بين الدمار والأمل: قصة الطبيب محمد حلس

الدكتور محمد حلس
الدكتور محمد حلس

الدكتور محمد ، طبيب تُحيي لمساته الحانية وكلماته المنقذة آلاف الأرواح، كرس نفسه لخدمة مجتمعه في مركز دير البلح الصحي التابع للأونروا، وسط قطاع غزة.

في تشرين الثاني 2023، لقيت عائلة الطبيب محمد المكونة من 15 فردًا مصرعهم في قصف المنزل الذي لجأوا إليه في مخيم النصيرات. إن ضخامة هذا الفقد لا يمكن تصورها - آلام رجل شاهد عالمه بأكمله، سبب وجوده الأساسي، تتحول إلى رماد في لحظة.

ومع ذلك، حتى وهو يكافح وطأة حزنه اللامحتمل، لم يتراجع الطبيب محمد عن القيام بواجبه. في خضم الكارثة، أصيب بجروح بالغة، بما في ذلك ثلاث كسور في ساقه ومفصل كاحله الأيسر. خضع للجراحة، ولكنها لم تنجح، وهو الآن بحاجة إلى إجراءات إعادة بناء العظام خارج قطاع غزة. إن آلام جراحاته الجسدية شاحبة مقارنة بالجراح المتفتحة في قلبه.

ومع ذلك، لا يزال الدكتور محمد بوصلة للرأفة والصلابة. وهو يقف متأرجحًا تحت وطأة حزنه، يتحدث بصوت مرتجف ولكنه راسخ:

"عندما يهدد ظلام حزني بأن يبتلعني، أنا أستمد القوة من ضوء أولئك الذين لا يزالون بحاجة إلى رعايتي. من أجلهم أجد القوة للوقوف، لا أستطيع الابتعاد عن واجبي، حتى عندما تصرخ روحي في الأسى. طالما هناك نفس في جسدي وحياة واحدة يمكن إنقاذها، سأكون هناك لأستجيب لهذا النداء، لأكرم ذكرى أولئك الذين فقدتهم من خلال مواصلة عملهم في الشفاء والتعاطف."

في مواجهة مأساة لا تطاق، يجسد الدكتور محمد الروح التي لا تقهر للقلب البشري، شاهد على قوة التعاطف والمرونة والالتزام الراسخ لموظفي الأونروا الأبطال بخدمة مجتمعهم. إنه بطل حقيقي، يجسد القيم التي تجعلنا بشرًا.

البوابة 24