الحرب والشعب وأهمية الحفاظ على السلم الأهلي

بقلم: إبراهيم الخطيب

أيامٌ ثقال، تمر بها قضيتنا ويعيشها شعبنا الصامد، هذا الصمود المؤَكِّد على أن المحال ليس فلسطينياً، 
نقف اليوم لنواجه حرباً عنصرية موجَّهة من قبل كل قوى التطرف والإجرام التي تجتمع تحت مسمى الصهيونية،
 تقوم على عقيدة التطهير العرقي والدمار، بحق كل ما هو فلسطيني، وكما يجب أن نعلم فإن لهذه الحرب أوجهٌ وأشكال تشتمل الآتي:
_الحرب العسكرية، القوة العتادية والقتالية المفتقرة للعقيدة والمبدأ(فلا هم أصحاب حقٍّ ليقاتلوا من أجله، ولا مُلّاك أرضٍ حقيقيين ليفدوها بدمائهم) هذه القوة التي تقتل وتدمر اليوم في غزة وتنكل بآلاف الفلسطينيين في الضفة والقدس وغزة والداخل بالاعتقال ونصب الحواجز والقتل بدم بارد وغيرها من أوجه الإجرام العسكري التي قامت عليها دولة الصهيونية النازية، وتنغمت من خلالها على أهات الفلسطينيين وآلامهم ومعاناتهم.

_الحرب على العقائد الدينية المخالفة للتحريفات العقائدية لرواد هذه المجازر والحروب، فهم لا يميزون بين مسلم او مسيحي او يهودي....، يكفي كوننا فلسطينيين لأن نكون المرمى لضرباتهم وإجرامهم.

_الحرب السياسية الرامية إلى إنهاء المستوى الرسمي الفلسطيني وإيجاد قيادة بديلة كروابط القرى وغيرها من الإجراءات التي تريد أن تتبعها إسرائيل لكي لا يكون للفلسطينيين أي مكانة عالمية،
والتي تضم الحرب الإعلامية والحرب على الإقتصاد والمؤسسات الرسمية والمحاصرة المالية للحكومة الفلسطينية، وهو الحاصل اليوم في الضفة الغربية التي تعاني من الأزمات والنواقص في شتى الملفات، التعليمي منها والصحي وغيرها من القطاعات التي تُعنى بخدمة شعبنا وتثبيت صموده، وبناء مستقبل أبنائه
 في محاولة لتمكين الحصار وجر الضفة على العجلة الإسرائيلية لتكون بالحالة التي آل إليها قطاعنا الحبيب
كما وتشمل ضرب السلم الأهلي و تغذية مظاهر الفلتان والفوضى ودعم المؤيدين لحل السلطة الوطنية الفلسطينية وإنهائها، في محاولة لتعميق الأزمة على الساحة الفلسطينية وتفكيك التراص المجتمعي وحل النسيج الوطني، من أجل تمرير الأهداف الإسرائيلية المعنية بتدمير الرابطة الوحدوية لشعبنا تماشياً مع قاعدة فرق تسد، والحول دون البناء المجتمعي السليم للفلسطينيين، وإنهاء قضيتهم وحلمهم في الحرية وبناء دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.

وهنا نأكد على أهمية العمل الشبابي لإيجاد بيئة متزنة وشبكة واعية ترسو بنا إلا تحقيق الأمن الداخلي المجتمعي المستدام والذي هو أساس من أساسيات بناء الأوطان وتطورها، وذلك من خلال خلق المبادرات الهادفة ورسم الخطط الواعدة بالحفاظ على التناغم المجتمعي وتجنيب الفتن عن شعبنا وأرضنا،
فمن المهم أن نطرح من خلال هذا المقال بعض النقاط التي من الممكن التطوير والإضافة عليها لتكون بمثابة برامج عمل تنمي السلم الأهلي وتحول دون تآكله.

1_ عقد الندوات والورشات التوعوية بإشراف رسمي وحضور جمهوري تفاعلي مشارك في تقييم المشكلات وحصرها واقتراح الحلول.
(مساهمات تفاعلية)

2_إنشاء روابط شبابية على مستوى المدن والقرى والبلدات تشتمل على شبان من كافة العائلات مما يزيد من العلاقة التراحمية بين عائلات كل منطقة جغرافية على حدا، وتكوين شبكة اتصال بين هذه الروابط مما يزيد من متانة العلاقات بين المنطقة والمنطقة، تقوم هذه الروابط على نشر الوعي والفكر الهادف وتنفيذ الفعاليات التي من شأنها ترجمة الأهداف التي أنشأت لأجلها.  
(روابط اجتماعية وعلاقات متينة)

3_يقود استمرار هذه النشاطات والروابط الى تهيئة البيئة والحاضنة المناسبة لعمل المؤسسة الأمنية بقوة أكثر مما هي عليه وبالتالي الحد من مظاهر الفلتان والفوضى العارمة.
(دعم الدور المؤسساتي الرسمي وتنبيه الناس بخطورة التوصيف الخاطئ لوظيفة المؤسسة الأمنية، بالسير خلف مثيري الإشاعة والفتنة أصحاب الأجندة اللاوطنية)

4_إنشاء اللجان الثقافية والإعلامية في كل منطقة بهدف الحد من تداعيات الحرب الإعلامية كالرسائل السطحية المغلوطة التي تموه الحقيقة وتضيعها وتسلب عقول المواطنين باستغلال قلوبهم وعواطفهم.
(مجابهة الوحدات الإلكترونية الإسرائيلية ذات الأهداف الرامية إلى تفتيت الأمن الداخلي الفلسطيني بضرب السلم الأهلي وإضعاف العاملين على الحفاظ عليه بالأفكار السوداء التي تنتجها عقولهم العليلة وينشروها بين الناس بأساليبهم اللا أخلاقية)

وأخيراً نتضرع إلى الله بالدعاء لشهداء العزة والكرامة، أن يخلدهم الله في جنانه، وأن يفك كرب أسرانا الأحرار رغم قيدهم، وأن يشفي كل جراحنا.
 نصرنا يوم نلقى حريتنا
وإنها لثورةٌ حتى النصر.

البوابة 24