الاعلام الفتحاوي من صوت الثورة إلى صوت الدولة؟

بقلم : حمزة خضر
الاعلام الفتحاوي من صوت الثورة إلى صوت الدولة ؟
من أ.ع الى أبو المعتصم :
 
"أسمعنا صوتك و أثبت وجودك ... الله معك" .
 
كان ذلك واحداً من النداءات التي تليت عبر أثير صوت العاصفة - صوت فلسطين - الثورة الفلسطينية الذي تحدث بالكلمة الامينة المعبرة عن الطلقة الشجاعة من أجل تحرير كامل الوطن المحتل ..... الخ .
 
لم يكن صوت الثورة الفلسطينية الذي تناوبت عدد من الاذاعات العربية على منحه حصصاً يوميه ضمن موجات بثها اليومية فصدح من القاهرة هنا ... فلسطين و من دمشق هنا... فلسطين و من الجزائر و عدن هنا... فلسطين ، هو البادرة الاعلامية الاولى للحركة فسبق ذلك ميلاد مجلة فلسطيننا - نداء الحياة و التي أطلقها الشهيد القائد خليل الوزير و أشرف على تحريرها توفيق حوري عام ١٩٥٩ في بيروت الى جانب بيان الحركة و هيكل البناء الثوري للتبشير بمباديء و أهداف الحركة و لإستقطاب الجماهير الفلسطينية و العربية و دعوتها للانخراط في صفوف حركة فتح التي تدعو الى ضرورة تشكيل تنظيم فلسطيني مستقل خارج الوصايا العربية و الانخراط في الحرب الثورية طويلة الامد أسلوباً و في الكفاح المسلح وسيلة ً حتى تحرير فلسطين.
 
صوت العاصفة.. من صوت الثورة الى صوت الدولة .
 
في أطار التحول من مسار الثورة الى مسار الدولة تحولت كافة مؤسسات حركة فتح من مؤسسات تنظيمية الى مؤسسات الدولة الفلسطينية ففقدت الحركة في إطار هذا التحول كافة مؤسساتها كمؤسسات تنظيمية و اصبحت هذه المؤسسات ذات صفة رسمية يغلب عليها الطابع السلطوي و الملتزمة بالقرارات و التشريعات الصادرة عن مؤسسات السلطة و المقيدة بالاتفاقيات السياسية .
 
ترك هذا التحول فراغاً في العمل المؤسساتي داخل الحركة و شكل حالة من الغياب في المشهد الاعلامي تحديداً حيث صار صوت الثورة الفلسطينية تلفزيون فلسطين و تطور
لهيئة الاذاعة و التلفزيون الفلسطينية و لم يعد صوت الثورة هو صوت العاصفة و حركة فتح و انما اصبح صوتاً لكل الفلسطينين على إختلاف مشاربهم و توجهاتهم الحزبية .
 
حركة فتح و الاعلام المضاد .
 
فقدت حركة فتح ظهورها الاعلامي و الذي نتج عنه اتاحة الفرصة للاعلام المضاد ليشغل المشهد الاعلامي في الساحة الفلسطينية و الذي يعتمد على سياسة الردح و كيل الاتهامات و التخوين دون تقديم رسالة وطنية او يعبر عن الهوية الفلسطينية بل على الدوام استغل الفراغ في تشوية صورة الحركة و تأجيج الشارع الفلسطيني عليها .
 
سياسة الردح الاعلامية .
 
قاتلت حركة و خاضت غمار المعارك على مختلف ايقاعاتها و أدواتها فأحاكت ثوب الفدائي و حلقت في سماء العالم بالحقيبة الدبلوماسية و صنعت الكتاب و الشعراء و أولت المثقف الفلسطيني مكانة خاصة حيث خط الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش رفقة اخرين نصوص
وثيقة الاستقلال الفلسطيني عام ١٩٨٨ .
 
في كافة معاركها تسلحت الحركة برسالة شعبنا الفلسطيني و أحلامه و تطلعاتها و أهدافه في التحرر و الاستقلال و في كل تلك المعارك أثبتت الوجود الفلسطيني و ربحت صوت الشعب و ثقته و لكن في ميدان الردح الاعلامي خسرت الحركة هذا النوع من المعارك حيث يدرك خصومها السياسيون أنها لا تجيد السباحة في الوحل و لا تجيد المناكفة و الجدل البيزنطي لانها ذات أرادة وطنية و اذا ما تحدثت فستنطق بلغة الشعب و أحلامه و تطلعاته و لهذا يضللون على صوتها
و صورتها بمعارك الجدل و المناكفة و استدراجها لحالة من الردح الاعلامي يعني ذلك أن تضعها بالمستوى الذي لا يليق بها
 
حركة فتح و الاعلام .
 
فقدت حركة فتح في غياب الخطاب الاعلامي التنظيمي قدرتها على توجيه الرأي العام و التأثير عليه مما اعطى هذا الغياب الفرصة للخصوم للاستحواذ على رأي الشارع و العمل على توجيهه وفقاً لما يخدم مصالحهم الحزبية و تحالفاتهم الاقليمية . و لهذا أصبح من الواجب العمل على مليء الفراغ و استحداث الاطار اللازم و إيجاد الادوات التي من شأنها إيصال رسالة الحركة و أعادة تقديم خطابها للجماهير .
 
المجلس الثوري ... برلمان الحركة .
 
المجلس الثوري لحركة فتح هو برلمان الحركة و بيت تشريعاتها و أن أي معالجة تنظيمية لتصحيح مسار الحركة يجب أن تمر عبر أروقة الحركة الداخلية و يقرها مصنع تشريعاتها الذي بدوره يوصي لجنتها المركزية بضرورة العمل على تطبيقها وفقاً للاعراف و الاصول التنظيمة .
 
أن ثوري فتح هو الجهه المخوله في استحداث و تشريع اي إطار عامل داخل الحركة و عليه وحده تقع المسؤولية في تغطية العجز القائم في الجانب الاعلامي لها حيث يناط به رسم السياسات و التوجيهات الحركية التي من شأنها إستنهاض كافة طاقات و مكونات الحركة و لابد للثوري أن يأخذ دوره في هذا الجانب لا سيما و أننا مقبلون في الغد القريب او البعيد المنتظر لإستحقاقات وطنية سيتعين على الحركة أن تخوض غمارها .
 
فلا يمكن تحقيق نتائج مختلفة الا اذا أوجدنا على أرض الواقع سياسات و ادوات مختلفة تكفل للحركة الارتقاء بواقعها من أجل ترتقي بنتائجها.
البوابة 24