البوابة 24

البوابة 24

كيف تحول علاقتك مع أبنائك من البؤس إلى البهجة؟

بقلم:أنسام طه

كنت أذرف الدموع في صمت، وأسأل نفسي بحيرة: هل ينظرون إليّ أم أنني مختفٍ عن أبصارهم؟ هل أنا مكلّل بقبعة السحر تجعلني غير مرئي؟ هل هذه القبعة واقعية أم خيالية وأنا أتخيلها! عائلتي الصغيرة التي تتألف من أمي وأبي وأخي، أنا أناديها عائلتي وألحق بكلمتي ياء الملكية، ولكن في الحقيقة لم أشعر بالانتماء إليها يومًا. كنت أسكن بينهم بجسدي فقط وليس بشعوري. منذ طفولتي وأنا أدرك السبب! لم يصغوا إلى صوتي يومًا، بل ربما هم علموني أن أصمت عن صوتي وأتبعهم في كل شيء. صدقت أن حبالي الصوتية معطوبة فلم أسمع لصوتي.
كبرت وعرفت أن لي صوتًا يناديني، وبدأت أصغي لصوتي وأنشد ما يهمس، كتبت ثمانية مفاتيحٍ لو حظيت بها في عائلتي لانفتحت أبواب السعادة والنجاح والازدهار في حياتي، لوجدت أبواب الشجاعة والقوة في دربي، لكنت أحلق في السماء بثقة نفسي وإيماني بذاتي، وأنا الآن أنثرها لك لتنير أبواب السعادة والسلام في عائلتك.
المفتاح الأول: الحب الواعي، أن تدرك طريقتك في حبك لأبنائك، أنا أعلم أنك تحبهم وتتمنى لهم خير الخلق. ولكن بريشتك إما أن ترسم لوحة زاهية بالحب الصادق والحر الذي لا يقيد بمعاييرك الخاصة وإما أن ترسم لوحة باهتة لا تبين ملامحها.
المفتاح الثاني: الانتماء، أن تجعل أبنائك يحسون أنهم في ملكهم الخاص داخل مملكتهم، أنهم ملوك في قصرهم. أصحاب قرار يُشاركون فيه برأيهم. يتحركون بحرية وينشرون بألوانهم أملاً في مستقبلهم المشرق.
المفتاح الثالث: بناء جِسور الثقة، ثق بقدراتهم وإمكانياتهم فثقتك بهم اليوم هي نورهم غدًا الذي يهتدون به نحو أحلامهم وطموحاتهم، ثقتك بمهاراتهم هي التي تزرع فيهم مهارات الحياة لمواجهة الصعوبات والتحديات.
 
المفتاح الرابع: معرفة الذات واحترامها، أنت النموذج الأول الذي يقتدي به أبناؤك في تقييم أنفسهم. تعلمهم كيف يكونون أصدقاء لأنفسهم ويحترمون قدراتهم. كلماتك وأفعالك تشكل في عقولهم صورة مشرقة عن ذواتهم. فهل تجعلهم شريكاً في حياتك؟ هل تمجدهم بفضائلهم؟
المفتاح الخامس: الوقت الخاص، اجعل من وقتك مع أبنائك فرصة ذهبية للتواصل والمرح. اللعب هو جسر بينك وبينهم ، تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم والتحكم فيها. فهو كالهواء النقي الذي ينعش الروح والجسد.
المفتاح السادس: التعاون، اجعل أبنائك أعضاء نشطين في أسرتك. علمهم كيفية تنفيذ المهمة بخطوات صغيرة. من ترتيب غرفهم وأسرتهم إلى الاستماع إلى رأيهم في القرارات المالية.
المفتاح السابع: تلبية احتياجاتهم، كن كالمربي الحكيم الذي يدرك ما يريده أبناؤه ويسعى لتحقيقها. قبل أن ترد على سلوكهم بأي شكل ، اسأل نفسك بعقلانية “ما هي الحاجة التي يسعى ابني لتحقيقها من خلال هذا السلوك؟”.
المفتاح الثامن: الحزم الرحيم، كن كالمعلم الصبور الذي لا يتراجع عن مبادئه ولكن بحنان ورأفة. الحزم لا يعني العنف أو الصراخ ، بل هو الالتزام بالقواعد والحدود التي وضعتها بشكل واضح مع التعاطف والتفهم لمشاعر أبنائك.
 
أتمنى لك أن تستخدم هذه المفاتيح لتفتح لعائلتك أبواب السعادة والنجاح. تذكر أن عائلتك هي كنز لا يقدر بثمن في حياتك ، فهي أثمن من الذهب الذي تسعى لجمعه وحفظه. فهي أمانة في عنقك أمام الله سبحانه وتعالى فلتحمد الله على نعمة العائلة وتسعى لرعايتها وتنميتها.
 
*مدربة معتمدة متخصصة بالتربية ومرشدة بالصحة النفسية

البوابة 24