وحدة الصراع وصراع الوحدة (فتح و حماس)

التعريف:

وحدة الصراع أي أن كل طرف يصارع الطرف الآخر ليس في اختلافهم على الهدف بل في اتفاقهم عليه، وهو السيطرة على كرسي الحكم. صراع من أجل السلطة!
صراع الوحدة أي انه كل طرف يدعي انه يريد الوحدة مع الآخر ووحدة الصف بشكل عام لكن الحقيقة ان الطرفين غير صادقين!

الدفاتر العتيقة 

لا بد من العودة الى الوراء قليلا لتوضيح أصل الصورة التي يبتعد عنها الكثيرون ويرفضون التطرق لها او التلميح إليها!
ان القيادة الحالية لحركة فتح ترغب في استمرار سيطرتها على السلطة كإمتداد لمن سبقها من قيادات فتح ولا تقبل ان تكون أقل منها، وقد يكون ذلك هو السبب في ما قامت به القيادة الحالية في بدايات تسلمها المسؤولية حيث اقدمت على تغيير اغلب القيادات الموجودة في تلك الفترة و نقلهم إلى منازلهم وتهميشهم حتى بعض القيادات التي كانت بشكل ما على توافق معها في فترات سابقة فقد تم ترحيلهم أيضا الى منازلهم القريبة والبعيدة. أما بعض من قلة فقد وافقوا على الإندماج مع من تم استقطابهم كقيادات جديدة بجانب القيادة الرأس. وهذا ما أضعف حركة فتح، و بدأ معها مسلسل الضعف المستمر في اتخاذ القرارات تباعا التي أدت في نهاية المطاف الى تغيير شكل حركة فتح، بحيث اصبح المواطن والكادر يسمع و يرى فتح رئاسية وفتح تيار وفتح قوائم وفتح ليس لهم علاقة بأحد؟!

أصل الصورة الآخر

حركة حماس وبالتأكيد هي من ضمن الإسلام السياسي وتتبع إلى الإخوان المسلمين وجزء منهم وعملهم السياسي محددا ومخصصا في الولاء للجماعة أولا وأخيرا وليس الى الوطن أو الدين. والدين هنا غطاء لتنفيذ مخططاتهم التي ترتكز في الحصول بكل الوسائل والطرق على السلطة في اي مكان تستطيع ان تصل إليه أو تتواجد به. و لا شك أن قرار حركة حماس المشاركة في الإنتخابات 2006 قرار مدروس بعناية و بتوصية من حيث التوقيت واستغلال الظروف السياسية للسلطة الفلسطينية في ذلك الوقتؤ إضافة إلى أوضاع حركة  فتح التي كانت تمر بها آنذاك من عدم الانضباط وبروز صراع الأخوة واختلاف نظرة الجمهور الفلسطيني لها. و هذا أوجد لحركة حماس الظروف المناسبة التي كانت تنتظرها لتحقيق النتائج التي تطمح إليها.

البحث عن النيات الصادقة 

الآن والفلسطينيون يتعرضون لأبشع حرب في قطاع غزة وأسوأ إستهداف في الضفة؛ فإن المطلوب ان تعلن حماس عن الخطوة الأولى التي تثبت و تؤكد على تغيير فكرها الإخواني لصالح الوطنية الفلسطينية في الإنضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية بصدق وأمانة و بدون أي نيات سيئة ومبطنة. ما يستوجب حينها من الرئاسة الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني فلسطيني على ان يتم فيه دعوة الجميع دون ان يستثنى احد من اجل مناقشة كافة الأمور العالقة، ووضع خطط وآليات لعقد مجلس وطني لدمج كل الجهود و تحديد الأولويات و تكريس فكر الوحدة الوطنية الصادقة دون أي حسابات أخرى حيث ستكون مصدر قوة لجميع الفلسطينيين افراد واحزاب و مؤسسات في مواجهة الاحتلال. هذا حتما سيعطي شكل آخر للمشهد الفلسطيني امام المجتمع الدولي. ويمنح الشعب الفلسطيني الفرصة للإلتفاف والوقوف خلف الوحدة الوطنية الفلسطينية في شكلها الصادق الجديد وهو الإنتصار الحقيقي الذي يمكن الخروج به في ظل الحرب على غزة وتدميرها واستهداف الضفة وتقليم أظافرها.

القول الفصل

الشعب الفلسطيني هو القادر على الحسم في هذه الظروف ان يقول كلمته بصدق أيضا في دعم هذا التوجه، وكشف لا سمح الله المتخلف والجهة التي يمكن ان تعطل المسيرة.
دون الاعتماد على ما يسمى استطلاعات الرأي، صدقا او كذبا او تزويرا فهي لا تمثل الرأي العام الفلسطيني. وبإختصار  فإن الوضع الفلسطيني على مفترق طرق وعدة اتجاهات نصف الكرة في ملعب حركة حماس وفرصتها في العودة قبل الإنكسار الأخير. و النصف الآخر في ملعب فتح لتعديل اتجاه البوصلة قبل تنفيذ مخطط اسرائيلي قرر انهاء كل من عباس وحماس معا واستبدالهما بطرف آخر !

البوابة 24