بقلم: ميسون كحيل
في عام 2007 نشرت مقالا لكاتب فلسطيني عنوانه التغريبة الفلسطينية وقد تحدث فيه عن متابعته لمسلسل عربي يحمل هذا الإسم والذي جسد ملحمة تاريخية ونضال شعب و مراحل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من طرد و تشريد واضطهاد فترة ما قبل النكبة 48 مرورا بالنكسة 67 وبما حملته هذه الفترة من أحداث قد لا يصدقها البعض بسبب بشاعتها.
وعرج الكاتب الى ذكر الحالة الفلسطينية في تاريخ كتابة المقال في سرد يحمل فيه الألم عندما ذكر انه يتابع المسلسل يوميا مع الشعور بالقهر والظلم على ما مضى و ما قد سبحدث ما بين تنفيذية منظمة التحرير والتنفيذية التي سقطت سهوا ببراشوت الديمقراطية الفلسطينية في إشارة إلى حالة الإنقسام الفلسطيني الذي ظهرت معالمه واكتمل في 14/6/2007.
وأشار الكاتب الى المشاعر التي صاحبت مشاهدة أحداث المسلسل مؤكدا ان هناك من فقد أي مشاعر تخص تاريخ قضية فلسطين وشعبها و حب الأرض الذي تحول إلى حب الذات! معبرا عن سخطه لما تعرض له الشعب الفلسطيني في حقبة من الزمن و ما تلاها، و ما حدث لعائلة أبو صالح الرجل الذي قاد ثورة ضد الإنجليز ثم ضد الصهاينة ثم تحول الى عامل في حقل بعد ان ادرك بأن ثورته القديمة قد انتهت.
ولم يبخل في شرح أحداث المسلسل الذي عبر فيه سواء المؤلف أو المخرج عن الحالة الإستثنائية من الظلم والاضطهاد والنزوح والتشرد وعمليات القتل والتعذيب التي طالت الشعب الفلسطيني على مدى ثلاثون عاما وهي الفترة التي تناولها المسلسل وخاصة قصة العائلة الفلسطينية الفقيرة التي كافحت من أجل البقاء في ظل الإنتداب البريطاني ثم فترة الثورة الفلسطينية الكبرى الى النكبة مرورا بالعديد من الاحداث حتى نكسة 67.
هنا اقف منوهة الى ان المسلسل لم يتعرض الى كثير من الأحداث التي مرت على الفلسطينيين منذ عام 70 مرورا بأحداث لبنان و ما تبعها من حروب وإستهداف لم يكن فيه الصهاينة إلا مشرفين و مراقبين!! ورغم كل ما حدث وما تعرض له الفلسطينيون فإنه لا يرتقي الى مستوى الإجرام والإستهداف الذي يتعرض له قطاع غزة وأهل القطاع بشكل خاص لأنه فاق كل تصور وإبادة ممنهجة تستهدف كل شيء حي في القطاع من بشر وحجر وأرض ومؤسسات و جهات يمكن ان تقدم الخدمات لأهل القطاع بكل اشكالها. فهل كان مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي انتج عام 2004 و بعد عشرون عاما سرد على ما كان أم على ما يعيشه القطاع؟
كاتم الصوت: شعب لا يستحق الحياة إذا استمر رهينة بيد الأحزاب والفصائل و ترك المتنفذون إلى إعادة سيطرتهم على القطاع، والصمت على أمثالهم في الضفة.
كلام في سرك: التمنيات التي تأمل حربا على لبنان و إتساع المواجهة بعيدة المنال. الآن تجري مباحثات و مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تهدف إلى ضبط سلوك حزب الله و قد وصلت إلى مستوى متقدم.
رسالة: الشعب الفلسطيني بحاجة إلى ثورة على الذات وفي الابتعاد عن الجمعيات الربحية!! و تحمل مسؤولية تغيير شكل النضال الوطني الفلسطيني والتحرر الداخلي من التآطر ما خرب بيتنا إلا مشاريعهم! أحتفظ بالأسماء.