الله أعلم

بقلم: ميسون كحيل

في غزة، كثرت الحكايات في كل شارع و حي ومخيم تجتمع الروايات وكل إنسان فيها له أكثر من قصة و الخيمة المتنقلة عنوان النزوح.

 في غزة ظهرت الحقائق ولم تعد هناك أسرار فقد اسقطت غزة اقنعة كثيرة وتهاوت الوجوه التي لم تكترث من السقوط فهم لا يتغيرون لا يبالون و لا يندمون بل يبحثون عن اقنعة اخرى في أماكن اخرى رغم  تعريتهم!

في غزة أعاد التاريخ نفسه و تداخلت المحطات، واجتمعت جميع المراحل. النكبة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من وطنه وقد طرد! النكسة حيث استكمل المحتل احتلال الوطن ولا يزال محتلا ! أما النزوح فهي رواية لوحدها استطاعت ان تجمع كل الروايات معا نكبة ونكسة و نزوح.

في غزة القدر يفرض نفسه، فمن احتلال الى انقسام فحصار الى ان حلت الكارثة لحرب لم تشهد فلسطين مثلها من قبل.

في غزة كم طفل فقد عائلته، كم أم فقدت أبناءها ، وكم رجل لم يعرف اين يدفن أحباءه. و كم إنسان بلا مأوى. وكم اسماً تبخر ولم يعد موجودا.

في غزة وصلنا إلى حالة اصبح التمييز بين المحتل و بين أصدقاءه صعبا، و فقدنا القدرة على تحديد الفرق بين العربي الأصيل والعربي الذي تخلى عن أصوله.

في غزة تتعدد مشاهد الموت قصفا أو جوعا او عند النزوح المكرر! مشاهد لم تعد مهمة و بلا قيمة لدي اصحاب الاجندات الخاصة و سارقي الوطن.

في غزة أشياءً مختلفة و كثيرة لا يشبهها فيها أحد، والتشبيه تقليلا بها أو جهالة بالرأي والرؤية.

لا املك الوصف او البوح في شرح رواية النزوح، الرواية الجديدة في تاريخ نضال شعبنا، الام وقهر وظلم ، دماء وقتل ودمار ومشاهد مؤلمة كثيرة من حرب الإبادة التي اصبحت مجرد خبر كأي خبر عادي تنقله وسائل الإعلام وقنوات الظلام. 

رغم ذلك يقال والعهدة على القائل والراوي ان الفلسطينيين سينهضون من بين الركام لتأكيد حقهم لأن الفلسطيني يدرك ان فلسطين أخر الحصون والقلاع والله أعلم.

كاتم الصوت : سقطت الأمة و لن تقوم ابدا. وايقاظ ميت اسهل من ايقاظها. وما بحك جلدك الا ظفرك

كلام في سرك: إرضاء ايران و موافقة حماس قد يوقف اطلاق النار لكن لا ينهي الحرب. القرار بيد نتنياهو وليس بايدن.

رسالة: توقفوا عن تشبيه غزة بأي مدينة أخرى. لا تبحثوا عن اعذار و مبررات فحياة البشر ليست لعبة و كرامة الناس أهم من بطولاتكم الوهمية. احتفظ بالأسماء

البوابة 24