طلب الرئيس للذهاب الى غزة
لا شك أن الرئيس الفلسطيني اطال الله بقاءه قد فاجأ جميع من تابع خطابه في البرلمان التركي، عندما أعلن انه والقيادة الفلسطينية قرروا الذهاب الى قطاع غزة وهو بالطبع يعلم انه لن يستطيع ان يفعل ذلك دون موافقة نتن ياهو. فعليا هو تجاوز اسرائيل بهذا القرار قولا لا فعلا! ولجأ الى الأمم المتحدة و المجتمع الدولي لتسهيل تنفيذ هذا القرار، وفي النهاية لا مفر من تقديم الطلب الى الطرف الإسرائيلي الذي يملك الموافقة او الرفض، وهنا فإن الرئيس حشر نفسه بين الذهاب و المخاطر الكبيرة التي قد يواجهها هناك، وبين عدم الذهاب الذي سينتج عنه عدد من المواقف المنتظرة و تحولها الى استهزاء! و رغم الإعجاب الكبير والتأييد المميز لقرار الرئيس من الغالبية إلا ان القرار لم يكن مناسبا لا في المكان ولا في التوقيت. القرار جاء متأخرا وكان يفضل لو كان في موعدا آخر من زمن الإنقسام وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة. حيث كان يمكن ان غزة ما وصلت إلى ما وصلت اليه الآن.
الصفقة
الكل الفلسطيني يتابع المفاوضات الجارية متعلقا بالأمل اما البقية فيتابعون بإنتظار الفائدة التي ستتحقق. والصفقة بشكل عام مختلفة تماما عن ما يتم الإعلان عنه لأنها في حال تمت لا تعني ان الحرب انتهت. بل ستحقق لنتنياهو عدد من المكاسب، وستضمن بشكل قاطع بقاءه قويا. وكل ما يريده نتنياهو من هذه الصفقة اطلاق سراح الإسرائيليين لدى حماس وبقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على حدود القطاع، والسيطرة الأمنية على محور فيلادلفيا، وسيحاول الاحتفاظ بمطالبه لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية، وقدوم الادارة الجديدة التي سترسم ملامح المنطقة و اتجاه مسار التطورات.
الكرة في الملعب
تمكن نتنياهو سياسيا من رمي الكرة في ملعب حركة حماس، فإما تقبل بشروطه أو ان الصفقة لن تتم والحرب ستستمر الى حين القضاء على المقاومة. و هذا هو الان الموقف الأمريكي الذي سيمنح بعد ذلك الإذن والمبررات لكي تستمر الإبادة تحت حجة ان حماس عطلت الصفقة. لم يعد هناك حلول سوى موافقة حماس على شروط نتنياهو التي تحمل عنوان مبادرة بايدن.
الاعتراف
ما يحدث الان على الأرض في غزة يوحي بأن حركة حماس فقدت التركيز السياسي والتأثير العسكري وغير قادرة على التغيير وكأنها وقعت في فخ الصفقة بين القبول بشروطها وانتظار مستقبلها المجهول! أو رفض الصفقة واستعجال مستقبلها المفقود. حركة حماس الان بين المجهول والمفقود تسابق الزمن فهل تحدث معجزة أم تقرر الاعتراف بالعجز.
نجاح لقاءات الدوحة
الكل متشائم لعدم نجاح لقاءات الدوحة، رغم انها نجحت وهم لا يعلمون لأن الهدف الأساسي منها كان تفريغ البالون الكاذب من مضمونه الذي كان يحتوى على رد ايراني مزلزل ضد الكيان الصهيوني الذي كان ينتظره العالم. غزة هنا لم تكن لا على البال ولا على الخاطر انما عنوان للتضليل. وكل من يعتقد ان اجتماعات الدوحة فشلت عليه ان يعيد التفكير جيدا فقد نجحت وبإمتياز.
الحرب
الفرق شاسع بين وقف اطلاق النار وانتهاء الحرب، وان حدث وقف اطلاق النار فان ذلك استراحة المحارب ولفترة مؤقتة من اجل انجاز بعض البنود الإيجابية لصالح نتنياهو الذي سيخرج من هذه الحرب بطل قومي لإسرائيل. والحرب لن تنتهي قريبا إذا كانت نهايتها خروج الجيش الاسرائيلي من القطاع.