البوابة 24

البوابة 24

عَرَبان

بقلم عمر حمش

في مضرب الخيامِ على الحدود، لم أدرِ من سطا على الآخر، فاستهبله، عقلي، أم قلبي، فخرجتُ هائما كبقايا فارسٍ للتو عاد، وعبر أضواء الثكنات المتباعدة، صارت تأتي موجةُ الغبار، وهي تجاور حدّ الأسلاك، وتوجس قلبي، وهممتُ لأرى، ولم أدرِ، هل استداروا، وجاءونا غدرا من هناك، أم خببُ مددٍ؛ جاء يسعفُ جموع النازحين بلقمةٍ، أو بشربة ماء. وكانت الدهشة في البعيد تتنقّل على وجوه حراس الثكنات المجاورين تباعا وتنطفيء. وفي لحظةٍ فهمتُ أني الصانعُ، ومزيّن الحدث، لكن ذلك طاب، فأوغلتُ؛ وقد وصلتني كوكبةُ فرسانٍ، صنعتها، ونهروا خيلهم، وتوقف الصهيل، وتقدّم من حسبته الأمير، وقد صاح: من أي عربٍ أنتم؟ فصحتُ: منذ وقتٍ قصيرٍ صرنا من عرب أسميناهم رفحان. وأنتم يا صاحب البهاء؟ فأجابني الأميرُ قبل أن يختفي: نحن عرب عجزتان. وعدتُ في الظلمةِ، أتحسّس باب خيمتي.

البوابة 24