الفلسطينيون و الجنايات الدولية

بقلم : حمزة خضر 

 

تضع دولة الاحتلال نفسها فوق القانون الدولي بحيث تقدم نفسها ككيان غريب و مرفوض في المنطقة العربية الامر الذي يؤدي الى حالة من العداء الكامل و المستدام له و بالتالي فهو يحتاج دائما الى الدفاع عن نفسه و مناجاة العالم بضرورة حمايته و توفير الدعم الكامل و في ذلك يبرر سلوكه الاجرامي بحق الشعب الفلسطيني الاعزل و الذي لا يشكل اي خطر على دولة الاحتلال التي تستخدمه قربان لدوافع امنية على الرغم من ان الفلسطينيون و على مدار سنوات طويلة عملوا في مختلف المجالات في الداخل المحتل و نجح الكثير منهم في تكوين صداقات مع المجتمع العبري .

ان اهمية قرارات الجنايات الدولية لكي لا تبقى دولة الاحتلال فوق القانون الدولي و انها دوله يمكن ان تخضع للمحاسبة و المسألة القانونية و لكي يدرك العالم ان هذا الدعم السخي و اللامحدود الذي يقدمه لهذه الدولة هدفه ذبح الفلسطينيون و قتلهم و مصادرة اراضيهم و تهجيرهم منها .

 

الضفة الغربية ... سجون بداخل سجون .

حولت ممارسات الاحتلال الاستيطانية و الامنية الضفة الغربية الى سجن كبير و بداخله عدد من السجون الاصغر فكل محافظة اصبحت سجن و كل مدينة سجن و كل قرية و بلده سجن تفصل فيما بينها حواجز الاحتلال و مستوطناته التي بدوافع امنيه تغلق العشرات من القرى و البلدات الفلسطينية بسواتر ترابية و بوابات حديدية تعيق بذلك حياة الفلسطينين .

 

المستوطنون و الضفة الغربية .

تصاعدت وتيرة الارهاب الصهيوني المتطرف بدوافع ايديولوجية و المدعوم من قبل وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال و الذين امتهنوا قمع الفلسطينين و قتلهم و ترويعهم حيث يطالب احدهم ببناء خمسة الاف معتقل جديد بسبب اكتظاظ السجون بالأسرى الفلسطينين.

ربما يفكر هذا الوزير او ذاك باعتقال الشعب الفلسطيني كله و الزج به في المعتقلات الصهيونية او ربما يفكر ببناء افران يحرق بها الفلسطينيون مستنسخاً بذلك التجربة النازية بنكهة صهيونية ( الهولكوست ).

 

الاسرى الفلسطينيون و انتهاكات الاحتلال بحقهم .

 

يعاني الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني من ابشع انواع التعذيب و التنكيل و الحرمان من ابسط الحقوق الانسانية حيث يجمع الاسير عدد من وجبات الطعام في وجبه واحدة من اجل ان يشعر بالشبع لمرة واحدة .

مع انعدام و سائل الوقاية الصحية فلا يمتلك الاسرى في السجون ملابس داخلية (غيار) و لا يستحمون الى لفترات طويلة جدا و لا يملك الواحد منهم قطعة صابون واحده حيث اعلنت مصلحة السجون التابعة لدولة الاحتلال عن منع الزيارات لعدد من المعتقلات بسبب تفشي الامراض الجلدية بين الاسرى و منها مرض الجرب الجلدي، اما عن سجون اخرى خصصها الاحتلال للأسرى الفلسطينيون من المحافظات الجنوبية (غزة ) مثل معتقل ( سديه تيمان) . ينفذ بحق الاسرى جرائم انسانية و اخلاقية حيث يتعرضون للاغتصاب من قبل جنود الاحتلال .

ترتكب دولة الاحتلال جرائم منظمة تجاه الفلسطينين في كل الاشكال و على امتداد الجغرافيا الفلسطينية تمارس كل انواع الحرمان و التعذيب و الاذلال لكل ما هو فلسطيني و ليس لأي دافع اخر فقط لأننا فلسطينيون، فإن لم تكن عدالة اهل الارض من تنصف الحق الفلسطيني فعدالة اهل السماء لن تغفل عن ذلك .