حركة حماس و تياراتها الثلاث

بقلم : حمزة خضر
حركة حماس و تياراتها الثلاث .
حماس ... ياسيني أم مشعلي أم حمداني ؟
 
منذ انطلاقة حركة حماس في نهاية العام ١٩٨٨ و ما سبقها من مرحلة التكوين الاولى بإطلاق دعوتها من المجمع الاسلامي الذي تم تأسيسه في العام ١٩٧٨ و حصل على ترخيصه من المؤسسة الامنية الصهيونية ( الشاباك ) عام ١٩٧٩ برز التيار الاول في الحركة و الذي حظي بولاء غالبية عناصرها و الذي عرف فيما بعد بالتيار الياسيني و الذي انتهج خطاً دعوياً سياسياً معلناً رفضه للاتفاقيات السياسية و مقدماً الحركة كبديل سياسي عن منظمة التحرير الفلسطينية.
 
حمل هذا التيار توجهاً دينياً عقائدياً بحتاً دون تقديم أي
رؤية سياسية شاملة للصراع مع المحتل و اتسم بالتعبير عن الارادة الدعوية للحركة التي قدمت ذاتها بشعارات دينية فكان شعارها حينذاك ( الاسلام هو الحل ).
نادى التيار بأسلمت فلسطين و تحريرها من البحر الى النهر
و قيام دولة فلسطين الاسلامية و يرى في الصراع مع المحتل على أنه حرب دينية .
 
أما على صعيد تيار الخارج حيث عكفت على ايجاد قيادة له أفرع جماعة الاخوان المسلمون في الدول العربية فبرز تيار مغاير للتيار الياسيني في التوجه و القناعات عرف فيما بعد بالتيار المشعلي و الذي تزعمه خالد مشعل و الذي طرح في التسعينات مقاربة سياسية لما تطرحه منظمة التحرير الفلسطينية بشبه دولة فلسطينية في حدود الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ مقابل هدنه طويلة الامد و دون ترسيم للحدود و هذا ما تم رفضه داخل اروقة حركة حماس التي سيطر عليها التيار الياسين لاكثر من عقدين من الزمان .
 
نجح التيار المشعلي عام ٢٠١٧ من طرح وثيقة مبادئ سياسية تعلن قبول حماس بدولة في حدود العام ١٩٦٧ و سرعان من انقلبت عليه اذرع التيار الياسيني لتقصية من المشهد في الانتخابات الداخلية التي اجرتها بعد عام من طرحه للوثيقة .
 
حماس و احداث السابع من اكتوبر ... انقسامات على الذات .
 
انقسمت حركة حماس على ذاتها بعد احداث السابع من اكتوبر و هذا ما يظهر واضحاً و جلياً في التناقض في المواقف و التصريحات و عدم قدرة الحركة على حسم
موقف موحد يعبر عن موقف جامع لأقطاب التيارين الرئيسيين في الحركة الياسيني و المشعلي فيما يبدو ان
احداث السابع من اكتوبر قد افرزت تياراً جديداً يمكن لنا تسمية بالتيار الحمداني و الذي يتزعمه أسامة حمدان .
 
ياسيني و مشعلي و حمداني - تركيبة مصالح ام مبادئ .
 
التيار الياسيني:
 
و الذي يقوده ابو ابراهيم السنوار و يستمد قوته من الجناح العسكري لحركة حماس و سيطرة الحركة على قطاع غزة .
 
التيار المشعلي :
 
والذي يقوده خالد مشعل و يستمد قوته من ارتباطات الحركة بجماعة الاخوان المسلمون و عمق علاقات الرجل بالأحزاب و القوى و الجماعات الإسلاموية في العالم العربي .
 
التيار الحمداني :
 
و الذي يستمد قوته من مصالح الحركة في الخارج و ارتباطاتها في الدول الداعمة و الحاضنة لها حيث يقيم في اللبنان و ينخرط في هذا التيار معه كل من خليل الحية المتنقل ما بين تركيا و اللبنان و غازي حمد المقيم في تركيا .
 
و من الواضح من تصريحات الشخصيات الثلاث ان حركة حماس لا تملك حتى الان رؤية واضحة او هدف واحد تجمع عليه تياراتها الثلاث . فهل هي بوادر انشقاق أم تضارب مصالح و اهداف ؟
البوابة 24