خلافات نتنياهو مع الإدارات الأمريكية الديمقراطية

بقلم:نعمان توفيق العابد

تجدد الخلاف بين رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبين الادارة الأميركية الديمقراطية، حيث ظهرت بقوه هذه الاختلافات في عهد ادارة اوباما ونائبه بايدن، خاصه برفض ومعارضة نتنياهو بشده في ذلك الوقت الاتفاق النووي مع ايران، واصرار تلك الاداره لتوقيعه وهذا ما حصل قبل ان تنسحب من هذا الاتفاق ادارة ترامب الجمهوريه، وقد وصلت الخلافات في ذلك الوقت  إلى الحد ان يقوم نتنياهو بزيارة واشنطن لإلقاء كلمة امام منظمة الايباك دون التنسيق مع ادارة اوباما ومن ثم دون استقباله في البيت الابيض، وللعلم كانت الدولة المستفيدة من ذلك الخلاف هي ايران…..

ووصف احد المسؤولين الامريكيين في ذلك الوقت العلاقه مع نتنياهو بالقول " ثمة ازمة حقيقية مع نتنياهو اعمق مما هو معلن، هذا الرجل يلعب كل اوراقه، ولا يقدر العواقب، وهو ذاهب الى النهاية ويظهر التشدد في وجه المتطرفين ليتقدم عليهم….."

مجدداً ظهرت الخلافات بين نتنياهو وادارة بايدن الديمقراطية، خاصه بعد تشكيل نتنياهو أكثّر حكومة عنصرية ومتشددة بتاريخ دولة الاحتلال وما اعقبها من طرح التغييرات القضائية ومجددا حول ما يتعلق بمواقفه من ادارة العدوان على شعبنا في قطاع غزه، لدرجة قيام زعيم الاغلبيه الديموقراطية في الكونغرس الاميركي " تشاك شومر"، بمهاجمة نتنياهو واصفا اياه بالعقبة امام السلام وداعيا لاجراء انتخابات مبكرة في دولة الاحتلال، في سابقه علنيه لمدى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن الداخلي لدولة الاحتلال ….

الفرق بين الخلاف السابق والحالي، ان موقف بنيامين نتنياهو كان سابقاً يمثل برجل الدولة القوي " الملك"، ونوعا ما كنت ادارة اوباما لا تريد اي منغص لعقد الاتفاق النووي وهذا ما كان يستغله نتنياهو، الان نتنياهو يبدو ضعيف جداً، داخليا وخارجيا، والقوه الوحيدة التي يمتلكها الان دخول الادارة الأمريكية مرحلة الانتخابات الرئاسية وإدراكها لاهمية اللوبي اليهودي ومدى تأثيره على الانتخابات، على الرغم ان اليهود الامريكان كانوا في معظمهم من الناخبين الديموقراطيين……….

الحقيقة ان الخلافات بين ادارة الديمقراطيين ونتنياهو، يتعلق في المصالح الامريكية في الشرق الأوسط وكيفية ادارتها للصراع، وهذا ما يتعارض مع فكر نتنياهو المتطرف والذي يحاول الخروج من عباءة الإدارات الديموقراطية ليحقق حلم المتدينين اليهود والذين يلتقون فكريا مع الصهيونيه المسيحية المؤيدة والمحيطة بالمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، وبالتالي ترى الادارات الديمقراطية ان نتنياهو اصبح خطر على المصالح الأميركية وكذلك خطر على وجود دولة الاحتلال إذا استمر في الحكم مع مجموعة المتطرفين في الحكومة، وبالتالي بات لدى الادارة الاميركية الديموقراطية رغبه شديدة في الإطاحة به قبل استحقاق الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبالتأكيد الدولة المستفيدة مرة اخرى من هذا الخلاف هو ايران، مع محاولات خجولة للطرف العربي ايضا مرة اخرى للاستفادة واستغلال هذا الخلاف…….

المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية والقانونية 

جنين

البوابة 24