اغتيال إسماعيل هنية: توريط واشنطن وتصعيد المواجهة

بقلم: وسام الاغا

 في تطور خطير على الساحة السياسية، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدفًا يؤشر بما لا يدع مجالًا للشك رغبته في توسيع دائرة المواجهة مع حماس، مع احتمالية توريط واشنطن عسكريًا في هذا الصراع. هذا السيناريو يتزامن مع ظروف غير مواتية في الولايات المتحدة، حيث الانقسام السياسي خلف المرشحين الرئاسيين يعرقل أي دعم محتمل لمغامرة نتنياهو.

جاءت عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعد أقل من 24 ساعة من اغتيال فؤاد شكر فى لبنان يبدو أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر ليفعل ما يشاء في المنطقة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. هذا الاغتيال يعزز موقف نتنياهو داخليًا، حيث تتزايد شعبية حزبه يومًا بعد يوم، مما يبعدنا عن إبرام صفقة تهدئة قريبة. وهذا يعزز عند نتانياهو زهوه النصر على حماس والفلسطينيين وأنه يرسل رساله لكل الاطراف فى المنطقه ان اسرائيل مستمرة فى حربها وتحجيم قوه الاطراف الاخرى والتى تعتقد إسرائيل انها مارست عليهم قوه الردع وهم لا يستطيعون الرد بشكل اكبر من ما هو متوقع .هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى اعتقد ان هذا الاغتيال لاسماعيل هنية أدى إلى زلزال داخل كل فلسطينى و زلزال سياسي داخل حماس، حيث كانت هذه الشخصية الأكثر اعتدالًا وتمتعًا بشعبية كبيرة حول العالم. فقدان هنية يجعل حماس في موقف صعب، يفقدها التوازن بعد اغتيال قائد بحجم إسماعيل هنية. هذا الرجل كان يمثل وجهًا أكثر قبولًا للعالم، حيث كان رئيسًا منتخبًا ورئيس وزراء مكلف من السلطة الفلسطينية، وشخصية معروفة بخطاباته القوية ولغته الفصيحة. وكان يستقبل استقبال رسمى من قبل الدول التى كان يزورها وتتداول القنوات الاخباريه منذ الصباح ظروف عمليه الاغتيال حيث جاءت عملية الاغتيال بصاروخ أطلق من خارج إيران، ما يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. يجب على المجتمع الدولي أن يقف ويتحمل مسؤولية هذا الاغتيال. هنية ليس أول قائد فلسطيني يغتال، ولكن توقيت الاغتيال ومكانه يثيران الكثير من التساؤلات، خاصة وأنه وقع في إيران التي تفتخر بنظام أمني قوي. اعتقد ان سيناريوهات الرد ستكون مخجله حيث سيكون على إيران وحزب الله تحديد حجم الرد، إن وجد. فكيف ستتصرف هذه الأطراف في مواجهة هذا التصعيد؟ وهل سيؤدي هذا الاغتيال إلى توسيع دائرة الحرب؟ اغتيال هنية اليوم ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو فصل جديد في مسلسل الصراع الطويل على فلسطين. سننتظر لنرى كيف ستتطور الأمور، وكيف سيكون حجم الرد على هذا الاغتيال، والذي قد يشعل فتيل مواجهة جديدة في المنطقة. مع أني أختلف شخصيًا مع حماس وتفكيرها، إلا أن هنية كان رجلًا مختلفًا. وكان يحمل بداخله رؤيا للسلام اليوم يلتحق هنية بكوكبة الشهداء الذين سبقوه إلى الجنة، نتيجة الدفاع عن فلسطين، كما اغتيل من قبله الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وياسر عرفات، وأبو جهاد، وغيرهم من الشهداء. ولكن، تبقى الأسئلة حول توقيت الاغتيال ومكانه إسماعيل هنية كان يعتبر من القادة الأكثر اعتدالًا في حماس، وفقدانه يمثل تحديًا كبيرًا للحركة التي ستجد نفسها مضطرة للرد بقوة على هذا الاغتيال. في المقابل، إيران التي شهدت هذا الاغتيال على أراضيها، لن تقف مكتوفة الأيدي، وستسعى للرد بطرق تعزز موقفها الإقليمي وتبعث برسالة واضحة لإسرائيل وحلفائها. رحم الله الشهيد إسماعيل هنية، ونسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن يعم السلام والعدل في فلسطين والمنطقة بأسرها.

البوابة 24