البوابة 24

البوابة 24

انتصارنا بالوحدة والوحدة فقط

 بقلم سعدات عمر*
هذا حالنا اليوم التناحر. التباغض الإنقسام. التشرذم. الاستقطاب، والاستقواء بالغير. هل هذه جينات من المنظور السوسيوتاريخي والبيولوجي. فلسطيني أم عربي. أم أن ما نرى من أحوالنا في غزة في اللحظة الراهنة هو ليس بظاهرة، وإنما هو أمر مُتجرٍّد، ويُضعف بالتالي لدينا الإحساس لفهم النكوص المُذهل الذي بات يَسٍمُنا بصورة لا تخفى على كل ذي عينين. أم نحن شعب فلسطين عبارة عن صحارى مُقفرة كما أمتنا العربية تتوالى علينا النكسات، والنكبات من خلال الأنظمة العربية بالضياع المقصود. فليس بالضرورة أن محاولات الوحدة الوطنية فشلت فقط لوجود مؤامرات عربية، وأجنبية بأجندات فلسطينية وهو أمر لا نُقلل منه، ولا نستهين به، إلا أن عقلية الإنقسام فالكل الفلسطيني يتحمل جزءاً كبيراً في فشل كل محاولات توحيد الصف الفلسطيني من منظمات وفصائل تراهم وقلوبهم شتَّى. فيا أيها الفلسطيني الصامد. ماذا تفعل لو خرجت من هذا الدور؟ هذه الصورة صارت تُطعمك وتسقيك في غزة الموت والمذلة ويلقون على جراحك التبرعات، ويا ليتها تصل فمن أين تأكل لو إلتأمت؟ قاومت الضغوطات والتهديدات والموت معتصماً بالله وبشعبنا الواحد وبالشرعية، وأن القتلة كل القتلة على طريق الكاوبوي سيُهزمون فهل مُتفق هذا الدم من أجل وعد بلفوري، وسايكس بيكيًّ جديدين، وضريبة جديدة؟. أيها العربي البطل مجد العروبة مصلوب. مصلوب على مفاتيح القدس تَصَوَّر لو تَرَجَّلَ خلفاء بنو أمية، وخلفاء بنو العباس وشاهدوا ما يحدث في فلسطين من مذابح وإبادة وتدمير واغتصاب، ومن الردة العربية وحكامها، ومن المساومة سيتمرد عليهم الإسراء والمعراج والفقراء وعمر بن عبد العزيز ومئات الآلاف من الضحايا وملايين المهجرين والسبايا!!! وسيرغموهم على العودة إلى جراحهم حُفاةً أو بحذاء لكي تستمر الحياة بالوحدة الوطنية الفلسطينية وليستمتع شعبنا بهدير التأييد ولنحلم بسلامة الضاد للوقوف مع فلسطين وشعبها وقضيتها.
*كاتب سياسي فلسطيني

البوابة 24