرائيلي" إنه قتل سبعة آلاف مقاتل على الأقل، ورفضت الحركة في السابق الرقم الذي ذكرته تل أبيب قائلة إنه يضم مدنيين.

ولم يعلق متحدثون باسم "حماس" خارج غزة، على طلبات من "رويترز" للتعليق.

"مزايا الطرف المدافع"

وعلاوة على ذلك، صرح "قائد إسرائيلي" قاتل في عام 2014 بأن اتساع نطاق هذه العملية لافتاً إلى وجود المزيد من القوات على الأرض مما يمنح حماس "مزايا الطرف المدافع"، لذلك كان من المرجح وقوع خسائر أكبر في صفوف القوات.

وطلب القائد عدم الكشف عن هويته لأنه لا يزال ضمن قوات الاحتياط في هذه الحرب.

والجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن أعداد القوات المشاركة أو أي تفاصيل أخرى خاصة بالعمليات.

رويترز