البوابة 24

البوابة 24

بعد قرار وقف إطلاق النار في غزة

بقلم سعدات عمر*
لن يموت الوجدان العربي مهما واصل حُكَّام أنظمة التطبيع حصارهم المميت لشعبنا العربي الفلسطيني ورغم صفقات الذل والعار مع إسرائيل وما تقترفه بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة من مجازر ومذابح وانتهاكات غير إنسانية. ستبقى قضيتنا حَيَّةً ما دام يقابلها صمود أسطوري لشعبنا الفلسطيني في أرضه ووطنه ولا بد أن يستتبع هذا الصمود والإصرار بالضرورة وليس بالمصادفة تأمين!!! حالة انفتاح للوحدة الوطنية الفلسطينية بعد لحظات من سريان وقف إطلاق النار في غزة ومهما تكن النتائج كي تتمكن الشرعية الفلسطينية من ممارسة حقها الطبيعي وحقها المشروع في التعبئة العامة بحالة من التوافق النظري والتطبيقي ومن هنا تصبح قضيتنا الفلسطينية ليست عملية تبرئة ذمة. بل ممارسة يومية تدخل في صميم الوجدان الحياتي بعد هذا الدمار النفسي، وفي صميم الوجدان الوطني بعد دمار قطاع غزة، وفي صميم الوجدان القومي بعد أن طالبت المجموعة العربية مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة رغم تأخره كثيراً، ولكن ليأتٍ متأخراً أفضل مما أن لا يأتٍ، وهي كفيلة بأن تقف في وجه المحاولات المستمرة والمتكررة التي تقوم بها أجهزة الحرب النفسية الخاصعة للمخططات الأمريكية-الاسرائيلية رغم موافقة أمريكا على قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة من حيث أن هذا المحور الشيطاني يُؤَمٍّن استمراره ونمو نفوذه لا من حيث قواه المادية والعسكرية فحسب. بل من خلال انسياب معالم التكامل الانفصالي على وحدة شعبنا الفلسطيني الوطنية فإذا تمكن هذا المحور الذي يضم إلى جانب أمريكا وإسرائيل كل من مصر والأردن ودول الخليج العربي من أن يُصوٍّب هذه الحرب النفسية من جديد لتكريس الإنقسام الفلسطيني "مع بناء الميناء على شاطئ غزة وهو في الحقيقة قاعدة عسكرية أمريكية" عن انتماءاته الوطنية والقومية الفلسطينية وحتى إذا عجز في هذه الحالة عن سلخ قطاع غزة بسبب التأييد الشعبي الهائل للشرعية الفلسطينية. لكنه أي هذا المحور المذكور سيتمكن على الأقل من جعل العلاقات والانتماءات متوترة ومتنافرة مع الشرعية فإنه يكون قد تمكن من ذلك من خلال تنمية الظاهرة الانشقاقية الانسلاخية بإعادة بقايا حركة حماس إلى حكم غزة من جديد لتقليص كل الانتماءات الوطنية عند شعبنا الفلسطيني الجائع المُشتت في قطاع غزة.
*كاتب سياسي فلسطيني

البوابة 24