مسارات "الون وي" ودعوة الجهاد وحماس

رايات حماس والجهاد.
رايات حماس والجهاد.

الفصائل الفلسطينية

السياسة الفلسطينية تمر بمنعطفات عديدة، ويعود سبب تعددها الى سوء فهم الفصائل الفلسطينية لدورها ومهامها الوطنية. فقد تحولت هذه الفصائل الى إجساد بدون أرواح وأسماء بلا معاني وانفرد كل فصيل بعمله الخاص الضيق من اجل البحث عن مكانة وقيمة. فمعظم الفصائل ضلت وفقدت قيمتها التي كانت ظاهرة و متواجدة ومؤثرة في فترة سابقة من الزمن. بحيث ابتعدت عن تعبئة الجماهير وطنيا وخلق بيئة نضالية سليمة.

دعوة الجهاد وحماس

انه لأمر مستغرب ان تقوم كل من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بدعوة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى سحب اعترافها بالكيان الصهيوني و ذلك رداً على قرار الكنيست رفض قيام دولة فلسطينية أو الاعتراف بـدولة فلسطين. فكيف توجه الحركتين هذه الدعوة الى المنظمة رغم ان الحركتين بالأصل لا تعترفان بها ولا تريدان الإنضمام إليها وكل ما تتناوله احيانا بهذا الخصوص مجرد تمويه سياسي حيث ان التلميح لمنظمة التحرير  يأتي عندما يكون لهما في ذلك أمر ما؛ فلا نية لدى الحركتان الإنضمام إلى المنظمة إلا في حالة التفكير الضيق بالمصلحة الذاتية وإلغاء الآخرين.

لقد كان على الحركتين تلبية المطالبات السابقة للإنضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية دون شروط. وبما انهما خارج اطار المنظمة فلا يحق لهما طلب سحب اعتراف المنظمة بإسرائيل. 

حركة حماس و الباب الدوار 

تمارس حركة حماس اتخاذ قراراتها وفق مصالحها الحزبية ولا شأن لها هنا بالقضية او الشعب الفلسطيني. فبعد ان رفضت اتفاقات أوسلو ورفضت الانتخابات الفلسطينية عام 1995 لكنها عادت وشاركت فيها عام 2006 وبعد دخول هذه الإنتخابات من الباب الدوار. و ما فتئت الطلب من السلطة بوقف كافة انواع التواصل مع الإسرائيليين وايقاف التعاون الأمني لكنها ومنذ الإنقسام لديها خطوط تواصل و تفاهم مع الإسرائيليين سواء عبر الوسطاء أو من تحت الطاولة. والآن تطلب من منظمة التحرير سحب الإعتراف بإسرائيل وهي التي طرحت نفسها وفي كثير من المراحل بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية. وليكن في علم حماس وغيرها  انه سواء جرت اي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر وسطاء او عن طريق البريد المسجل والمستعجل فإن ذلك إعتراف بها ايضا.

الجهاد الإسلامي والرفض المطلق

حركة الجهاد الإسلامي تختلف بالشكل والمضمون وفي الأداء والممارسة وفي تفكيرها واسلوب تعاملها مع الاخرين. ويشهد لها بطيب الخلق وفي الوقت ذاته لديها قرار داخلي في عدم الإنضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا تفكر بالمطلق بأي مكاسب او طمع سياسي. لذلك فإن دعوتها لمنظمة التحرير بسحب الإعتراف بالكيان الصهيوني دعوة مشاركة و مجاملة لحركة حماس.

الوحدة الوطنية بعيدة المنال

الحالة الفلسطينية تحتاج إلى معجزة. ومن عيوب الوضع بشكل عام ان يقوم الفلسطينيون بدعوة الأمة العربية الى الوحدة و رص الصفوف لمواجهة إسرائيل. يدعون الأمة بدلا من دعوة انفسهم اولا. الجسد لا يمكن ان يكون برأسين، وان وجد فلا يملك حرية التحرك. والأعمق من ذلك ان هناك أيضا اكثر من ذيل خاصة ان احدهم ذيل انتهازي يحاول ان يثبت انه موجود لكنه مكشوف. 

سياسة "الون وي"

الاستفراد بالقرارات وسيطرة اي فصيل سياسي على الحالة الفلسطينية لن يغير شيء و ستستمر المناكفات والبحث عن المصالح الخاصة والدعوات الكاذبة للوحدة الوطنية و ضياع الوقت هباءً. وعليه لا يوجد أي أمل في الأفق سوى ابتعاد الفصائل عن التحكم بسياسة الوطن و مصالح الشعب وتسليم الأمر إلى شخصيات فلسطينية خبرة وكفاءة لا علاقة لهم بالتنظيمات لقيادة المرحلة القادمة وبعيدة عن الباب الدوار وسياسة "الون وي". وما اكثرهم.

البوابة 24