تجنيد الآلاف
إعلان أبو عبيدة الناطق العسكري بإسم كتائب القسام ان الكتائب تمكنت من تجنيد آلاف المجاهدين خلال الحرب يحمل دلالات تشير الى ان كتائب القسام خسرت عددا كبيرا من المقاتلين. و الإشارة إلى انها قادرة على تجنيد الآلاف فيه نوع من الضعف وليس القوة. و الرسالة رغم انها موجهة للاحتلال لبيان ان الكتائب لا تزال قادرة على المواجهة مهما خسرت من مقاتليها. الا انها لم تكن موفقة لأن ذلك يطبق على الأرض وليس من خلال خطاب.
وفي ذات السياق فإن الكشف عن ان المقاومة عززت مقدراتها الدفاعية لمواجهة جيش الإحتلال في كل مكان يتواجد فيه فقد كان يفضل ان يكون هذا إستنتاج للعدو يشعر به و يلمسه من خلال المواجهات والإستهدافات وليس بطريقة منح المعلومات للعدو مع رغبة وقف اطلاق النار.
مخاطبة أهالي الأسرى الإسرائيليين
لقد تكررت هذه المخاطبة على لسان الناطق العسكري لكتائب القسام ، و في أكثر من خطاب.لكنها افتقدت إلى الصياغة المطلوبة والناجحة من التلميح لعدم تحمل المسؤولية بعيدا عن المخاطبة وكأنها إستجداء لهؤلاء الأهالي من اجل الضغط على نتنياهو لوقف الحرب.
الضفة الغربية كابوس على من؟
تعددت النداءات ومن أكثر من شخصية سياسية و عسكرية تطالب فيها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الإباء وأن يخرجوا الى الشوارع في كل المدن . واشار ابوعبيدة في خطابه الأخير إلى عمليات المقاومة في الضفة الغربية مؤكدا ان كابوس تحرك الضفة والقدس و فلسطيني الداخل قادم لا محالة وبشكل لا يتوقعه العدو. دون أن يدرك بأن الوضع في الضفة والقدس لا يشبه تماما الوضع في قطاع غزة والفرق شاسع تسليحا وطبيعة الجغرافيا و قناعة الشعب بقدراته وإمكانياته وافتقاده لجميع وسائل الدعم و المساندة وفي نفس الوقت مشاهداته لما يحدث في قطاع غزة من دمار و الحالة الكارثية غير المسبوقة لما يتعرض له الناس هناك دون دعم عربي أو تأثير دولي على الممارسات الإسرائيلية في خوض معركة غير متكافئة ستكون نتائجها كارثية يحقق فيه العدو أهدافه.
الإختباء والحذر
في المعارك والحروب خاصة الحروب غير النظامية والتي تميل الى حرب الشوارع فإنها تركز على تجنب المواجهات بشكل مباشر ويكون فيه الطرف المدافع متمكنا على الأرض اكثر من المهاجم.ةأما التمركز والإختباء والحذر فإنها من متطلبات حرب الشوارع وينتهجها طرفي الحرب. لكن المهم ان لا يستخدم طرفي الحرب المدنيين كدروع بشرية.
الوحدة العربية و توحيد الساحات
التفاؤل المبالغ به الذي ظهر في خطاب الناطق العسكري لكتائب القسام بالوحدة العربية و بتوحيد الجبهات والمقاومة في لبنان والعراق واليمن فيه مبالغة كبيرة فالحدود العربية مع فلسطين التاريخية هادئة جدا بإستثناء الحدود الشمالية لفلسطين والتي لها حساباتها الضيقة و يمكن لإسرائيل إعادة الهدوء لها تماما في حال توقف جيش الإحتلال عن استهداف المنطقة و وقف الإغتيالات والجبهة تشتعل احيانا بسبب هذه الاستهدافات وليس من اجل الحرب على غزة . انه عنوان للإستهلاك الشعبي تحاول ايران ان تمرره عبر اذرعها في لبنان والعراق واليمن.
المتمكن والقادر لا يتكلم
اي ناطق عسكري بشكل عام لديه مهمة واحدة فقط وهي بيان سير المعارك و الكشف عن بعض الهجمات والإستهدافات التي يتجاهلها العدو. ولرفع معنويات افراده و التطمينات الموجهة الى الشعب. لا شأن للناطق العسكري في الأمور السياسية او المفاوضات والمتعلقة بالحرب ويجب ان يبتعد عن اسلوب التهديدات او الإستجداءات فهي تفقد الخطاب من قيمته.
نقطة الفصل
الحرب في أمتارها القليلة الأخيرة وطرفي الحرب لديهما من المعاناة الكثير. و شدة الحرب والإستهدافات في الأيام الأخيرة لها دلالات عسكرية هامة تتعلق بما تبقى من القدرة على استمرار الحرب والمواجهة والصمود . فالصفقة حتى الآن ولدت ميتة واصبحت تشبه الشعب الميت الذي يرى الصفقة كما يرى الغريق لوح الخشب الذي يتمسك به في وسط البحر لكنه لا يعلم في اي اتجاه عليه السباحة لينقذ نفسه. و هدف البقاء والإستمرار لطرفي الحرب هي نقطة الفصل والأيام القادمة ستحدد جدوى ذلك من عدمه.