بقلم معاذ جابر
إن عطب الصورة النمطية الموروثة عن " الجيش الحديدي الاسرائيلي" ، والتي تم تكريسها فعلياً عبر أجيال من الكُتاب المخدوعين والمخادعين على سواء، كتبوا عن انتصارات هذا الجيش عبر التاريخ وهزائم اعداءه من جيوش الأنظمة العربية التي لم تحارِبهُ الا لكي تُهزَمْ وإلا لِكي تُكرِس تلك المَقولات النمطية عن ذلك الجيش، بتخطيط من الجاثمين على عروش تلك الأنظمة من النواطير.
فكَتَبَ من كتبْ بالقلم والحبْرِ على ورقْ ، وقرأ من قرأ، وصدّقَ من صدّقْ. إلا أنّ الفلسطيني ذو الجيناتْ المنيعةِ عن التضليل، إستطاعَ أن يكونَ ناقداً للتاريخ المكتوب وليس فقط كاتباً للحاضر!
إستطاع الفلسطيني ، "وحده" نقد المقولات التاريخية وتعديلها واستبدالها. فانتزعها من عقول الناس انتزاعاً ثم صاغها على أرض الواقع عملاً ميدانياً ثم أعاد كتابتها وزرعها في عقولهم.
هذا الكاتِب الفلسطيني الذي يكتُبُ بالقلمِ والحِبرِ على ورقِ الحقيقة. كاتِب من نوع مختلف، كاتِبٌ إذا امسكَ قلمهُ غيّرَ سطورَ الزورِ في التاريخْ، وكتبَ سطورَ الحق في الحاضر.!!
—————
وعلى غِرارِ القَلَمِ الفلسطيني، ظَهَرت أقلامٌ رأتْ فيهِ قُدوةً يُحتذى بها واستلهمَتْ مِنهُ المعاني والقِيَمْ. وَأدركتْ أن القلم كالانسانْ ، مِنهُ الشُجاعُ الذي ينقدُ التاريخ ويكتبُ الحاضرَ بدمه فلا يكتبُ إلا حقاً ، ومنهُ الجبانُ المُتَكَسِّب بلا قِيَمٍ ولا أخلاق فلا يكتُبُ إلا زوراً .
هُنا اختارَ الأفارِقةُ في جنوبِها أن يكونوا شُجعاناً وأنْ يلحقوا بركبِ الكُتابِ الأحرار الصادقين، على دربِ نيلسون مانديلا وياسِر عرفاتْ. ووضعوا العالمَ أجمع في أرقى محافلهِ القانونية والعدلية أمام اختبار الحق والزور.
وهذا الأخير، هو ما هز كيان الاحتلال، فهو لا يقومُ ولا يحيى إلا على الزور.