أنا أو لا أحد

 بقلم سعدات عمر 
   كاتب سياسي فلسطيني*

إن التبدلات التي شهدتها دول التماس العربية مع المشكلة الفلسطينية أبرزت قوى وصلت إلى السلطة وكان مميزاً أنها جاءت على يد قوى عسكرية خبرت بتجربتها المحيوسة الضحلة نقاط ضعفها حيال المشكلة"القضية" الفلسطينية رافقها تقدم في النظرة إلى التناقض الرئيسي كتناقض بين الأمة العربية والإمبريالية العالمية وفرعها الصهيوني "دولة إسرائيل" ولكن هذا التقدم لم يلبث أن عانى من نقطة ضعف أساسه انتشرت لتشمل التجزئة العربية فسارت على خط أساسه تأجيل حل التناقض مع إسرائيل برفع شعار تحرير فلسطين الذي تبين فيما بعد أن هذا الشعار ما هو إلا شعار تحرير فلسطين حتى موت آخر فلسطيني وعلى هذا الأساس سار الزعماء العرب الذين برهنوا على أن حل التناقض الرئيسي مع القوة الأساسية يجب أن يشمل الفرع المحلي للإمبريالية "اسرائيل" في سياسة  حصر خطرها وجعله مُقتصراً ضد الشعب الفلسطيني وحده والشعوب العربية ترى بأم عينينها كيف تتحول معركتها إلى معركة ضد القضية الفلسطينية فقد نجحت في نقل سياستها الهجومية مع زعاماتها إلى المجال الفلسطيني الذي أبقته متسماً بالجمود والسلبية حتى سمحت لقوى فلسطينية تتبع أجندات اقليمية ذات مهمات مركزية لثورة مضادة للقرار الوطني الفلسطيني المستقل بالنمو في أحضانها كبديل للشرعية الفلسطينية "منظمة التحرير الفلسطينية" يحمل شعاراً حملته الزعامات العربية وهو تحرير فلسطين حتى موت آخر فلسطيني ورغم المجازر والمذابح المتواصلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة أضافت إلى الشعار القديم الجديد شعار ثورة الأنانية "أنا أو لا أحد".

البوابة 24